فخامة الرئيس .. ماذا بعد ؟

رشاد فياض

[email protected]

خلال السنوات الكثيرة الماضية مرت فلسطين بصراعات مختلفة مبدوءة بأزمة بلفور   1917 ومروراً بالانتداب البريطاني 1920 – 1948 و الانتداب المصري على قطاع غزة والأردن على الضفة الغربية وحتى الاحتلال الصهيوني على الأراضي الفلسطينية ، والتي مازال الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع ثمن هذه الويلات مقدماً الشهداء والجرحى دون أي شعور بالذنب ، تظهر على وجوههم علامات الفخر والفرحة ، حتى بداية الانقسام الفلسطيني والذي تمثل بالنزاعات المسلحة الداخلية بين حماس وفتح مما أدى إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين بحكومتين حكومة رام الله كما يقال بالشارع الفلسطيني برئاسة الدكتور سلام فياض وحكومة غزة المقالة برئاسة الشيخ إسماعيل هنية أو سميت من بعض الفئات بحكومتي دايتون وكارتر أو إيران وهي أسماء لقيادات كفرية أمريكية فهل هذا ما وصلنا إليه ؟

تغيرت وجهت نظر البعض عن الكفاح المسلح لتحرير الأراضي الفلسطينية من احتلال العدو إلى  الكفاح المسلح بقطاع غزة ضد حركة فتح وبالضفة ضد حركة حماس ،، وماذا بعد ؟

أسئلة كثيرة تطرح نفسها مراراً وتكراراً داخل الرأي العام الفلسطيني وخاصة الذين قدموا أفراد من عائلاتهم كبش فدا من أجل الله ثم الوطن فأصبح المواطن يسأل لأي وطن قدمت الشهيد لوطن فتح أو لحماس ؟ وماذا بعد ؟؟

كارثة سياسية نتجت عنها كوارث إنسانيه واقتصادية صعبة زادت من نسبة البطالة والفقر ومهدت الطريق أمام جيش العدو الصهيوني لإلغاء أو بالأصح توقيف المبادرات والاتفاقيات المبرمة بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني حتى إشعار آخر ؟

أزمة المعابر والتي بدلت في قطاع غزة بالأنفاق الجهنمية التي راح ضحيتها العديد من شباب فلسطين ، الأزمة الصحية وتناقص العلاج وعدم توفر الكفاءة والطواقم الطبية ، والحرب على قطاع غزة أسباب نتجت عن هذا الانقسام والضحية واحده هو الشعب .

اليوم إعلامياً ودبلوماسياً يتسابقون الأخوة في كلا الحركتين لنيل ثقة الرأي العام العالمي ويجلسون على طاولة الحوار منذ شهور وسنوات ومشاهد الحوار تتكرر وأصبحت معروفة لدى الجميع .

قبل أيام وقبل انتهاء جولات الحوار التي بدئت نتائجها تظهر بالفشل عينت حركة حماس بقطاع  غزة الأخ فتحي حماد وزيراً للداخلية " مؤشر سلبي " ، وكلف الرئيس محمود عباس الدكتور سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة وتوسيع الوزراء " مؤشر سلبي " والضحية واحده الشعب .

فخامة الرئيس ..

ماذا تبقى ؟ وصلت فلسطين لمرحلة شيخوخة وأصبحت الصراعات مرضاً مزمناً ووباء متناقل يصعب علاجه والحد منه ، وأصبحت حال أمتنا الفلسطينية على منحدر خطير جداً عاد بنا إلى الخلف لعشرات السنين فلسطين دخلت في سجل الماضي المجهول ،،فماذا بعد فخامة الرئيس ؟

سيدي إسماعيل هنيه إلى أين نحن متجهون ؟ ماهي قضيتكم ؟

هل خلافكم على عدم الاعتراف بإسرائيل ؟ إسرائيل لاتحتاج إلى من يعترف بها فهي واقع فرض علينا بالقوة وعلى العالم ، أم خلافكم على حصص وظيفية ؟ الشعب لايحتاج إلى وظائف بقدر ما يحتاج إلى أن يرى إخوته وحده واحده يعيشون بسلام فالأرزاق من عند الله ، أم خلافكم على ... وعلى .... ؟

فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين المنهارة نفسياً وعسكرياً ، ماخلا فكم على مناصب أو إثبات قدرات وتحديات فالنهاية مهما كانت ستضر شعبك .

ماذا بعد ؟ ماذا سيحل بنا أكثر من ذلك ؟ الشعب عانا وعانا وإلى متى سيصبر على هذه المعاناة والكل يطلب هذا الشعب بالصبر الصبر على ماذا ؟ وماذا ؟

سيصبر حتى تنقلب الأوراق ويذهب الخوف والرعب من قلوبهم فتجدوا الأحذية تحذف من فوق رؤوسكم ، سيعيد التاريخ مراحله السابقة إلى الخلف ، وسنعود لتقديم تنازلات أكثر وأكثر على طاولة الحوار بحزب جديد وشروط أكثر حقارة وربما تنتهي قضية القدس وهذا مافشلوا من نيله من الرئيس الراحل ياسر عرفات !!

اتفاقية جنيف .. وأوسلو .. وكامب ديفيد ..؟؟ ، والقادم أكثر أليس الشعب ضحية هذا كله أليس هذا الانقسام ماعاد بنا إلى الخلف بعد أن وصلنا مرحلة نحسد عليها .

فخامة الرئيس ..

الله سبحانه وتعالى أمرنا بإطاعة ولي الأمر وشعبك أطاعك مراراً ومراراً ،، نتمنى منك ياولي أمرنا بأن تكرم شعبك بما يستحق من خير وتقديم كافة الحلول لإنهاء الانقسام الفلسطيني والعودة إلى ماكنا به وأفضل من ذلك فالشعب منك وإليك وحماس منك وإليك  .

وأنت ياشيخي الفاضل ليس كل مسلم مؤمن وإنما كل مؤمن مسلم ، كفانا متاجرة بحقوق العامة من أجل حقوق شخصية فهم منك وأنت منهم وجميعهم أخوة لك بالإسلام .

أدعوكم لفظ هذه الخلافات السخيفة وتوجيه انتقاداتكم للعدو الحقيقي الذي انتهك عرض أمتكم العربية والإسلامية ، وسلب منكم دماء أبنائكم وشعبكم  ، والدين الإسلامي دين المودة والرحمة دين الوسطية دين المسامحة ، إن قررتم أن تتفقوا ستجدون قلوب محبة تستقبلكم بكل فخر ،

معاً وسوياً لدعم المصالحة الفلسطينية ، لبناء شعب متماسك لتحرير فلسطين .