ولله في خلقه شؤون

ولله في خلقه شؤون

هيثم مناع

أن تكون في ساحة حقوق الإنسان في باريس ليلة السادس والعشرين من حزيران 2004, اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، تلقي كلمة عن جرائم شارون وبلير وبوش ودورهم في عودة التعذيب بقوة على الصعيد العالمي وجريمة إعلانهم حالة الطوارئ المعولمة بعد حالات الطوارئ في البلد الواحد.

وأن ترفع دعوى قضائية مع الضحايا ضد بلير وضد الإدارة الأمريكية، وتجد من يستعمل اسمك في رسالة شكر لهما. هذه في الحقيقة وقاحة ليس قبلها ولا بعدها وقاحة.

نصّبت بروفسورا وأنا لست كذلك بأي معنى من المعاني، ونصبت فيوليت داغر رئيسة اللجنة العربية قانونية وهي أستاذة في علم النفس. كانت فيوليت قد أصدرت كتابا بعنوان "في جريمة العدوان" وأما أنا فكتابي "الولايات المتحدة وحقوق الإنسان" قد صدر حتى الآن عن أربعة دور نشر. وها نحن نشهد وضع اسمينا زورا في نداء لم نره ولا نعرف من موقعيه اسما واحدا. بل اكتشفناه في الحقيقة عندما أرسله لنا الصديق الدكتور عمار القربي.

كنت قد اتهمت بالعمالة لصدام حسين من قبل أحد المختلين عقليا فصمتنا عن ذلك كونه ضحية من ضحايا العسف. ووصل حد التفاهات إلى أن يتهمني أحد السفهاء بتبرير اعتقال والدي  لمدة خمسة عشر عاما لأنه حطم العائلة، فقلنا لن نرد على ترهات حاقدة. وجاء من تلقف الخبر على صفحات حملة للدفاع عن معتقل نقوم بواجبنا في الدفاع عنه (كذا؟)، فقلنا في حقوق الإنسان كما في السياسة ثمة مرض الطفولية العسراوي. نقل عني أنني سأدرّس أبناء الدبلوماسي محمد اسكاف في الجامعات الكندية علما بأنه أعزب من مواليد 1972؟؟ وقالوا بأنني أعددت أربع دعوات لملتقى واحد كل واحدة بلون ومحتوى. ثمة أيضا من ألبسني ثوب امرأة واخترع أكثر من كاتب ليطعن في شرفي ومواقفي ودراستي وعلمي. وقالوا بأنني مليونير حقوق الإنسان فقلت لزوجتي في بيت الأجرة الشعبي الذي يسترنا: يا بنت الحلال، سمعة الغنى ولا سمعة الفقر.  شوهوا المواقف والأقوال، فقلنا هذه ضريبة التخلف وأخلاق الاستبداد وآفة الحسد والثمن الطبيعي لمعاداة أنظمة تسلطية لها أقلامها.

أما أن يصل الأمر لاستعمال اسمي لشكر السيد دبيلو بوش فهذه والله لم تخطر على بالي.

من يحارب قوى كبيرة وأجهزة أمن قذرة ينتظر ما لا ينتظر. ولكن الحقيقة أن الإبداع لم يعد حكرا على الأذكياء، بل أصبح حقا من حقوق الأغبياء والسفهاء.

لذا اقتضى التنويه