الاحتلال العملي والعقائدي
ناصر عودة الأحوازي
لاشك ان الله منذ ان خلق نبي اللّه ادم عليه السلام و رزقه بذرية , ولد حب الهيمنة و بسط القوة في الانسان من اجل السيطرة و الزعامة في ما بين الأسرة و طالت مداها الى الاقاليم والبلاد فشملت القارات في القرن المنصرم .
تكونت في الألفية الثانية دول ذات سيادة و حدود و قانون تتحكم بطريقة اكثر حضارةً من ذي قبل حيث كانت الشعوب تتقاتل من اجل أخذ الدور البارز في الريادة و توسيع نفوذ عصاباتها التي كان همها الأول والأخر التوسع على حساب دماء الأبرياء والمساكين الذين يدفعون بدمائهم فاتورة عنجهيات بعض المهوسين الذين لا توقفهم قوانين و احكام دولية .
الأنسان على مدى التاريخ لم يتخلى عن منهج القوة في السيطرة و الاحتلال و اذا نظرنا الى التاريخ في الشرق و الغرب نرى بأن في الغرب كان مثلاً الأمريكيين يقمعون الهنود الحمر و المكسيكيين من اجل السيطرة على اراضيهم ونهب ثرواتهم و في بريطانيا التي لم تغيب الشمس عن مستعمراتها لم يختصر احتلالها في اروبا فقط بل احتلت عدة بلاد عربية وغير عربية و سيطرت على منابعها و كذلك في اروبا احتلال هيتلر التي راح ضحيته ملايين البشر بسبب الفكر النازي التي كان في مخيلته وايضاً الحروب التي طالت لسنوات في الصين واليابان والهند و افغانستان و الحرب الاخيرة في العراق و غيرهما، اما في اسيا و افريقيا خاصة كانت احتلالات عدة ، من اهمها تشمل الدول التي احتلت جاراتها طمعاً في خيراتها و حباً في توسيع كيانها .
اهم تلك الدول و الأقاليم التي بسبب اطماع دول الجوار اصبحت ضحية الخطط الغربية (خطة سايسبيكو التي قسمت البلاد و ضمت بعض الاراضي العربية لدول غير عربية) الاحواز التي احتلت من قبل ايران في 20 نيسان 1925 حينما كانت دولة مستقلة و الجزر الثلاث الاماراتية التي احتلت في سنة 1971 حينما هي الاخرى قبل الاحتلال البريطاني كانت تحظوا بسيادة اماراتية كاملة و ايضاً لواء الاسكندرون السوري الذي احتل في 29 نوفمبر 1939 وهو ايضاً كان قبلها اقليماً ذات سيادة سورية و الجولان الذي احتل في سنة 1967 من قبل اسرائيل و كذلك الجنوب البناني الذي احتل في 12 حزيران 1967 و كذلك احتلال فلسطين بشكل تدريجي من قبل البريطانيين و من بعده احتلته اسرائيل في سنة 1948 و كذلك سبتة ومليلة المغربيتان التي احتلتهم اسبانيا في سنة 1668 و لدينا عدة دول بسبب جغرافيتها و امور اخرى طردت الاحتلال بشكل تدريجي و تحررت و اليوم انها ذات سيادة منها الجزائر و ليبيا و تونس و المغرب و عدة دول عربية في افريقيا اذ ان نستجمع التاريخ نجد ان الدول العربية كانت و ما زالت مهمة بالنسبة للمستعمرين الطامعين في احتلالها بسبب الثروات و المكانة الاستراتيجية التي تحظي بها .
لكن هنا ومن خلال هذا البحث نتطرق لدولة احتلالية (خلافاً لباقي الدول التي يتركز احتلالها في نقطة واحدة لا اكثر) تريد ان تحتل اسيا و افريقيا و اذ لا نبالغ فيها لها خطط كما يقول رئيس جمهوريتها (احمدي نجاد) ان تسيطر على العالم و تكون هي من تدير العالم و شعار مؤسسها المعروف (الخميني) ان يصدر ثورته ( الثورة المسروقة التي كانت ثمرة تضحيات الشعوب في جغرافية ايران) الى البلدان الاسلامية حسب زعمه .
انها ايران التي على مدى التاريخ ارادت ان تجعل من العرب شعوب متأخرة تتحكم بها و تعيد المجد الذي انتزعوه منها وتسترجع امبراطوريتها و سيطرتها على العرب من خلال عدة محاولات خبيثة في كل الدول خاصة الدول الخليج العربي في زرعها عملاء و مرتزقة عرب و غير عرب من اجل العبث في امن واستقرار الدول العربية و جعلها دول تتقاتل في ما بينها لتتفرغ و تمتلك السلاح النووي و انذاك لم يكن لها اي رادع لاحتلال اي بلد عربي .
انها الان تعمل و بشكل مبرمج لدعم خلايا مسلحة وغير مسلحة في عدة دول اسيوية وافريقية و اهم تلك الخلايا المرتبطة التي تدعمها ايران و الجماعات الموالية لها في العراق التي تتكون من مجلس الاعلى العراقي (فيلق بدر) و حزب الله العراقي و ميليشيات االصدرية (جيش المهدي) و في اليمن ايضاً تدعم الحوثيين بشكل لوجيستي و مادي و ايضاً جاعلة من قناتين (سحر و العالم ) الابواق الداعمة بشكل مباشر لدعمهم معنويا و ايضاً في لبنان تدعم حزب الله البناني (لبناني الأسم , ايراني الهوى والاصل) كذلك بالاموال و السلاح التي ينقل بشتى الطرق و الذي بسبب مجازفاته تدمرت البنية التحتية البنانية و قتل الاف البنانيين و في فلسطين حركة حماس ايضاً التي بسبب مجازفاتها استشهد مئات الغزاويون بنيران الاحتلال الاسرائيلي و ايضا زرعت (ايران) الجماعات الموالية لها في الخليج العربي بصورة كاملة و السودان و اريتريا و مصر و الجزائر و المغرب و غيرها الكثير من الدول العربية .
ايران اليوم لاتكتفي فقط بدعم المتمردين والمتطرفين والمرتزقة في البلاد العربية بالسلاح بل تدعمهم مادياً و معنوياً في جلبهم الى ايران و تدريسهم الفقه الصفوي في قم و غسل ادمغتهم و حشوها باسم الدين و من ثم ارسالهم الى البلاد العربية من اجل دعوة الناس الى تلك المذهب و من ثم العمل عليهم من اجل تنفيذ المهمات التي لابد ان تكسبها ايران طبق التخطيط المدروس سابقا .
الجماعات المتدربة في ايران خلال الاشهر السابقة ظهرت بصماتها في الساحة العربية في السودان و الجزائر و المغرب و جزر القمر و مصر و هنالك عدة جماعات لم تعلن للأن عن نشاطاتهم السرية و ايضاً هنالك عدة اعلاميين عرب الذي جعلهم التومان الايراني عبيداً و جعل منهم ابواق اعلامية للدفاع عن ايران وطاقتها النووية و الترويج لها بحجة ان امتلاك السلاح لايران يساوي دحر اسرائيل و امريكا و تحرير الاراضي المحتلة في حال ان ايران نفسها تحتل الاحواز والجزر الاماراتية لكن الابواق الاعلامية تغض النظر و لا تهمهم سوى حساباتهم المصرفية التي تزداد اصفارها يوماً بعد يوم .
يمكن ان القارئ يتسائل لماذا كل هذا الاهتمام من قبل ايران في نشر المذهب الصفوي و هل ايران يهمها الدين و الشأن العربي ام هنالك مصالح يستوجب عليها ان تضحي بدماء العرب من اجل كسبها.
وما يثير الاستغراب ان لماذا الدول العربية لم تتخذ للأن اي خطوة ايجابية تجاه بتر رؤس الفتنة و طرد المرتزقة من بلادها و تضييق الخناق على ايران اقتصادياً و سياسياً من اجل اضعافها ؟ اليس للأن نحن متأخرين في الرد المناسب و نكتفي فقط بالشجب و الاستنكار و الادانة؟ الا يكفي الهاجس و الخوف من البعبع الايراني؟ الا حان الوقت لنأخذ الأمور بجدية اكثر و ندحر اعداءنا في العراق و الاحواز والجزر الاماراتية و اليمن و ما تبقى في الدول العربية من صعاليك ايران و مرتزقتها ؟