ناقش تفاعلات المرحلة وانعكاساتها على قطاع الأخبار

ناقش تفاعلات المرحلة وانعكاساتها على قطاع الأخبار

مؤتمر المديرين الرابع لـ"قدس برس":

نحو إعلام عربي مميّز في فضاء المنافسة العالمية

    "نحو إعلام عربي مميز في فضاء المنافسة العالمية"؛ كان هو الشعار الذي اختارته وكالة "قدس برس إنترناشيونال" للأنباء لاجتماعها العام الرابع الذي اختتمت أعماله في لندن. وقد تجلت في ذلك الاجتماع طبيعة التحديات والآفاق التي تستشعرها المؤسسات الإعلامية في المرحلة الراهنة، وبخاصة قطاع الأخبار.

   فقد استعرض مديرو مكاتب الوكالة في اجتماعهم بالعاصمة البريطانية؛ التطورات المستجدة على الصعيد الإعلامي في

الساحتين العربية والعالمية. كما تناول المجتمعون في الاجتماع العام الذي التأم في لندن خلال الأيام من 17  إلى 20 أيلول (سبتمبر)، طبيعة التحولات المتواصلة التي تشهدها الساحة الإخبارية عربياً وعالمياً.

ولفت المشاركون في اللقاء الانتباه إلى أهمية دور وكالات الأنباء في تلبية الحاجات المتنوعة لوسائل الإعلام على اختلافها للمادة الإخبارية، وهو ما يقتضي التطوير المتواصل لأداء وكالات الأنباء بالشكل الذي يتساوق مع التطورات التي تشهدها وسائل الإعلام في عدة مجالات، مؤكدين حرص "قدس برس" على المضي في ذلك "بروح المثابرة والمهنية الرفيعة".

وتباحث مديرو مكاتب الوكالة في أشكال النمو الكمي والنوعي المنتظرة في التغطية الإخبارية للوكالة خلال المرحلة المقبلة، مع التركيز على تفاعل التغطية مع ساحات الأزمات والقضايا الملتهبة، دون إغفال غيرها.

 الساحتان الفلسطينية والعراقية

وقد شغلت الساحة الإخبارية الفلسطينية حيزاً كبيراً من الاجتماع العام الرابع لوكالة "قدس برس إنترناشيونال"، بالنظر إلى خصوصيتها وأهميتها وطبيعة التطورات الدقيقة التي تشهدها. وكان من بين المسائل التي تطرّق إليها الاجتماع في هذا الصدد القيود المتزايدة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على التغطية الإخبارية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن القدس المحتلة، وهو ما يعيق أداء المراسلين الميدانيين بصفة خاصة.

أما في ما يخص الساحة الإخبارية العراقية؛ فقد قيّم المجتمعون حضور الوكالة في هذه الساحة ومواكبتها للتطورات الساخنة فيها. وبالمقابل؛ أعرب الاجتماع عن القلق من سقوط مزيد من العاملين في القطاع الصحافي في العراق ضحايا بين قتيل وجريح، رغم الحصانة التي ينبغي أن يتمتعوا بها بحكم مهنتهم.

وعكس الاجتماع عناية كبيرة من جانب الوكالة بتطوير تغطيتها للساحتين الفلسطينية والعراقية، في الوقت الذي تسعى فيه الوكالة إلى التحسين الكمي والنوعي لهذه التغطية.

كما أقرّ الاجتماع العام لـ"قدس برس" الاستمرار في سياسة التوسع في ساحات التغطية التي كان الاجتماع العام الثالث قد بلورها، مع تعزيز مواكبة الوكالة للتطورات في شتى الساحات.

 المواكبة الإخبارية للمنعطفات الكبرى

وترى "وكالة قدس برس إنترناشيونال" بدورها أنّ المستجدات المتسارعة التي يشهدها الحقل الإعلامي منذ سنوات تفرض على القطاع الإخباري تحديات جادة تستدعي المواكبة والتطوير المستمرين، ولا ترى في ذلك مجرد فرص مشجعة وحسب؛ بل بمثابة اختبارات متجددة لكفاءة الأداء المهني وقابليته للتطوير.

ويقول السيد أحمد رمضان، المدير العام لوكالة "قدس برس إنترناشيونال" للأنباء، إنّ "المنعطفات الكبرى التي يشهدها العالم العربي والمناطق المحاذية له في المرحلة الراهنة تنعكس بكل تأكيد على قطاع الأخبار الذي ينبغي له أن يلامس هذه التطورات بكفاءة"، معرباً عن ثقته بقدرة الوكالة وطاقمها في شتى مناطق التغطية على مواكبة ذلك بتميز ملموس.

ولكنّ رمضان يحذر بالمقابل من أن تتحول التغطية الإخبارية للمؤسسات الإعلامية إلى مجرد "تغطية وقائع أزمات، دوناً عن المعالجة الإخبارية للملابسات التي توضح خلفيات تلك الأزمات"، بل عليها في الوقت ذاته أن "تولي عناية لائقة للسياقات العامة والقضايا المتنوعة في ثنايا المشهد"، كما قال.

 

تنويع الخدمات وتعزيز التعاون

وعلاوة على تطوير الخدمات الثقافية والاجتماعية، والحاجة إلى تعزيز الاهتمام بالجوانب الإنمائية والبيئية في التغطية الإخبارية؛ فقد تطرّق الاجتماع أيضاً إلى شتى القضايا والمسائل التي تشغل الرأي العام والنخب في العالم العربي بصفة خاصة، بغرض المواكبة الإخبارية لتلك التفاعلات، وتقديم معالجات إخبارية نوعية لها.

كما ركز الاجتماع على تأكيد فلسفة الوكالة التي تلخصها عبارة "العالم بعيون عربية"، وما يقتضيه ذلك أيضاً من حفاظ على "معيار التميُّز" في أدائها، وما يفرضه عليها من التزامات مهنية جادة.

وبحث المجتمعون في لندن ملفات الشراكة والتعاون مع عدة وسائل إعلامية ومؤسسات متخصصة في مجالات متنوعة، وضرورة تعزيز ذلك في المرحلة المقبلة. إذ أبرمت وكالة "قدس برس" منذ نشأتها قبل أكثر من اثني عشر عاماً عدداً من اتفاقيات التعاون مع مؤسسات زميلة لها وهيئات أخرى ذات صفة تخصصية، وهو ما تراه رصيداً لها وتعبيراً عن إدراكها للمسؤوليتين المهنية والاجتماعية لقطاع الأخبار. 

ومن الناحية التقنية والفنية؛ تباحث المجتمعون في عدة مسائل، من بينها تعزيز نظام البث الإخباري الذي تعتمده الوكالة وتطويره، بما يتماشى مع احتياجات متلقي خدماتها الإخبارية في المرحلة المقبلة.

 لندن 21 أيلول (سبتمبر) 2004