رسائل مفتوحة إلى الشعب الأمريكي
رسائل مفتوحة إلى الشعب الأمريكي
ساهموا في دحرجة الطغاة ...!!!
|
د.فواز القاسم |
مع مطلع كل فجر جديد ، يتكشف للشعب الأمريكي وللعالم أجمع ، مدى تفاهة الرئيس الأمريكي بوش ، وجوقته المهرّجة في الإدارة الأمريكية ، ومدى خطورة نهجه ومجموعته الصهيونية المتعصبة في الإدارة الأمريكية ، على المصلحة الوطنية الأمريكية العليا ، وعلى المصالح القومية لأمريكا في العالم ، وذلك بارتهانهم المفضوح في يد الصهيونية العالمية ، وانقيادهم الأعمى وراء مخططاتها الخبيثة في المنطقة العربية والعالم ، حتى لو كانت بالضد من مصالح الشعب الأمريكي نفسه ...!!!
وما ينطبق على بوش ، ينطبق على حلفائه الأغبياء في محور الشر العالمي ، من أمثال المقبور أزنار ، والتافه بلير ، والحاقد برلسكوني ، والصهيوني أوار ذي الوجه الكالح ...!!!
وإذا كان الشعب الأسباني المتحضّر ، قد قال كلمته في هذه المهزلة ، وحسم الأمر في أول فرصة أتيحت له فيها أن يعبّر عن رأيه ، حيث أسقط أزنار في الوقت المناسب ، ورفع البطل القومي المتألق ثاباتيرو ، الذي اتخذ قراره الوطني الشجاع ، بسحب قوات بلاده المحتلة من العراق ، وإخراج اسبانيا من دهاليز تلك اللعبة الصهيونية القذرة ، وهو موقف شريف وشجاع وذكي ، لم يمثل إرادة الاسبان الذين انتخبوه من أجله فحسب ، بل مثل إرادة الشعوب الأوربية كلها ، ونال استحسان الشعوب الحرةّ والشريفة ، وكل القوى المحبّة للعدل والإنصاف في العالم ، وعلى رأسها أمتنا العربية والإسلامية ، التي لن تنسى لثاباتيرو شخصياً ، وللشعب الاسباني الصديق ، هذا الموقف النبيل أبداً ، وستذكره بالعرفان والتقدير والامتنان أبد الدهر ...
ومن بعد الشعب الاسباني ، جاء الشعب الإنكليزي العريق ليقول كلمته الفصل في طاغيته بلير ، حيث أظهرت الانتخابات البلدية الأخيرة ، سقوطاً مريعاً لبلير وحزبه ، وصفها بلير نفسه بأنها كانت مفاجأة مروّعة ، حيث خسر الحزب دوائر انتخابية كان يفوز فيها منذ ما يزيد على أربعين عاماً ، مما يعكس حنق الشعب الإنكليزي الواعي على بلير وسياساته ( البوشية ) الرعناء ، التي لم تجلب لانكلترا غير الخزي والعار ولعنات الشعوب .!!
والأمر ذاته ينطبق على الشعب الاسترالي ، الذي وعد زعيم المعارضة فيه وزعيم حزب العمال ( مارك لاثام ) بسحب قوات بلاده من العراق في حال فوز حزبه في الانتخابات المقبلة ، الأمر الذي صعق بوش وأزلامه ، حتى وصفه ( باول ) و ( أرميتاج ) بالكارثة ...!!!
ومن بعد استراليا تأتي هولندا ، التي ألغى حكامها فترات تمديد أخرى لقواتهم المحتلة في العراق ، ووعدوا شعبهم الغاضب بسحبها في فترة أقصاها آذار ( مارس ) القادم لسنة (2005 ) ...!!!
وإذا أضفنا إلى كل ذلك ، الصفعة المهينة التي تلقاها بوش من دول الثماني ، والتي رفضت بالإجماع إرسال قواتها إلى العراق ، أو السماح لحلف الناتو بانتشال بوش من ورطته المهينة فيه ، وذلك بالرغم من كل توسلات بوش ، ونفاقه المفضوح لرؤساء تلك الدول ، وأساليب الاستجداء التي مارسها كما لم يفعل من قبل على الإطلاق...!!!
أقول : إذا وضعنا كل هذه الحقائق أمام الشعب الأمريكي ، مع الحقيقة الراسخة القادمة من أرض الميدان ، والتي ينسج حروفها في كل يوم أبطال المقاومة المجاهدين ، وهي حقيقة اندحار بوش وأزلامه وعملائه في أرض الرافدين ، اندحارا حقيقياًً بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ، وعلى جميع المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية وغيرها ، مع اندحار مشروعهم الصهيوني الاستعماري التقسيمي في العراق والمنطقة ، فلا يكون قد بقي أمامه ( الشعب الأمريكي ) من خيار للمحافظة على البقية الباقية من كرامة أمريكا ، والبقية الباقية من مصالحها الوطنية والقومية ، غير إسقاط بوش اللعين وجوقته الحاقدة ، والإلقاء بهم في مزبلة التاريخ ، ومن ثم سحب القوات الأمريكية الغازية من أرض العرب والمسلمين ، ورفع الغطاء الأمريكي عن الكيان الصهيوني ، وعن كل الحكومات العميلة للصهيونية في المنطقة ، وفتح صفحة جديدة مع الأمة العربية والإسلامية ، يكون أساسها التكافؤ في التعامل ، والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في العلاقات ، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الأمة ، بدلاً من حالة العداء والتنافر هذه التي دفعت إليها تلك الإدارات المشبوهة ، والتي لم يجن الشعب الأمريكي من ورائها غير الخسران والدمار ودفع الضرائب ، وفوقها أحقاد الأجيال ، ولعنات التاريخ .!!
بسم الله الرحمن الرحيم (( إنما يستجيب الذين يسمعون ، والموتى يبعثهم الله ، ثم إليه يرجعون )). صدق الله العظيم ..