بيان

التجمع الوطني الديمقراطي السوري

التجمع الوطني الديمقراطي
        في سورية

اغتالت يد المؤامرة والغدر ظهر أمس الزعيم الوطني اللبناني رفيق الحريري ، رئيس وزراء لبنان السابق والشخصية العربية والدولية البارزة ، باستهداف سياسي واضح ، وجريمة بشعة هزت المجتمع اللبنان والأوساط العربية والعالمية ، نظراً لدوره البارز في إخراج لبنان من محنة الحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاماً .

 فقد كان من أصحاب الدور الأساسيين في إيصال الحوار بين الأطراف اللبنانية إلى نتائج طيبة بإبرام اتفاق الطائف ، كما كان له دور هام في إعادة إعمار لبنان ، بوساطة مؤسساته الاقتصادية التي وضعها بخدمة وطنه وشعبه ، وعلاقاته الدولية الناجحة التي سخرها من أجل ذلك أيضاً أسهم الفقيد الكبير بقسط وافر في وضع لبنان من جديد على سكة التعافي والاستقرار، باستعادته لدوره  العربي  مكانته الدولية ، وفي تعزيز قدرة المقاومة على دحر الاحتلال الإسرائيلي، وتأمين تضامن  الدولة والشعب معها ، وصولاً الى يوم التحرير.. كما عبر دائماً كقائد سياسي – في السلطة والمعارضة- عن تمسكه الشديد بوحدة لبنان واستقلاله  ونظامه الديمقراطي ، وكائناً من كانت الجهة الضالعة في هذه الجريمة النكراء ، فلن تستطيع الأجهزة الأمنية في لبنان أن تتنصل من مسؤولياتها ، التي يفترض أن تنهض بها في حماية لبنان واللبنانيين .

 إن التجمع الوطني الديمقراطي في سورية يعتبر أن اغتيال الرئيس الحريري اليوم ، ومحاولة اغتيال النائب مروان حمادة بالأمس جرائم سياسية خطيرة ، تهدف إلى زعزعة السلم الأهلي والاستقرار في لبنان وضرب وحدة أرضه وشعبه ونظامه الديمقراطي ، الذي ارتضاه للعيش والتعايش بين مكوناته المتعددة وهي محاولات خطيرة للارتداد بلبنان إلى أجواء الفتنة الطائفية والحرب الأهلية ، التي تخدم المخططات الاستعمارية والصهيونية ، ولا يستفيد منها إلا أعداء لبنان والعرب .

إن الجرائم و أعمال التخريب المتعددة الأطراف و الأهداف ، و التي تجري في لبنان ، ما كان لها أن تنجح ، لو أن العلاقات اللبنانية السورية صحيحة و صحية ، مبنية على أسس الاحترام المتبادل ، و العلاقة المتكافئة بين الشعبين و الدولتين ، بإقامة التعاون الاقتصادي و التنسيق السياسي و الاستراتيجي ، دون التدخل الأمني في الشؤون الداخلية ، و التأثير على التجربة الديمقراطية اللبنانية و مؤسساتها السياسية و الدستورية .

إننا إذ ندين هذه الجريمة – التي لا تستهدف شخصا ، بل دورا و نهجا و بالتالي وطنا – و نطالب بالكشف عن مرتكبيها ، نرى ضرورة التعالي على المصاب الأليم و التمسك بالوحدة الوطنية ، و نؤكد أن السبيل لوأد الفتنة قبل استفحالها ، هو الاستجابة لإرادة الشعب اللبناني و قواه الحية ، وإزالة عوامل التوتر و الاحتقان في المجتمع ، و تعميق مسيرة الإصلاح الديمقراطي و الحريات وفق قرار اللبنانيين و مصالحهم .

التعازي الحارة لأسرة الفقيد و ذويه و كافة أنصاره و مؤيديه .

المجد لشعب لبنان العظيم .

15/2/2005