الدكتور الخزنوي: الإسلام ليس ضد الحقوق الإنسانية للأكراد

الدكتور الخزنوي: الإسلام ليس ضد الحقوق الإنسانية للأكراد

المهندس كادار علي *

في مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج لقاء خاض بثت على قناة "كردستان" الفضائية، تحدث الدكتور محمد معشوق الخزنوي عن قضايا كثيرة، وكان من أبرز ما قرره في هذا اللقاء:

 إن الإسلام دين اختاره الله للإنسانية جمعاء دستوراً يخدمهم، وإن الإسلام لم يفرق بين أناس وأناس وأقوام وأقوام،

بل كل الناس سواسية كأسنان المشط، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى". ولذلك لم يكن الإسلام معنياً بتغير تركيبة المجتمعات او القضاء على ثقافاتهم ولغاتهم او قطع أوصال المجتمعات وانتمائهم إلى أصولهم وأعراقهم، بدليل أننا لا زلنا إلى الآن نعلم أن سلمان فارسي، وأن صهيب رومي وبلال حبشي، لم يذب الإسلام شخصياتهم ولم ينعهم من الانتماء إلى أصولهم وأعراقهم.

وبناء على ما تقدم، أكد الدكتور الخزنوي أن الإسلام يحفظ للأكراد حقهم في لغتهم وثقافتهم وانتمائهم. وذكر الدكتور معشوق الخزنوي أن الشعب الكردي، الذي أنا منه، ظل وفياً للإسلام طوال قرون مضت، وظل وفياً لإخوانه الكبار المسلمين، ولكن كما هي العادة دائماً، كان الكبار يظلمون وينقصون حقوق الشعوب، ومع الأسف كان ذلك باسم الإسلام.

 وأكد الدكتور الخزنوي أن الإسلام لا يظلم ولا ينقص أي شعب حقه، إنه معصوم من الخطأ، ولكن المسلمين هم الذين مارسوا الخطأ، وذلك لأنهم غير معصومين، ووقعوا في أخطاء كثيرة، كما هي الحال مع السلاطين العثمانيين، وذلك لأنهم بشر تتجاذبهم أهواء وأحياناً أغراض سياسية، وبذلك فالمسلمين بسلوكهم هذا لا يمثلون الإسلام، حتى أكابر الصحابة أمثال أبى بكر وعمر لا يمثلون الإسلام إلا بمقدار التزامهم بالكتاب والسنة.

 وأكد الدكتور الخزنوي أن الشعب الكردي الذي غالبيته مسلم، إلى جانب من بقي على ديانته الأصلية قبل الإسلام (الزردشتية)، هذا الشعب المسلم بقي دائماً مخلصاً للدولة الإسلامية حتى وهي ظالمة، وحتى يوم انهارت الدولة الإسلامية بقي الأكراد مخلصين لإسلامهم، ولم يتعاملوا بردة الفعل تجاه الأخطاء والمظالم التي وقع فيها المسلمون تجاههم. واليوم خلال هذه الأحداث، أكد الأكراد هذا الإخلاص، وأكراد العراق أعظم نموذج، فمنذ أكثر من عشر سنوات وهم يتمتعون بكيان لهم، وبعد الإطاحة بالدكتاتور العراقي صدام حسين أصبح الحلم اقرب ما يكون من التحقيق، لكنهم أكدوا وفضلوا العيش مع اخوانهم ضمن العراق الكبير إخوان متحابين. وهم بذلك يرسلون رسالة بأن باستطاعتهم العيش مع الجميع، بشرط حفظ حقوقهم والاعتراف بخصوصية ثقافتهم ولغتهم وغير ذلك، مع التأكيد ان الأكراد له الحق في تقرير مصيره.

 إن الدكتور محمد معشوق الخزنوي من خلال موقفه هذا ومواقف وطنية أخرى سبقت، يؤكد ويعيد الدور الرائد لعلماء الدين في القضية الكردية الدور الذي كان في غيبوبة إلى أمد قريب، والأمل موجود لتضافر جميع الجهود دينية وسياسية واجتماعية من اجل نصرة القضية العظمى.

 وبكل تأكيد لا يجوز تقديم الشكر للشيخ معشوق، لأنه يؤدي واجبه تجاه دينه وقضية شعبه، لكن كما قيل ذاكرة الشعوب سجلات التاريخ، وبكل تأكيد الدكتور معشوق الخزنوي يسجل سطوراً من ذهب في ذاكرة شعبه والخنصر لقضيتنا.

                   

الهامش:

* كاتب كردي سوري