يخطئ العرب إذا ما ظنوا أنهم سيحصدون سلاماً بغير المقاومة!!
يخطئ العرب إذا ما ظنوا أنهم
سيحصدون سلاماً بغير المقاومة!!
فيصل الشيخ محمد
لم يطرأ في الكيان الصهيوني أي جديد بعد الانتخابات الأخيرة.. قد تكون تغيرت الوجوه أو الأقنعة، ولكن المعتقد واحد والأجندة واحدة والهدف متفق عليه.
لا.. عودة إلى حدود عام 1967.
لا.. للقدس المقسمة.
لا.. عودة للاجئين الفلسطينيين.
لا.. لقيام دولة فلسطينية.
لا.. عودة لمرتفعات الجولان.
أفغيدور ليبرمان الذي حمل حقيبة وزارة خارجية حكومة الكيان الصهيوني مؤخراً بزعامة نتنياهو أعفى عرب الاعتدال من الذهاب بعيداً في تفكيرهم، بأنه يمكن أن يتوصلوا بمبادرتهم للسلام إلى حل عادل مع إسرائيل.
كما أعفى ليبرمان دول الممانعة من الذهاب بعيداً في حلمهم بأن السلام يمكن أن يتحقق عن طريق خيارهم الاستراتيجي الوحيد (السلام)!
ليبرمان رجل (المهمات القذرة) – كما يوصف في إسرائيل – نسمع منه جعجعة.. ومن سبقه (بيريز، ليفي، ايهود(2)) كان على أيدهم الفعل: (دمار، وقتل، واستباحة، وحصار، وتضييق) رغم ما كان هؤلاء يرفعونه من شعارات (حل الدولتين).. وما كنا نشاهده من عناق وتبادل زيارات وقبل بينهم وبين بعض الحكام العرب لم يكن سوى – كما يقول المثل العربي – (ضحك على الذقون). (أو ذر الرماد في العيون).
يهود الكيان الصهيوني لم يصوتوا للترويكة السابقة لأنهم توقفوا عن العدوان على غزة قبل استئصال المقاومة وتسوية غزة بالأرض، وصوتوا لنتنياهو وليبرمان ولكل من يطلق عليهم في الكيان الصهيوني اليمين المتطرف، كون عدوان اليسار المعتدل لم يتمكن من إنهاء المقاومة ووقف الصواريخ، على أمل أن يقوم اليمين المتطرف بما لم يتمكن اليسار من القيام به.. فكل ما فعله اليسار في غزة من تدمير وقتل وتجريف وحصار وتضييق وتجويع، لم يشف غليل حقد يهود.
الكاتب الإسرائيلي (يزهار سميلانسكي) صاحب روايتي (خربة خزعة) و(الأسير) اللتان ترجمتا إلى العربية، وقد أدان هذا الكاتب فيهما دولة إسرائيل وما قامت به تجاه الفلسطينيين، وأشاد كثيرٌ من الإعلاميين العرب به وأطنبوا بمدحه.. هذا الكاتب الذي يعتبر من أبرز الكتاب الإسرائيليين، تراجع عما كتب قبل موته (21/8/2006) فوصف العرب بأنهم (من أكلة لحوم البشر)، ودعا حكومته إلى (وقف التفاوض معهم).
يا عرب الاعتدال.. يا عرب الممانعة.. لا طريق لعودة فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والحفاظ على القدس والأقصى وعودة الجولان ورجوع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم إلا بطريق وحيد.. هو طريق المقاومة، وبغيرها – يا ليتنا نراوح في مكاننا – بل سيكون هناك المزيد من انتزاع الأرض وقضمها، والاستيلاء على المياه، وطرد فلسطينيي (48) وفلسطينيي القدس، وفلسطينيي الضفة الغربية، وأهل الجولان.
وتداعيات كل ذلك مزيداً من الأعباء على الشعوب العربية التي ستكون هي الضحية الأولى - كما كانت على الدوام – تدفع الثمن من دمها ولحمها وحياتها وعيشها وعرق جبينها وحريتها وسلامتها وأمنها.
يا أهل الاعتدال.. يا أهل الممانعة توقفوا عن مغازلة أوباما أو وضع بيضكم في سلته، فليس له من الأمر شيء، وقد عجز عن تعيين موظفاً في إدارته، لأن الصهاينة لم يوافقوا على تعيينه.. توجهوا إلى شعوبكم وأصلحوا ذات البين بينكم وبينهم، فهم السند وهم القاعدة وهم السياج.. وفي حضنهم نبع الدفء والأمان.
يا أهل سلطة رام الله آن لكم أن تؤبوا إلى رشدكم بعد ثمانية عشرة سنة من المفاوضات الملهاة العقيمة والعبثية، والتي فتحت أبواب جهنم عليكم وعلى الفلسطينيين والعرب، ولم تحصدوا إلا مزيداً من القهر والإذلال والفرقة والاقتتال والمقابر والسجون والمعتقلات والحصار والفساد والهوان.. عودوا إلى منابتكم الأولى، واحتضنوا البندقية التي بها يتم الاستقلال والتحرير.. وهذا ما فعلته كل الشعوب على هذه الأرض منذ خلق الله آدم عليه السلام، وحتى طرد العنصريين في جنوب أفر يقيا.