أول جائزة عربية لدونالد بوستروم من الجزائر

أول جائزة عربية لدونالد بوستروم من الجزائر

دونالد بوستروم

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

عبد العزيز بلخادم والذي يعتبر الشخصية السياسية الثانية في الجزائر بعد الرئيس بو تفليقة والامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري كان اول سياسي جزائري يلتقي ضيف الجزائر الصحفي السويدي دونالد بوستروم.

كان وصولي مع دونالد بوستروم الى الجزائر مساء الثلاثاء الماضي ، وفي نفس اليوم مساء دعينا الى مقر حزب التحرير الجزائري ، ولم ننتظر طويلا فقد انهى السيد بلخادم صلاة التراويح وجاءنا على عجل ، واضعا كل القواعد البروتوكولية جانبا مقبلا علينا بتواضعه المعهود ، وبالرغم من مشاغله حيث كانت قيادة الحزب تتدارس اعمال السنة والمعوقات الصناعية ، الا انه امسك بيدنا واصطحبنا الى قاعة كبيرة غصت بمسؤولي الدولة والحزب , وكان من بين الحاضرين سبع وزراء على الاقل .

السيد بلخادم والذي افرد لنا مكانا الى جانبه على المنصة وبعد ان حيا كلا الضيفين دونالد بوستروم وأنا فانه ترك لضيفه المجال لكي يشرح للسادة الحضور عن قضية الاتجار باعضاء الشهداء الفلسطينين بعد سرقتها ، وترك لنا المجال الكافي لشرح هذا الموضوع وملابساته ورأينا فيه.

السيد بلخادم لم يقبل ابدا ان يكون متفرجا ومستمعا ومضيفا  في غاية اللياقة فقط , وانما اراد ان يمنح اللقاء والاستقبال صفته الحكومية , وليس عن الحزب فقط وانما عن شعب الجزائر ، فحث الموجودين على المضي بهذه القضية الخطيرة الى نهايتها الطبيعة لمقاضاة المجرمين تجار وسراق البشر ، كما وانه دعا الى تشكيل لجان متخصصة لملاحقة الموضوع ، واعطانا الانطباع الطبيعي الذي نعرفه عن الجزائر وشعبها وهو الرأي الجزائري الابلج والذي يخلو من المواربة ، فلا مساومة ابدا على الحقوق الفلسطينية ، ولا تنازل عن شبر واحد من ارض فلسطين والتي غص فيها حلقه حزنا وهو يدعو الى القدس عاصمة ابدية للعرب والمسلمين.

اللقاء الاول مع السيد عبد العزيز بلخادم منحنا الكثير من القوة التي كنا نرجوها من هذا الشعب الجزائري والذي هب لاستقبالنا في المطار ، وتجمهروا في القاعات التي كنا نتواجد فيها ، هذا التواجد الكثيف من مختلف الاشكال السياسية والتي توحدت مع قضية فلسطين ومأآسيها والتي لايختلف فيها جزائريان .

لقد تواجد معنا في اجتماعاتنا ولقاآتنا ممثلين عن الحكومة , والبرلمان , ونقابات الصحافة، والاطباء ، ولفيف كبير من الاعلاميين والذين جمعهم حب فلسطين وحب من يقف مع هذا الشعب المظلوم ، وعلى مدى ايام ثلاثة كانت تلك الايام أيام لقاء وعهد من الجميع ان لاننس ابدا شهداء فلسطين ، وحيانا فيها الجميع تحية لمسنا صدقها في المقالات التي ملأت الصحف ووسائل الاعلام .

وقامت جريدة الشروق كبرى صحف الجزائر باعداد حفل خاص لنا بمناسبة بلوغ اعدادها مايقرب من  المليون عدد وهو اعلى نسبة لتوزيع الصحف الورقية في عالمنا العربي والاسلامي , وكان معهم اغلب الصحف المنافسة والتي لم يمنعها واقع المنافسة في المشاركة في نقل الخبر الصحفي الهام والحضور الصحفي  .

وقامت الفدرالية الصحفية الجزائرية والتي وجهت الدعوة لنا بمنح الصحفي الضيف دونالد بوستروم جائزة التميز الصحفي ، وهي اول جائزة تخصص لهذا الغرض ، والتي كان من المفروض ان تقدم للمتميزين من صحفيي الجزائر ، ولكن الضمير الحي للقائمين على هذه الفدرالية آثروا بها الصحفي السويدي دونالد بوستروم على ابناء الجزائر في تجاوز رضي به جميع الاعضاء عرفانا منهم بالعمل الجبار الذي قام به الصحفي السويدي، والتزاما منهم بقضية العرب والمسلمين الاولى .

كما وان اعداد غفيرة من الجالية الفلسطينية في الجزائر قدمت لاستقبالنا في مطار بومدين الدولي وعلى رأسهم سفير فلسطين في الجزائر السيد محمد حوراني ، والذي قدم للضيف هدية خاصة احتراما لهذا له ولجهوده .

وكنا قد تلقينا العديد من طلبات الزيارة للدول العربية من اجل تفعيل الموقف العربي لفضح الخطر الصهيوني والذي وصل به الجشع حدا لايصدقه العقل امام غفلة العالم وضياع الاخلاق ،وسيطرة الاعلام الصهيوني على الاعلام العالمي ، وفضلت ان نبدأ هذه الزيارة الى الجزائر والتي بهرتنا بهذا الاهتمام والذي عزز فينا حبا قديما وعشقا فريدا.

هذا الحضور الذي دمعت اعين اكثرهم لدى القاء قصيدة –حكاية بنت اسمها فاطمة , طلب رئيس الفدرالية الصحفية مني القائها.

لك ياجزائر الحب والعطاء كل شكرنا وتقديرنا .