وداع مجلس الوصاية العسكري اختبار للنظام والمعارضة

وداع مجلس الوصاية العسكري اختبار للنظام والمعارضة

طريف السيد

تناقلت بعض وسائل الإعلام خبرا يفيد أن مايسمى مجلس الو صاية العسكري سيحال ضباطه الى التقاعد مع نهاية عام ‏‏2004‏‏.

وهذا المجلس يضم كل من :

-العماد فاروق عيسى             نائب رئيس الاركان

- العماد أحمد عبد النبي          نائب وزير الدفاع

- العماد توفيق جلول             رئيس هيئة تفتيش الجيش

- العماد ابراهيم الصافي         نائب وزير الدفاع

كما أن هناك وجبة من جنرالات المخابرات ستحال الى التقاعد خلال الربع الاول من عام 2005 وهم:

- اللواء هشام اختيار     مدير أمن الدولة

- اللواء حسن خليل      رئيس المخابرات العسكرية

- اللواء غازي كعان    رئيس الامن السياسي

- اللواء عز الدين إسماعيل   مدير المخابرات الجوية

ان تقاعد هؤلاء الضباط يعني أن ما يسمى ( الحرس القديم ) قد أفل نجمهم لانهم حقيقة يمثلون النظام الامني الذي يحكم سورية ويدير شؤون البلاد عسكريا وأمنيا.

والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هل هناك فعلا حرس قديم وأن هذا الحرس هو الذي يعرقل كل برامج الاصلاح التي يتحدث عنها بشار الاسد ( رئيس الجمهورية ) .

وسؤال آخر هو وماذا عن الحرس الجديد المتمثل بجيل الشباب الذي صنعه الأب قبل موته ليشكل السياج الذي يحتمي به بشار فماذا عن  أصف شوكت وماذا عن اولاد العمومة وماذا عن آل مخلوف.

وهل فعلا أن بشار صادق في طروحاته الاصلاحية  واذا كان كذلك فهاهي الساحة اصبحت خالية ممن يريد عرقلة عملية الاصلاح وبالتالي فهي لحظة اختبار لبشار.

أن يثبت صدق نواياه فيقوم بخطوات عملية بعيدة عن كل عبارات الفلسفة والتنظير .

أما اذا لم يرى الشعب أي تغيير يذكر فعندها سنقول أن النظام الحالي امتداد لعهد الأب وأن هناك استراتيجية مرسومة الخطوات لها ثوابت لايمكن التخلي عنها مهما تغيرت الشخوص .

وعندها لايبقى أمام الشعب الا الاحتمال الوحيد لتفسير عملية استعصاء الاصلاح والمصالحة ألا وهو أن هذا النظام يدار من قبل اشخاص يعملون من وراء الستارة فلا هم من الحرس القديم ولاهم من الحرس الجديد بل اشخاص بعيدين كل البعد عن الاضواء وهؤلاء من السرية بمكان فلا تطالهم أي اختراقات ولا تصلهم وسائل النقد .

وهذا يعني أن على الشعب ان يعيش أربعين سنة أخرى ينتظر فقاعات الاصلاح والمصالحة المو هومة.

وهذا يتطلب خيارات أخرى للتعامل مع هذا النظام لان الشعب قد استفذ كل الو سائل.

ثم ان عملية التقاعد تضع المعارضة السورية اسلامييها وقومييها ووطنييها ومستقليها وغيرهم أمام اختبار عسير

واول الاسئلة في هذا الاختبارهو الى متى سيبقى الامناء العامون ورؤساء هذه الاحزاب متمسكين بمناصبهم فلا يغادرونها الا اما بالوفاة أو بانشقاق يتعرض له الحزب أو بانقلاب داخلي ,فمتى سنرى أن رئيس حزب معارض قدم استقالته فقط لانه لم يستطيع أن يقدم أي انجاز حقيقي لمصلحة الشعب ولصالح حزبه, ومهما برروا لانفسهم فان قواعدهم قد ملت منهم ومن شعاراتهم وماعادت تلك القيادات تشكل أي مصداقية لديهم .

وهذه الاحزاب والحركات تحتاج الى دماء جديدة شابة أي باختصار عملية توارث لان الاستئثار بالمسؤولية يشكل شكلا من اشكال الاستبداد والتفرد الذي نشكوا منه والمتمثل بالحكام الظلمة والفارق بين الحكام ورؤساء أحزاب المعارضة أن الحكام على راس السلطة بينما رؤساء الاحزاب خارج ممارسة السلطة الفعلية .

والسؤال الثاني في اختبار المعارضة ماذا لو تبين لكم أن كل مايقال عن حرس قديم وحرس جديد ماهو الا ستارة يختبئ خلفها هذا النظام وان شعارات الاصلاح والتطوير والمصالحة ماهي الا فقاعات هواء بدون أي محتوى وماهي الا عبارة عن عمليات تجميل وتغيير في الديكور لتجميل الو جه الحقيقي القبيح لهذا النظام , فما هو موقف المعارضة عند ذلك هل ستبقى على نفس النهج ونفس الخطاب وهو معارضة هذا النظام على استحياء وخجل .

والسؤال الثالث لو تبين للمعارضة كذب النظام في كل مايدعيه فهل سيتغير الخطاب بحيث يبدأ الحديث عن شرعية النظام وطبعا شرعية الرئيس نفسه ونعلم كيف وصل الى الحكم بمسرحية تزوير (تغيير الدستور )

وهل ستبدأ المعارضة بطرح جديد يتمثل باسقاط هذا النظام والتخلص منه أم ستصر المعارضة على دغدغة النظام وممازحته وبالتالي تكون شريكة له في استمرار معاناة الشعب وهذا يعني أن المعارضة بلا مصداقية لانها بعيدة كل البعد عن هموم الشعب وأمانيه وطموحاته وهذا الكلام نسمعه كثيرا من قواعد المعارضة ونسمعه من أفراد الشعب المسكين .

والسؤال الرابع والاخير المطروح هل ستقوم المعارضة بتشكيل نسيج واحد وتحت مظلة واحدة وبرنامج واحد يضم كل اطياف المعارضة بغض النظر عن المرجعية لكل تيار ,ولا ننكر أن هناك تحالف من نوع ما لكن كم حجم هذا التحالف وما هي شعبيته ومن اتباعه يعني هل هو تجمع اشخاص أم تيارات لها وزن شعبي لان علمنا بهكذا تجمع يقول أن هناك اشخاص وتيارات اخرى وبالتالي من حقنا أن نسأل متى سنرى ميلاد تجمع حقيقي نعتبره بالفعل معبرا عن نبض الشارع السوري وهمومه وليس تجمعا موسميا يصد ر البيانات ثم ينام حتى مو عد الموسم القادم.

ان الشعب يضع النظام والمعارضة أمام اختبار عسير والايام القادمة هي التي ستكشف لنا صدق النوايا وكما يقول المثل ( بكرة بذوب الثلج ووببان المرج )