بيان بشأن النواب الفلسطينيين المختطفين

بيان بشأن النواب الفلسطينيين المختطفين

في سجون الاحتلال الصهيوني

أيها العالم الذي أُتخم نفاقًا، وأُلجمَ لسانًا، وبات يمضغ عزة وكرامة الإنسان، ويستهويه الصمت والعجز، ويستهلكه الانحياز إلى الجبروت والطغيان..

 أيها البرلمانيون الذين ران على قلوبهم، وغشيت أبصارهم، وعميت بصائرهم، فأصبحوا ببغاوات تردّد شعارات مستهلكة منفّرة، ونسوا في رحلة مصالحهم شعوبهم التي أولتهم ثقتها، وسلّمتهم قيادها، وربطت مصائرها بحناجرهم وبياناتهم..

أيها المتشدقون بالديمقراطية، الواقفون على جبال من جليد، بلّد فيهم الإحساس، وأقعدهم عن ميادين الكرامة.. لا يستطيعو الاعتراف بعجزهم، ولا يمكنهم التعبير عن نبضهم، لأنهم رهنوا أنفسهم للظلم والظالمين، وركنوا إلى فُتات الأنظمة، وآووا إلى حظائر اللوبيات الصهيونية والمتصهينة...

أيها الفاقدون خصوبة الكلمة، المغلقون آذانهم الخربة عن حقوق الضعاف، والمارقون من قداسة المبادئ، إلى دناسة المصالح، ومواخير التآمر والخذلان...

 أيها الأحياء الأموات، الذين تعمر ظلالهم كل المساحات تحت قباب البرلمانات البليدة، وتتمطى جثثهم في المقاعدة المعوقة الخرساء.. أيها البرلمانيون العرب الأشلاء، الذين ارتُهنوا لغرائزهم، واستكانوا لهواهم، وعاثت في نفوسهم الذلة والمسكنة، فأصبحوا حطامًا تذروه الرياح، وسخامًا يلطّخ أسماءهم، وانتماءاتهم...

 أيها العالم المنافق الدجال، الذي ارتضى الصمت بيانًا، والكذب رسالة، والانهزام مبدأً، والعبث دستورًا...

 أيتها الأمم المتحدة حول مائدة السارقين والمارقين، المتكالبة على الضعاف والمساكين، السائرة في ركاب المستعمرين والمتسلطين، فلا تقوى إلا على المقاومين، بينما تتمطى في أروقتها رمم التافهين والمنافقين...

 أيها العالم البائس التعيس، الذي لا يدري للكرامة سبيلا، ولا يعرف للإنسانية معنًى..

 إليكم جميعًا..

إليكم أيها الصهاينة المحتلون الظالمون..

 إليكم أيها الأحرار في العالم، إن كان لا يزال في هذا العالم البائس أحرار..

 إليكم صرخة 38 (ثمانية وثلاثين) نائبًا فلسطينيًّا، لا يزالون منذ سنوات يعيشون في سجون الاحتلال، رهن القيود والأغلال، يتجبّر بهم الصهاينة الأنذال، بينما أنتم – يا أولاد الحلال – تتقيؤون في برلماناتكم ما يظهر عجزكم وخزيكم وعاركم...

 فهل أنتم ممثلو الشعوب؟

هل أنتم صفوة الناس؟

هل أنتم حقًّا تنتمون إلى الإنسانية؟ ... وأية إنسانية؟!

لأنكم لستم بأقل من هؤلاء سجنًا.. فإن كانوا هم معتقلين في سجون الصهاينة، فأنتم مرتهنون لجيوب الصهاينة، وشبكاتهم التجسسية..

 لأنكم في حاجة ماسة لتطهير بعض زوايا نفوسكم – إن استطعتم - ...

لأنكم محسوبون على البشرية، وعلى الحرية، وعلى الديمقراطية، وكل ذلك منكم براء..

هذه دعوة إليكم لتتطهروا قليلاً وتتحملوا مسؤولياتكم القومية والإنسانية والدينية تجاه ممثلي الشعب الفلسطيني!

الخميس، 11 يونيو/ حزيران، 2009

الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب (واتا)

www.wata.cc

الذراع الحضاري والأخلاقي للأمة