نساء وأطفال الزرقاوي في الفلوجة وتلعفر
نساء وأطفال الزرقاوي في الفلوجة وتلعفر
بقلم : أمير أوغلو
منذ أحداث الفلوجة الماضية ومنذ أن فشل الأمريكان رغم مساعدة الحكومة العراقية الجديدة باقتحامها نسمع يوميا عن قصف للمدنيين في الفلوجة يخلف في كل مرة عشرات الضحايا من المدنيين الأبرياء . ومنذ أسبوعين تقريبا إنتقل القصف المركز إلى تلعفر وهو قصف إرهابي المقصود منه المدنيون بالدرجة الأولى وخاصة النساء والأطفال .
الحكومة العراقية والقوات الأمريكية تعلن كل يوم أنها تستهدف من خلال هذا القصف مواقع للزرقاوي و أتباعه وقد
سبق أن قصفت عدة أبنية سكنية تحت نفس الذريعة . الملاحظ أن القتلى والجرحى في هذه الغارات الغادرة الليلية هم كلهم من النساء والأطفال والرجال الذين لم يحملوا سلاحا ولم نر في صورة من الصور قتلى مسلحين أو أسلحة مهما كانت صغيرة أو كبيرة .
لا بد أن الأمريكان عندهم معلومات استخباراتية من نمط معلومات الجلبي السابقة حول أسلحة الدمار الشامل تقول إن كل نساء الفلوجة هم زوجات الزرقاوي وكل أطفال الفلوجة هم أبناء الزرقاوي وأن الزرقاوي أخلى المدينة كلها ونشر فيها نساءه وأطفاله لذلك تستبيح هذه القوات بموافقة الحكومة ,كما صرحت بذلك بكل وقاحة , المدينة وأبنيتها السكنية وأحياءها الشعبية .
لم يكتف الزرقاوي بنشر زوجاته وأطفاله في الفلوجة ليجعلهم هدفا للطائرات الأمريكية بل نقل بعضهم إلى تلعفر , فآخر ما حرر من الأخبار يقول إن القصف الأمريكي الإنساني الموجه للمقاتلين فقط في تلعفر هو قصف لمواقع الزرقاوي هناك !!! وليس من المستغرب أن نسمع بعد أيام أن قصف أمريكا لدارفور وقندهار هو بسبب تواجد الزرقاوي و جماعته هناك أيضا .
لم نسمع أن الحكومة العراقية حتى الآن استنكرت هذا القصف بل في عدة مرات سمعنا ما يؤكد أنه يتم بإشرافها وبتوصيات منها وهذه مكرمة جديدة تضاف لسجل هذه الحكومة وربما ستكون إحدى التهم الموجهة لهذه الحكومة بعد سقوطها ورحيل الأمريكان عن العراق وتشكيل حكومة وطنية حقيقية هناك . لذلك ننصح بتوثيق كل ما يصدر عن هذه الحكومة بهذا الشأن .
لا ندري ما هي المدن التي ستنتقل إليها عائلة الزرقاوي الكبيرة , والتي أصبحت أكبر من العشائر العراقية نفسها , في الأيام التالية وما هي المدن التي ستكون هدفا للطائرات الأمريكية للتغطية على فشل الحكومة العراقية في تثبيت الأمن والإستقرار في البلاد ولكن المؤكد والذي يجب أن يعرفه كل إنسان أن الفلوجة وتلعفر وبعقوبة وسامراء والنجف وبغداد والرمادي وكل المدن المقاومة الباسلة هي مدن الزرقاوي بالتعريف الأمريكي والعراقي الرسمي .
إلى متى سيستمر التحجج بالزرقاوي وعائلته وجماعته لقتل السكان الأبرياء في المدن العراقية ؟ وإلى متى ستستمرالحكومة العراقية بتبرير هذا القصف ؟ وإلى متى سيستمر الصمت العربي والدولي حول ما يجري هناك بحجة أن أمريكا تقاوم الإرهاب ؟ وما هو الفرق بين المجازر الجماعية السابقة للنظام الفاشي السابق والمجازر الأمروعراقية الحالية ؟ هل الفرق هو في أن الموتى كانوا يقتلون في يوم واحد أو يومين والآن أصبحوا يقتلون على مدى أشهر أو أسابيع ؟ وهل هناك فرق بين مجازر جماعية بالجملة ومجازر جماعية بالمفرق ؟ لماذا لا يصدر مجلس الأمن قرارا بتجريم بوش وعصابته الحاكمة في البيت الأسود كما أصدر في تجريم صدام وعصابته من قبل ؟ لماذا لا تهاجم أوروبا أمريكا مثلا لأنها ترتكب مجازر جماعية في العراق كما تريد مهاجمة السودان لأنه يرتكب مجازر جماعية في دارفور ؟ كم عدد قتلى الفلوجة وكم عدد قتلى دارفور في الأسابيع والأشهر الماضية ؟ هل هناك إحصاءات رسمية غير أمريكية لهذا ؟ هل هناك علاقة بين قوة الدولة التي تفرض رأيها في مجلس الأمن وضعف الدولة التي يُفرض عليها الرأي ؟ لماذا يجب على العرب والمسلمين فقط أن يخضعوا للعقوبات والأوامر الصادرة عن مجلس الإرهاب هذا ؟ وهل يجوز أن نطلق عليه مجلس أمن ؟
هنيئا للزرقاوي بهذه العائلة الكبيرة التي لم يخلق مثلها في البلاد , وهنيئا للحكومة العراقية بهذا الشرف من أول أيام حكمها بأنها تدل الأمريكان على مواطنيها لقتلهم وقصفهم , وهنيئا لأمريكا بهذا الرئيس الفذ العبقري وحاشيته وإعلامه الذي ينافسه الذكاء أو الغباء , فهو لم يجد منذ ستة أشهر كذبة أخرى يبرر بها قصف المدنيين الأبرياء في العراق سوى نساء وأطفال الزرقاوي الذين يتكاثرون كما تتكاثر يأجوج ومأجوج .
/ الدانمارك / 12 أيلول - سبتمبر 2004