رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد في قصيدة
رسالة مفتوحة
إلى الرئيس بشار الأسد في قصيدة
د . محمود حسين صارم
سيدي الرئيس:
عادت القيادة السياسية السورية تطالب بعودة المفاوضات السلمية مع العـدو الصهيوني من حيث انتهت.. وبالمقابل لم تدعُ هذه القيادة ولا القيادة السابقة للمصالحة الوطنية, وبالأخص مع حزب الإخوان المسلمين. وكان رد العـدو الصهيوني على هذه المبادرة هو مضاعـفة عـدد المستوطنين الصهاينة في الجولان.
وليس هذا فقط, بل إن هذا العدو كرر ادعاءه بأن الجولان جزء من أرضه التوراتية, وأدعو سيادتكم لكي تنظروا من شرفات قصركم لتروا بأم عينيكم ما فعلوا ويفعلون في الجولان...
إنه الذل والعار الذي نعانيه منذ أن أسقط التيار القومي الاشتراكي أنظمتنا الدستورية وحكوماتنا الشرعية المنتخبة, وأسقط معها الحرية والديموقراطية وحـقـوق الإنسان. وطبق علينا قسرا أنظمة البلدان الشيوعية, تحت مظلة من الشعارات السامية, سرقها من ضمير الشعب والأمة, باسم الوحدة والحرية والعدل وتحرير فلسطين.. فاحتلت في عهد هذا التيار الأرض الفلسطينية كاملة. وليس هذا فقط. بل إن الأوطان التي يحكمها هذا التيار لم تستطع المحافظة على استقلال أوطانها. فمصر التي خسرت سيناء, وتعتقد أنها حررتها, لم تزل مكبلة بمعاهدة تحرم على جيش صلاح الدين دخولها. وأما سوريا فـقـد خسرت الجولان كاملا, ويقف الجيش الصهيوني على مشارف عاصمة الأمويين. وأما بعث العراق فقد وضعوا أصابعهم في آذانهم وهرعوا إلى جحورهم زاحفين... لقد حدث كل هذا لأن الشعب العربي في هذه الأوطان محكوم بالحديد والنار بحكام جهلة لا يعرفون ألف باء السياسة كما قال عنهم الخبير في شؤون الشرق الأوسط الأستاذ باتريك سيل: " إنهم يعيشون في عالم من صنع خيالهم حيث الشعارات تحل محل القوة الحقيقية".
وهذه القصيدة, التي نظمتها في رمضان المبارك, أتمنى أن تكون آخر نداء أوجهه للسيد الرئيس. لأنني منذ مأساة الحادي عشر من أيلول للعام/2001/, وأنا أرجو من سيادتكم العمل على: الإسراع بالمصالحة الوطنية, ومحاسبة الفاسدين, وإعادة دستور الاستقلال الوطني المجيد. وأضيف اليوم: المصالحة مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية, ومع المعارضة اللبنانية, ومع مجلس الحكم العراقي العتيد. وعندها لن نقبل بحدود /67/. بل سنطالب بحدود هدنة /49/
وبعودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضي /48/ .
وللسيد الرئيس كل التقدير والاحترام .
نــــداء الأذان
يـا أذانًـا تنادي قومي | النِّيامَالـسـحـور ٍ .. وللصلاةِ | قيامَا|
بـلـغ ِالـسيِّدَ الرئيسَ | سلامًاوحـديـثـا مـن قلبنا وكلامَا | |
مـن ربـيـع الشآم ِ قدمْ | إليهيـاسـمـينًا ونرجسًا | وخُزامَى|
بـاسمنا واسم كل من | يتعاطىحـبَّ نجدٍ وجلق ٍ | وتِهامى(1)|
قـلْ لـه يـا أذانُ إنـا | نعانيمـن فـسادٍ ومن نفاق ٍ | سقاما|
مـنذ أن راحتِ القياداتُ | تطغىواسـتـباحتْ حلالنَا | والحرامَا|
فـي ربوع ِالبلادِ شرقا | وغربًاشاهراتٍ على الرقاب | ِالحُسامَا|
خـسئوا. فالحماة ُ شعبي | جميعاسـيـزيـحُ الأزلامَ | والأصنامَا|
قـمْ وحـاسبْ أهلَ الفسادِ | فأنتمْصـرتـمُ الـيـومَ للبلادِ | إمامَا|
مـزق ِالـظـلمَ يا رئيسُ | وإلاسـنـلاقي كما العراق | ِالحُطامَا|
لا تصالحْ صهيونَ أعداءَ | دينيقـمْ وصـالـح عراقنَا | والشآما|
صالح ِ المسلمينَ حزبًا | وسامحْكـلَّ فعل ٍ ماض ٍ وعنه | تسامى|
هـم رجـال تـحـزبوا | لنبينايـنـصرونَ السلامَ | والإسلامَا|
بـاركَ اللهُ ديـنَـهمْ يا | رئيسٌبـاركَ اللهُ عـهـدَهم | والزِّمامَا|
نـحـنُ منهمْ وكلُّ شعبيَ منهمْ | نفتدي القدس: صخرة ًوقيامَا(2) | |
سـيـفـيضُ الجولانُ منَّا دماءً | كـدمـاءِ الشهيد ِفاضتْ سلامَا | |
لـنـعيدَ الزيتونَ للقدس ِ | ظلاًّونـعـيـدَ الجولان للمجد | هامَا|
فـأعـدنا نعيشُ دستورَ | شكريكـبـريـاءً محبة ً | ووئاما(3)
دمشق ـ ضاحية قدسيا ـ 2/1/2004
هوامش
ـــــــــــــــــــ
(1) تِهامى: هي تهامة الحجاز , وتعني هنا مكة المكرمة . وجلق: هي دمشق
(2) الصخرة: هي المكان الذي فرش عليه الفاروق عباءته وصلى. والمكان الذي أقام فيه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى .
القياما: هي كنيسة القيامة , قيامة السيد المسيح عليه السلام , والتي تسلم مفاتيحها الفاروق عمر في تلك الزيارة .
(3) شكري : هو شكري القوتلي زعيم الكتلة الوطنية بعد الزعيم هنانو. والكتلة الوطنية هي التي جلبت الاستقلال والحرية للوطن. ووضعت دستورا لا يميز بين المواطنين كما هو دستورنا اليوم .