المصريون نصحوا الأميركيين بعدم المراهنة على النظام السوري

د. عبد الله السوري

المصريون نصحوا الأميركيين

بعدم المراهنة على النظام السوري:

... لا يفي بوعوده

 

د. عبد الله السوري

[email protected]

ما زالت زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى العاصمة الاميركية، تلقى تفاعلات ايجابية في الاوساط السياسية.

وقالت مصادر مطلعة على اجواء الزيارة، ان الرئيس باراك اوباما ابلغ نظيره المصري، انه يعتمد على مصر «كحجر زاوية لسياسة السلام في المنطقة، ولمواجهة امكانية انتشار السلاح النووي ومكافحة مخاطر الاصولية».

بدوره، سجل الوفد المصري - برئاسة مبارك - امام نظرائه الاميركيين، اعتراضه على بعض السياسات الاميركية في المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بايران وحلفائها.

ومما قاله اعضاء الوفد المصري، حسب مسؤولين اميركيين، ان مصر لا تعتقد ان التسوية ممكنة مع ايران، بمعنى انه «حتى لو تم التوصل الى حل بخصوص الملف النووي، فستبقى ايران تمارس تهديدا على دول الجوار بفضل عقيدة نظامها المتطرفة».

واضافوا ان الوفد المصري قدم بالدليل، للاميركيين، براهين على تورط الاستخبارات الايرانية في زرع «خلايا حزب الله» لزعزعة الامن في مصر، وان القاهرة لن تتهاون ابدا مع خرق للاعراف بهذا الشكل بين دول المنطقة، التي لم تتخذ قرارا قبل ذلك بشن حروب استخبارية بين بعضها البعض.

وقال اميركيون، ان المصريين نصحوهم بايجاد خطة طويلة الامد، على غرار الحرب الباردة، لاحتواء الخطر الايراني. كذلك اكد بعض الاميركيين ان «القاهرة لا تؤيد تسديد ضربة عسكرية موجعة، فمواجهة الخطر الايراني اصعب في وسط صخب الحرب، واكثر سهولة في اوقات الهدوء، اذ ان النظام الايراني يعتاش على الحروب واثارة الجماهير».

كما قال مسؤولون اميركيون، ان المصريين نصحوا واشنطن بعدم المراهنة على النظام السوري. واضافوا ان للقاهرة تجربة طويلة مع النظام السوري، وان الرئيس بشار الاسد مختلف جدا عن ابيه. ونقل المسؤولون الاميركيون عن نظرائهم المصريين، ان «الرئيس مبارك كان اول من مد يده الى النظام السوري، اثر اغتيال (رئيس حكومة لبنان السابق رفيق) الحريري واجبار دمشق على سحب جيشها من لبنان».

واضافوا ان «النظام السوري لا يفي بوعوده»، وان «التجربة المصرية مع سورية مرة»، وان «على اميركا الا تجرب ما تم تجريبه في السابق واثبت فشله».

واضافت مصادر اميركية، ان انطباع الادارة الحالية تجاه النظام السوري تبدل كثيرا منذ توليها الحكم، فبعدما ارسلت واشنطن الوفود الى دمشق، لم تلق حتى الان تجاوبا يذكر، «فلا تفجيرات العراق تراجعت، فيما العرقلة السورية لتشكيل حكومة في لبنان ما زالت مستمرة». واعتبرت ان الوفد المصري جاء ليؤكد المخاوف الاميركية في شأن عدم التجاوب السوري.

وسألت «الراي» المصادر الاميركية، عن دلائل تورط سورية بتفجيرات في العراق او حتى في عرقلة الحياة السياسية في لبنان، وعن الثناء الفرنسي المتواصل على الدور السوري، فاجابت: «هذا للاعلام، اما في الواقع، فالسوريون يعلمون اننا نعرف انهم لا يتعاونون ابدا... فرنسا تحاول تبرير فشل سياساتها في اقناع سورية بالتعاون، لذا نرى الفرنسيين يضعون رؤوسهم في الرمال، ويتظاهرون ان كل شيء على ما يرام مع دمشق».

كذلك سألنا المصادر الاميركية عن امكانية لقاء اوباما مع الاسد على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة المقررة في نيويورك الشهر المقبل، فاجابت: «من المبكر الحديث عن الموضوع، اذا ما صادف الرئيس اوباما، الاسد في الممر او في القاعة العامة، فهو سيتبادل معه السلام حتما، وهذا موضوع اخلاق عامة، لكن حتى الساعة، القرار هو عدم عقد اي اجتماع مع الرئيس السوري».

وتقول المصادر الاميركية ان مع تنامي الدور المصري في المنطقة، فان «الادارة الاميركية التي يخيب املها يوما بعد يوم من الاداء السوري، لن تتخلى عن حليفتها القاهرة بل وستأخذ بنصائحها، وهذه الاخيرة لم تقدم صورة ايجابية كافية عن دمشق، ما سيؤخر اي انفتاح اميركي او سعودي عليها».

البوابة-دمشق-خاص

قال مصدر سياسي سوري رفيع لـ"لبوابة" إن لجنة قانونية شكلت بقرار من القيادة السورية قد انتهت الخميس من إعداد دراسة تهدف إلى إلغاء القانون رقم 49 لعام 1980 والذي يعاقب بالإعدام منتسبي جماعة الإخوان المسلمين في سوريا.

وأوضح المصدر أن "اللجنة رفعت نتائج دراستها إلى الجهات المعنية تمهيداً لإصدار القرار اللازم لإبقاف العمل بالقانون المذكور تمهيداً لفتح الطريق أمام عودة منتسبي الإخوان المسلمين الموجودين خارج سوريا إلى وطنهم الأم خاصة من لم تلطخ يديه بدماء الأبرياءء ومن لم يشارك في الأعمال الإرهابية التي طالت سورية في ثمانينيات القرن الماضي".

وكشف المصدر عن أنه "ومنذ فترة صدر توجيه من القيادة السياسية لتعليق العمل بالقانون المذكور وأن العديد من المواطنين السوريين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة الذين كانوا يقيمون بالخارج عادوا إلى وطنهم بعد التعميم الذي صدر إلى السفارات السورية في الخارج لتجديد وثائق سفرهم وتقديم التسهيلات لهم".

أما بخصوص عودة الجماعة إلى نشاطها في سوريا أفاد المصدر أن "جماعة الإخوان المسلمين تنظيم محظور في سوريا ولن يرخص لها العمل بأي شكل من الأشكال وحتى بعد صدور قانون الأحزاب المرتقب لأنه لن يتم السماح بترخيص الأحزاب الدينية أو المذهبية في سوريا تحت أي ظرف".

وردا على سؤال "البوابة" عن إرتباط هذا الإجراء بما قام به المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني من إنشقاق عن ما يعرف بـ"جبهة الخلاص" التي يرأسها نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام وإعلان الإخوان تعليق أنشطتهم المعارضة للحكومة السورية إبان العدوان الإسرائيلي على غزة، أجاب المصدر

"سورية وطن لكل أبنائه والقيادة السورية اعتادت دائماً اعتماد كل السبل التي من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية مع الجميع وخير مثال ماحصل بالفترة الأخيرة مع بعض الاشخاص الذين كانوا منخرطين ببعض الأنشطة المعارضة للحكومة السورية في الخارج وكيف أنهم عندما قرروا العودة إلى وطنهم وطي صفحة الماضي وجدوا كل التسهيلات اللازمة من الجهات الحكومية حتى أن بعضهم اليوم يمارس نشاطات عامة وينشر مقالات بعدد من وسائل الإعلام المحلية".

ونفى المصدر صحة المعلومات الصحفية التي تحدثت عن وجود وساطات تقوم بها بعض الأطراف مثل قيادات من حركة حماس موجودة في دمشق أو مرجعيات دينية عربية لتقريبب وجهات النظر بين الإخوان والحكومة السورية.

وحول إحتمال عودة البيانوني إلى دمشق قريباً والدور الذي يلعبه في تقريب وجهات النظر بين المعارضة السورية في الخارج والحكومة السورية، قال المصدر ان "مسألة عودة السيد البيانوني إلى سورية مسألة غير مستبعدة لكن لا أستطيع تحديد أي موعد لها لأنها مسألة شخصية ترتب بين البيانوني والجهات المختصة، ولست على علم بأي وساطات يقوم بها البيانوني أو غيره مع أحد ولا أعتقد أنه يوجد مواطن سوري شريف بحاجة إلى وساطة مع حكومته وسوريا بلد تحكمه الأنظمة والقوانين".

يذكر أن مجلس الشعب السوري اقر القانون رقم 49 بتاريخ 7/7/1980 بعد أن أحاله عليه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على أثر المواجهات الدموية التي جرت بين السلطات السورية وجماعة الإخوان المسلمين والتي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين السوريين وقد نفذ حكم الإعدام إثر صدور هذا القانون بحق العديد من منتسبي الجماعة في سورية.