سورية دولة الأمن والمخابرات

سورية دولة الأمن والمخابرات

طريف السيد

كل من يستعرض الو ضع في سورية منذ الثامن من أذار عام 1963 وحتى يومنا هذا يصل الى نتيجة واضحة بينة أن سورية محكومة من قبل أجهزة ألامن والمخابرات والمؤسسة العسكرية وحزب البعث العربي الاشتراكي,أما هذه الوزارات والمؤسسات المدنية فما هي الا واجهة للتضليل والتمويه لاخفاء اليد الخفية التي تحكم سورية بشكل فعلي .وحتى لايتهمنا البعض بأننا متطرفين بحكمنا هذا فسنستعرض بعضا من القرارات والتصرفات والسلوكيات التي تؤكد مصداقية حكمنا هذا .

- عندما صدر قانون الطوارئ والأحكام العرفية فمن الجهة التي كانت وراء ذلك ألم تكن قيادة البعث التي أرتدت حتى عن منهج البعث نفسه ,ثم ألم تكن لاجهزة الأمن والمخابرات والمؤسسة العسكرية كامل الصلاحيات لتطبيق هذه القوانين على المواطنين.

- الطريقة التي وصل بها البعث والعسكر الى سدة الحكم الاتدل على الدور الرئيسي الذي لعبته هذه الأجهزة والمؤسسات والتي مازالت هي المتحكمة وبيدها الكنترول في عملية السيطرة على البلاد والعباد .

- لو تتبعنا الو ظائف والمسؤوليات وخاصة تلك التي تعتبر مفصلا ومهما لاي دولة فنجد أن هذه الو ظائف والمسؤوليات تركزت بيد هذه الاجهزة والمؤسسات مثل المخابرات والأمن والجيش والاعلام ,وكل من حدثته نفسه بالخروج على هذا السستم فليس أمامه الا القتل أو الاعتقال أو النفي وفي أحسن الاحوال الركن على جنب كما حصل مع ميشيل عفلق وصلاح البيطار وصلاح جديد وغيرهم ممن كانوا مؤسسين للبعث وحماته وبالتالي فالنظام يتعامل مع الجميع كما يتعامل الانسان مع السيكارة أولتها للمص وآخرتها للعفس .

-ان كل مايتعلق بالسياسة والاقتصاد وغيره حكرا على فئة معينة أما الذين ينتقدون من أجل مصلحة البلاد والعباد فيتم التعامل معهم بواسطة أجهزة الامن والمخابرات ويحالون الى محاكم عسكرية ومحكمة أمن الدولة وهذا ماحصل مع جماعة ربيع دمشق وهذا ماحصل مع الاربعة عشر مواطنا الذين حوكموا بمحكمة أمن الدولة في حلب ومن الذي اعتقل رياض الترك مرة ثانية ومن اعتقل المواطن عبد الرحمن الشاغوري الذي اتهموه أنه يتصفح مو قع أنترنت محجوب في سورية وكيف تم التعامل مع من أراد الاعتصام للمطالبة بالافراج عن المعتقلين والغاء قانون الطوارئ ومن الذي اعتقل اكثم نعيسة وهناك الكثير مما يمكن ذكره وكل هذه الحوادث تم التعامل معها بواسطة تلك الاجهزة .

- عندما تم تزوير الدستور ليصبح مفصلا على مقاس بشار الاسد فمن الجهة التي كانت وراء ذلك ومن هي الجهة التي تقوم بترشيح رئيس الجمهورية اليست هذه الاجهزة وتلك المؤسسات .

-ثم من الجهة التي تتعامل مع ملف المنفيين وهي التي تتحكم بهذا الملف ولاتسمح لاي جهة أن تتدخل فيه .

- وباستطاعتنا أن نسرد الاف الحوادث ومئات القرارات التي تؤكد أن سورية بلد محكوم من قبل أجهزة الامن والمخابرات والمؤسسة العسكرية وحزب البعث.

وحيال هذه المأساة وتلك الجرائم نو جه سؤالنا لبشار الاسد ونقول له :

- من هو المسؤول عن كل ذلك

- من المسؤول عن استمرار العمل بقانون الطوارئ

- من المسؤول عن عشرات الالوف من المعتقلين والمفقودين

- من المسؤول عن مئات الالوف الذين هجروا قسريا ومازالوا في المنفى وهم محرومين من كامل حقوقهم المدنية.

-من المسؤول عن تزوير الدستور

- من المسؤول عن استمرار العمل بهذا الدستور الذي لايعبر عن آمال وطموحات الشعب السوري

- من المسؤول عن استمرار ترسيخ المادة التي تقول أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع

- من المسؤول عن عدم محاسبة كل من ساهم في قتل عشرات الالوف من المواطنين في المجازر الجماعية في حماة وحلب وجسر الشغور وسرمدا وباقي المحافظات وفي سجن تدمر

- من المسؤول عن تفشي الفساد والرشوة والسرقة

- من المسؤول عن الفساد والتخلف في المؤسسات الصحية والتعليمية وغيرها

ان الجواب الو حيد الذي يمكن قبوله من رأس النظام هو الاعتراف بكل هذه الاخطاء والجرائم ومحاسبة كل من ساهم فيها ثم بعد ذلك يتنحى هذا النظام عن سدة الحكم ليقوم الشعب بممارسة سلطته لتشكيل مؤتمر وطني عام يضم كل مكونات الشعب السوري ليضع دستورا جديدا للبلاد يتماشى مع آمال وطموحات الشعب ثم يفرز قيادة وطنية تعبر عن حضارة وتاريخ الشعب السوري .

وبخلاف ذلك فان النظام السوري الحالي يتحمل كامل المسؤولية عما حصل في الماضي وعما يحصل اليوم وما يمكن أن يحصل في المستقبل وعندها سيتحمل محاكمة الشعب لايقاع القصاص العادل بحق هذا النظام .

ويعتقد النظام أن أجهزة الامن والمخابرات والجيش والبعث ستحميه من غضبة الشعب وهنا نود تذكيره - بأنه لو دامت لغيره لما وصلت اليه .

ان سكوت النظام وغض الطرف عن جرائم العهد السابق والعهد الحالي هي بحد ذاتها جريمة بكل المعايير وعلى كل من ساهم فيها أن يدفع الثمن .