اعورار ضمير العنصريين الفرس

علي قاطع الاحوازي

في رؤية الأحداث في إيران!!!

علي قاطع أبو جراح الاحوازي

ما يحدث في جغرافية ايران هذه الايام في الواقع شي عظيم و يكشف امور كثيرة و يهز اركان كثيرة ايضا.

فهو يكشف و بشكل كامل القناع المزيف للنظام الديكتاتوري الشوفيني في ايران والذي كان يحتفظ ببعض خيوطه و يختبئ خلفها حتى ساعات قبل خروج الناس الى الشارع بعد القضب الذي سببته السرقة المخزية التي قاموا بها اعوان احمدي نجاد في الانتخابات و بدراية و مباركة المرشد و هي سرقة صوت الناخب.

حاول النظام ان يتستر على ما يجري في الشارع و يكبت صوت المعارضين (((على نتائج الانتخابات)) . لكن كان ربنا سبحانه و تعالى لهم بالمرصاد حيث الاية الكريمة { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ

ما يجري في ايران و خاصة في طهران هذه الايام امر غير عادي حيث التحدي الواضح لما يطلبه الولي الفقيه. انها الثورة العارمة و المتطورة اليوم تلو الآخر و التي اوجز العقلاء على انها سوف لن تتوقف عند حدا او تنازلا يقدمه النظام بل ستستمر حتى نسف النظام باكمله. لان الجاهير وصلت الى نتيجة واضحة مفادها ان هذا النظام غير قابل للاصلاح بشكل ديمقراطي او بدبلوماسية هادئه. يمكن للنظام ان يقمع المتظاهرين و يسيطر على الشارع بقوة الحرس و الجيش لبضعة ايام او اشهر لكن الثورة ابتدت شعلتها الجدية و قدمت الدماء و سوف لن يستمر الكبت و السيطرة العسكرية طويلا و سوف يحصل الناس على الفرص المناسبة للنزول الى الشارع مرات اُخرى.

شاهد العالم و بشكل مستمر و بدون وقفة, الكثير من المشاهد و الصور المروعة التي تعكس وحشية و عنجهية قوات الشرطة و الامن و الحرس و من اهل الزي الرسمي او اهل الملابس المدنية في تعاملهم مع المتظاهرين و كل هذا بفضل التقنية المتطورة لاجهزة النقال و الانترنت حيث افشلت هذه التقنية خطة ازلام النظام في اخراج المراسلين لوكالات الانباء العالمية او اجبارهم على عدم الخروج من مكاتبهم بقية السيطرة الكاملة و عدم السماح لانتشار ما يحدث داخل ايران الى العالم.

رغم كل المحاولات التي قامت بها اجهزة النظام الديكتاتوري الملالي في القضاء على المظاهرة و اخمادها في الساعات او الايام الاولى لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. حيث اصبحت كل الجرائد و المحطات الفضائية و التلفزة و وكالات الانباء و في كل انحاء العالم تتحدث و تعكس و تحلل ما يحدث في شوارع المدن في ايران.

للايرانيين الفرس الدور الاساسي في تلقي الاخبار و نشرها و الضغط على المؤسسات الدولية و الانسانية في الاهتمام بموضوع المظاهرات و نشر الصور و مقاطع الفيديو و باشكال متنوعة و السبب يرجع الى وجودهم في الغرب كجالية كبيرة جدا و لها لوبيات كثيرة و علاقات واسعة مع الؤسسات و الدول و ايضا اختصاصات كثيرة و خاصة في مجالات السياسة و الاجتماع و الاعلام.

قام ابناء الشعوب و بموازات الناشطين الفرس في ابداء آرائهم حول ما يحدث و الوقوف مع مطالب الشعوب مقابل الديكتاتورية و الرجعية و مناصرة المتظاهرين ولو بوجهة نظر او تحليل او مكاتبة مؤسسة انسانية او نشر خبر و هذا موقف انساني مميز يقفه ابناء الشعوب بمثابة وقفة انسانية تنبع عن حس و شعور انساني عندما يرى الانسان اخيه الاخر مظلوما و يحتاج الى مناصرة.

لكن و للاسف الشديد عندما نتذكر الاحداث التي وقعت على ابناء الشعوب في كردستان او بلوشستان او آذربايجان او حتى اذا نظرنا الى الانتفاضة الشعبية التي ابتدت شعلتها في نيسان سنة 2005 في الاحواز و التي مستمرة الى يومنا هذا و التي كانت بمراتب ا قوى و اوسع من ما يحدث الان في شوارع طهران وان الشهداء الذين سقطوا في الاسبوع الاول للانتفاضة النيسانية للشعب العربي الاحوازي الذي يطالب بحق تقرير المصير اكثر بكثير مما سقطوا في احداث الانتخابات في اسبوعها الاول, لكننا راينا كيف تعامل معاها الفرس على ارض الاحواز و في المنافي.

كانت مواجهة الانتفاضة في ارض الاحواز و منذ اللحظات الاولى لاندلاعها بشكل لا يوصف من حيث الوحشية و الدموية و الحقد ضد الاحوازيين العرب المنتفضين ضد النظام و الدولة الفارسية المحتلة لاراضيهم. قتلت قواة القمع الفارسية في الاحواز الطفل الرضيع و الطفل القاصر و الشبل و الشباب و الكبار من رجال و نساء و حرقت البيوت و المراكز التجارية و البنوك و المحلات و دمرت الاماكن العامة لكي تتهم بعدها المتظاهرين على انهم اوباش و مشاقبين و مجرمين و تثقل التهم على الذين القت القبض عليهم و تكبر ارقام الغرائم التي تطلبها من ذويهم بعدذالك تعويضا للخسائر التي كان اعوانها و جلاوزتها السبب في حدوثها.

خلال المظاهرات التي تلت اعلان نتيجة الانتخابات العاشرة لتعيين رئاسة الجمهورية في ايران و التي اجريت يوم الجمعة 12/06/2009 سمعنا في التعليقات التي قام بها العنصريين من الفرس و المعروفين على ساحات الاعلام في داخل ايران و خارجها و بلغاة متعددة على ان من يقوم بتدمير المحلات و البنوك و غيره هم جلاوزة النظام ليعطوا صورة غير حقيقية للمتظاهرين.

لكن هولاء المعلقين هم الذين وقفوا مع النظام باتهام ابناء الشعوب عندما قاموا باي مظاهرة او انتفاضة في اي من مناطق الشعوب المحتلة و الموجودة قهرا ضمن خريطة ايران الحالية و هم الذين اكدوا نفس التهم التي قذفها النظام على ابناء الشعوب الغير فارسية و ما زالوا يؤكدونها نسبة الى الشعوب في اي وقت اضطروا الى ذكر ما حدث في مناطق الشعوب و طبعا و بالتاكيد كان هذا الذكر قليل و السماح لحدوثه صعب للغاية و السبب و للاسف الشديد هو عنصرية و شوفينية البعض من مَن يديرون المحطات التلفزة المعارضة او يديرون الحديث او ايضا من يحضرون كضيوف للتفسير او لشرح الاحداث او بعنوان محللين في اي من وكالات الانباء. كما انهم لم يسمحوا لاي صوت من اصوات ممثلين الشعوب و خاصة ممثلين الشعب العربي الاحوازي ان يشارك و يدلي برايه او يقدم تعليقه و كانوا يحاولون بشكل خسيس للغاية منع ظهور اي صوت يعكس مطالب الشعوب الحقة و يجعلون ما يحدث على ساحات الشعوب على انه من ضمن عمل معارضة شعب واحد لحكومة و ليس عمل شعوب لنيل حقوقها سواء كانت الحكومة ديكتاتورية شاهنشاهية ام حكومة ملالي او اي حكومة اخرى.

يجهل هؤلاء العنصريين و الشوفينيين على انه سوف لن ينالون ما يناضلون من اجله في ايران بسهولة دون وضع اي اعتبار لمكانة و مطالب الشعوب و المحاولة لجذب مناصرة الشعوب لنضالهم ضد الديكتاتورية في ايران حاليا و هذا سوف لن يحدث ايضا اذا ما احترم هؤلاء العنصريين مطالب الشعوب و قبلوها كمطالب شرعية و حقة و ساعدوا على فتح المجال الى ناشطين الشعوب و بموازات ناشطيهم لابداء اراهم و عكس مطالب شعوبهم الى المتابع للشان الايراني. كما و تجاهلوا ايضا قوة الشعوب في شق الطرق و بناء السبل الكفيلة في وصول الشعوب الى مطالبهم في الحرية و الاستقلال.