اندلاع الثورة التحريرية في مالدوفيا

اندلاع الثورة التحريرية في مالدوفيا

منير مزيد / رومانيا

[email protected]

يا شعب رومانيا العظيم ...

علمونا كيف نكون أحراراً

علمونا كيف نصنع من المرارة عسلاً و شهداً

علمونا كيف يكون الحب نبياً و رسولا

علمونا كيف يولد الشعر من رحم الشمس

قال الفيلسوف كروتشيه: "إن الشر هو المحرك الدائم للحياة الروحية". والواقع، أنه لا يمكن تحقيق قيام حياة صحية سليمة تنعم بالأمن والسلام والحرية دون التصادم مع الشرور والأشرار في معارك طويلة الأمد  من أجل قهر الشر و الظلم ..

لقد آن الأوان لرحيل الأنظمة الديكتاتورية ، ها  هو شعب مالدوفيا الروماني ينتفض صباح هذا اليوم المشرق بشمس الحرية  ضد الحكم الشيوعي و الشمولي ، و يستعد حاليا لنيل حريته من النفوذ الروسي و العودة إلى  حضن الأم الدافئ الحنون " رومانيا " .

لقد سبق وأن أشرت إلى قرب استعادة رومانيا لجمهورية مالدوفيا في لقاء مفتوح معي في منتدى " نجدية " وقلت :" ساتحدث عن مالدوفيا والتي ستعود قريبا إلى حضن الأم الدافئ  رومانيا . كلنا يعلم ان رومانيا كانت تخضع للحكم الشمولي تحت زعامة الديكتاتور تشاوتشيسكو وسقوط رومانيا في القبضة الروسية حين احتل الجيش الاحمر أوروبا الشرقية و التي عرفت بالمنظومة الاشتراكية وحلفها العسكري " حلف وارسو ".  المهم استولى الروس على أراض رومانية و هناك مارس الروس الاحتلال الاستيطاني حيث جلب معه مواطنين روس للإقامة والعيش هناك إلا أنه فشل في إنشاء شركات و مصانع و انما أنشأ جيشًا من الموظفين لأن الاتحاد السوفيتي السابق لم تكن لديه شركات أو مصانع حرة بل ملك الدولة .

حين اندلعت الثورة في رومانيا ضد حكم الديكتاتور تشاو شيسكو وزوجته باميلا الأمية التي   تم منحها كل شهادات الدكتوراه و اعدما لاحقاً  بالرصاص  إثر  محاكمة لم تتجاوز الساعة من الزمن . بعد سقوط الديكتاتور سارت رومانيا نحو الحرية ، رفعت الرقابة عن الإعلام ، و أغلقت بشكل كامل كل رقباء الطباعة و النشر،  وحررت الثقافة،  وشرعت كل القوانين لحماية حقوق الإنسان . و بسرعة مذهلة أنجزت رومانيا خلال 20 سنة نهضة اقتصادية وعمرانية وازدهاراً اقتصادياً وثقافياً يصعب على بعض دول تحقيقه في 100 عام و هذا الإنجاز منح رومانيا بطاقة عضوية في الإتحاد الأوروبي . أما الأراضي الرومانية التي احتلها واستوطنها الروس ، و  للحظة ما فقد الرومان الأمل في استعادتها " جمهورية مالدوفيا " لأنهم ، أي الرومان ، غير قادرين على  مجابهة روسيا عسكريا .

و الآن ، رومانيا ازدهرت و مالدوفيا تعاني الجهل و  التخلف و الفقر . إذن كان لا بد من انتشال المواطنين في مالدوفيا من الفقر والجهل و تخليصه من الاستبداد  ، لهذا سارع راس المال الروماني للاستثمار هناك والمال وحده لا يكفي بل تثبيت الهوية الثقافية الرومانية هناك فقامت المؤسسات الثقافية الرومانية بدعم وانشاء مؤسسات ثقافية تدعم الشعراء و الأدباء الذين يكتبون باللغة الرومانية ودعوتهم للحضور والمشاركة في كل المهرجانات الثقافية وتكريمهم بالجوائز وتشجيعهم لأجل الاستمرار من أجل إحداث تغيير شامل

بدأ الشعب في جمهورية مالدوفيا يستعيد تدريجيا هويته الرومانية و  بدأ  اضمحلال الثقافة و التأثير الروسي  وهكذا بدأت بوادر هزيمة الاحتلال الاستيطاني .

فهزيمة الاحتلال الاستيطاني ممكنة وهو بسلاح الثقافة لأن الاحتلال الاستيطاني يحقق انتصاره إذا استطاع تدمير الهوية الثقافية  و الاقتصادية للشعب الذي يراد تهجيره وتدميره لأجل احلال شعب آخر على أرضه. وستكون رومانيا أول دولة بفكرها الحر و الإنساني و ثقافتها المتحررة من التعصب و التطرف ان تهزم الاحتلال الاستيطاني وقريبا وخلال 3 سنوات ستعود مالدوفيا إلى حضن الأم الدافئ " رومانيا " رغم انف الروس وجبروتهم العسكري ."

هذا كان كلامي للأصدقاء والإخوة والزملاء والرأي العام في لقاء مفتوح معي في " منتدى نجدية" و بأدارة الشاعر عبدالله بيلا و لكني لم أكن أدرك بإن اندلاع الثورة بات أقرب من أي وقت مضى . و اتمنى أن تتعلم الشعوب العربية و الأنظمة بأن الاستبداد لا يدوم إلى الأبد مهما بلغ من البطش و القمع لأن الحرية كانت منحه إلهيه ولا يحق لأي عبد من عبيد الله أن يحرمها على عبد آخر و بإن الديكتاتور مهما بلغ بطشه فهو يسير نحو الهاوية والتاريخ  والشعوب لن ترحم ، ناهيك عن عقاب ربك في يوم الحساب العظيم ..

ولمن يرغب بالاطلاع على الحوار على هذا الرابط

http://www.najdyah.com/vb/showthread.php?p=148279