لا نستقوي على دولتنا ، بأمريكا أو غيرها..
ولا على دولة عربية ، بأبّة دولة أخرى !
ماجد زاهد الشيباني
· إنه مبدأ واضح ، لدينا ، نحن الإخوان المسلمين ، في سورية خاصّة ! أعلنّاه مراراً وتكراراً .. حتّى صار معروفاً ، لكل مَن يتابع نشاطنا ، على كل صعيد ! نحن نرفض الاستقواء بأيّة دولة ، مهما كانت ، على دولتنا ، التي هي لنا وطن وشعب ، ومقدّسات وقيَم ، وتاريخ وحاضر ومستقبل ! ونعلم ، يقيناً ، أن أيّة دولة خارجية ، تسعى إلى التدخّل في بلادنا ، تحت أيّة حجّة ، أو ذريعة ، نبيلةٍ في ظاهرها .. إنّما تسعى لتحقيق مصالحها ، لا مصالحنا ، ولا مصالح بلادنا وشعبنا !
· من المنطلق ذاته ، نرفض الاستقواء على أيّة دولة عربية شقيقة ، بأيّة دولة أخرى ، إسلامية كانت ، أم غير إسلامية .. من الدول المجاورة لمنطقتنا العربية ، أم من البعيدة عنها ! وإذا كانت هذه الدولة ، تسعى لتقديم خدمة جليلة أو نبيلة ، للقضية الفلسطينية ، أو غيرها .. فإننا لانرى في هذا السعي ، مدعاة لقبول تدخّلها ، في شؤون أيّة دولة عربية شقيقة.. سواء أكان هذا التدخل عسكرياً ، أم أمنياً، أم سياسياً ، أم ثقافياً ، أم عقَدياً !
· إن الدفاع عن وطننا ، واجب شرعي ، يأمرنا به ديننا الحنيف .. ونعتقد أن من يقتَل في الدفاع عن وطنه ، هو شهيد ، كما قال النبي الأكرم ، محمد (ص) : مَن قتِل دون ماله فهو شهيد ، ومَن قتِل دون أرضه فهو شهيد .. !
· وإن الدفاع عن فلسطين ، وعن مقدّساتنا فيها .. بشتّى الأساليب المشروعة ، هو واجب شرعي ، يتحمّل المسؤولية عنه ، إلى جانب الشعب الفلسطيني ، أبناء الأمّة كلها !
· لكن .. لا نقبل أن يتّخَذ هذا الدفاع ، ذريعة لأحد ، للعبث بأمن دولة عربية شقيقة ، أو السعي إلى الهيمنة عليها ، أو التدخّل في شؤونها : أمنياً ، أو سياسياً ، أو عسكرياً ، أو ثقافياً ، أو عقدياً .. أو نحو ذلك ! وكل مسعى ، لشيء من هذا القبيل ، إنّما هو عدوان ، على الدولة التي يتمّ التدخّل فيها: عدوان على سيادتها ، وعلى كرامة شعبها، وعلى مقدّراتها ومقدّساتها .. مهما كانت الحجج والذرائع ، التي يغطّي بها المتدخّل ، تدخّله في شؤون الدولة الشقيقة !
· إذا كانت رابطة الدين ، تجمعنا بالدول الإسلامية ، غير العربية .. فإنّما يجمعنا بالدول العربية الشقيقة : الدين ، والأصل ، والجوار، واللغة ، والثقافة ، والتاريخ ، ووحدة المصير ! وكل مَن ظنّ أن الدولة المسلمة البعيدة ، أحرص على مقدّسات الأمّة ، من الدول العربية المسلمة .. فهو واهم ، مهما ادّعت تلك الدولة البعيدة من دعاوى .. لاسيّما في هذا العصر ، الذي هيمنت فيه المصالح السياسية والاقتصادية ، للدول وصنّاع قراراتها ، على كل ماعداها ! وأيّ إخلاص حقيقي ، للدفاع عن مقدّسات الأمّة ، لدى أيّة دولة إسلامية غير عربية .. يقتضي ، بالضرورة ، أن تنسّق جهودها ، مع جهود الدول العربية ، المحيطة بهذه المقدّسات ، لعمل مايمكن عمله ، ممّا يناسب قدرات الدول ومصالحها ، وعلاقاتها فيما بينها ، والتزاماتها تجاه شعوبها! وأيّ جهد ، خارجَ هذا الإطار ، إنّما هو عدوان متعمّد ، على الدول التي يتمّ اختراق سيادتها ، أو أمنها ، أو حرمة ترابها .. بصرف النظر عن التسمية التي يطلقها المعتدي ، على نفسه ، أو على عدوانه ! فالتسميات المجّانية كثيرة ، ويستطيع كل فريق ، أن يخلع على نفسه ، منها ، مايشاء ! والعبرة إنّما تكون ، بما يجري على الأرض من أفعال ، لا بما يخلعه الناس على أنفسهم ، من صفات وألقاب !