نعم للطبع لا للتطبيع
نعم للطبع لا للتطبيع
عبد الرحمن حياني
طبَّعَ يطبِّعُ تطبيعًا ، فهو مطبِّعٌ لغيره ، وغيره مطبَّعٌ له ..
طبِّعْ أو لا تطبِّعْ .. فأنت مطبَّعٌ لا مطبِّع .. فدع التطبيع لأهله ..
لأنه حرفة المطبِّعين .. وما على المطبَّعين إلا التطبُّع بأخلاق مطبعيهم
وسلوك طريق التطبيع الذي اختطه لهم أسيادهم ـأعني المطبّْعين ـ
ليكون التطبيع طبيعة لديهم وطبعاً .
إن لم تطبِّع اليوم .. فأنت مطبَّع غدًا .. ومن الأفضل لك أن تطبِّع.. لأنه لا حياة في المستقبل إلا للمطبَّعين وطالما أن تقليعة التطبيع قد درجت، والمستهدفون هم القابلون للتطبيع،والمستهدفون هم القابلون للتطبيع، فاغتنم هذه الفرصة ، وادخل في سلك المطبَّعين ..
يقولون : (غلب الطبع التطبُّع) هذا في حال أن الطبع كان أصيلاً وسليماً ، ومن أصول غير مطبَّعة ..
أما إذا كان الطبع هجيناً ـ أي مطبَّعاً أصلاً .. فالطبع والتطبع والتطبيع سواء .
وعليه فأنت مطبَّع عاجلاً أو آجلاً ـ إن كنت من الصنف الأخير ـ فاختر لنفسك الصيغة التي تراها مناسبة .
وأنصح لك أن تكون مطبِّعاً لا مطبَّعاً .. لتكون صيغة اسم الفاعل
{ مطبِّع } هي مكسبك الوحيد ، والفضيلة الوحيدة التي تحسب لك في زمن كثرت فيه صيغ اسم المفعول .. وانعدمت فيه المكاسب لكل من خطر على باله أن يعمل بطبعه الأصيل غير المطبَّع ..
ولا يفوتني في هذه العجالة أن أقول لك :
تطبَّع فليس المرء يولد مطبَّعاً وليس أخو طبع كمن هو مطبَّع
وطبعاً أنا شخصياً لا أدعو إلى التطبيع ، بل أرفض التطبيع والتطبُّع على حد سواء ، فطبعي الأصيل يأبى علي أن أفرط بأصالتي الطبعية
ولن أسير في ركب التطبيع والمطبعين .. وأسأل ربي أن يعين
التوقيع
لا للتطبيع