وعد بلفور ما زالت خطيئة البريطانيين مستمرة

صالون القلم الفلسطيني

صالون القلم الفلسطيني

كم سنة مرت حتى لآن على خطيئة البريطانين الكبرى ، تلك الخطيئة التي ارتكبها وزير الخارجية البريطاني بلفور ، قبيل نهاية امبراطوريته التي لم تكن تغيب عنها الشمس ، في عام 1917 ، وتحديدا في الثاني من تشرين الثاني ، الخطيئة التي كانت على شكل وعد ،

وعد يقطعه ويعد به من لا يملك ، ويمنحه لمن لا يستحق .

بريطانيا في قمة انتصارها وقوتها في الحرب العالمية الأولى ، تتعهد لإقامة وطن قومي لليهود ، ليس في انجلترا ،ولا في اسكتلندا ، أو ويلز أو ايرلندا ،ولا حتى في جزر الفوكلاند، ولكن الوعد كان في فلسطين ، وعلى حساب الشعب الفلسطيني الذي أشرقت عليه شمس التاريخ الانساني قبل الاف السنين ،والذي كان منه السيد المسيح من مهده في بيت لحم وحتى قيامته في القدس ، انه الشعب الفلسطيني الذي تعهدت بريطانيا في رسائل المعتمد البريطاني في القدس "مكماهون "بانها ستساعده ، في نيل استقلاله ، وبناء دولته ، فإذا بها تخون عهدها ، وبدل منه اقوم بسلخ فلسطين من جسم امتها ، وتقدمهاهدية لليهود ، لا ندري أهي مكافأة لهم ، أو خلاصا منهم ، على حساب شعب صغير مناضل مستقر هو الشعب الفلسطيني .

هل ماتت خطيئة بلفور بتقادم الزمن ؟

وهل كفرت بريطانيا عن تلك الخطيئة عبر تلك العقود من الزمن ؟

وهل كان على الشعب الفلسطيني ان يتحمل الذنوب والجرائم الذي ارتكبها الغرب ضد اليهود ، حين ارتكب بحقهم المجازر والمحارق ، والذين صورهم الغرب وبريطانيا بالتحديد ، في وثائقه الادبية على هيئة شايلوك ، كما فعل اديبهم الكبير شكسبير في مسرحيته تاجر البندقية ،حيث اظهرهم انهم مصاصي دماء ، والشياطين الذين يعجنون فطيرة فصحهم بدماء بشرية من اللآخرين ؟

إلا ان خطيئتهم في حق الفلسطينين ما زالت مستمرة ، وهي تعيد نفسها على امتداد اكثر من تسعين سنة بأشكال مختلفة .

اوليس إحتلالالضفة الغربية عام 67 هو استمرار لخطيئة وعد بلفور ؟

اليس الاستيطان والجدار والحصار هو استمرار لخطيئة وعد بلفور ؟

ثم اليس تهويد القدس وشرق ارضها ، وهدم بيوتها ،وخلخلة أساسات الأقصى بالحفريات ،وطرد المقدسين بأشكال وأسباب مختلفة ، هو استمرار لخطيئة وعد بلفور ،

ان الجريمة لاتموت ولا الخطيئة ايضا تنسى أو تموت ، حيث ان المجرمون ما زالوا مستمرون في ارتكاب جرائمهم في حق شعبنا ، الذي يتالم في ارض وطنه المحتلة ، وفي الشتات يتألم ،في المعاناة اليومية يتألم ، وفي الطريق الى حلمه الجميل يتألم ،

لكن شعبنا الشجاع ، يواجه ذكرى الوعد بقوة الأمل ، ويواجه الكارثة التي حلت به بالبطولة ، ويواجه الغدر بالدعوة الى الحق وصحوة الضمير .

غثنان وتسعون عاما مرت الآن وحسابات الفلسطينين انه كلما ابتعدت غربتهم عام ، اقتربت عودتهم عاما اخر ،

تسعون عاما انقضت على الوعد المشئوم ، لكن اثارة السوداء لم تمحى ، وما زالت اصابع الاتهام موجهة الى دولة كبرى استغلت قوتها في تشريد شعب صغير وحرمانه من الحياة ، وما زالت اصابع الإتهام موجهة الى إسرائيل نفسها ، بان الجرائم لن ولا تفيد ، ومهما كانت عربدة القوة كبيرة ، ومهما حاولت إنكار حقوق شعبنا الفلسطيني ، فان حقوقنا لا تضيع ، ولن يضيع حقنا المقدس في وطننا ،

وأما انتم أيها الاطراف الفلسطينية ، فلنستغل ذكرى الوعد ، بإعادة وحدتنا ، ورفض تقسيم وطننا ، معا سوف ننهض، بنا موحدين سوف تنهض دولة فلسطين ، ويعود المشهد الفلسطيني لصورته الحقيقيه ، صورة الشعب البطل ، الذي يتسامى على جراحه عندما يهدد قضيته وشعبه الخطر .

لنقول للعالم بصوت واحد أ، الحق ينتصر