اعتقال امرأة بريطانية في دمشق
اعتقال امرأة بريطانية في دمشق
د. عبد الله السوري
طالعتنا الصحف البريطانيا الصادره في الاول من نيسان لعام 2009 بخير يتعلق باعتقال ومن ثم اختفاء امراة بريطانية الجنسية من اصول عربية سورية .
وقد زينت الخبر بصورة تلك المراة المحجبة والتي هي في السادسه والعشرين من عمرها , وتضيف الصحف ان اعتقال المرأة , حصل في احد شوارع دمشق , وهي بصحبة ابنها ذو الثمانية اعوام ,وفي وضح النهار ,وبطريقة تعسفية , من قبل رجال امن يرتدون اللباس المدني , يزيد عددهم عن الثمانية ,وان سبب اعتقال المرأة غير معروف , ولم يعرف عنها شيء منذ تم اعتقالها قبل اسبوعين.
الرابط على ال bbc:
http://news.bbc.co.uk/1/hi/uk/7975464.stm
كما نقلت بي بي سي عن ناشط بريطاني قوله إن “الأجهزة الأمنية السورية لديها سجل طويل وسيئ في احتجاز أشخاص بسرية لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات بشكل متواصل، وإخضاعهم للتعذيب“.
كما هو معلوم , ان الشعوب الاوروبية تحب القراءة , وخاصة الشعب البريطاني , واول مايقرؤون , الصحف اليومية الواسعة الانتشار , والتي توزع مجانا كصحيفة المترو وغيرها , ونرى ان هذا الخبر ماخلت منه صحيفة من الصحف البريطانية اجمع, بالاضافة الى محطات الاذاعة البريطانية ومحطات التلفزة الارضية والفضائية .
حيث اخذت , الصحف والاذاعات ومحطات التلفزة الارضة والفضائية البريطانية ,هذا الحدث ,فرصة كي تذكر الشارع البريطاني والاوروبي , بموروث التعذيب في سوريا وانتهاك حقوق الانسان فيها وسجلها الحافل بذلك .
ان امر اعتقال اي انسان في اي بلد , امر له مايسوغه ,فيما اذا حصل هذا الامر , ضمن القنوات الخاصة بذلك ,كتوجيه اتهام , ومن ثم امر بالاعتقال, صادر هذا الامر من جهة قضائية , او استدعاء تم بموجب مذكرة استجواب او تحقيق من قبل اجهزة المخابرات المعنيه , حيث يحصل ذلك بطريقه انسانية لبقة , تراعي المشاعر الخاصة للمستدعى ( من عزة وكرامة , ان كان مواطنا او زائرا , عربيا كان ام اجنبيا ) الى الاستجواب او التحقيق ,كي لا ينظر اليه امام عامة الناس , انه مجرم او مرتكب جناية او جنحة اخلاقية او ماشابه ذلك , لان المتهم بريء مالم تثبت ادانته , مهما كان متهما وباي اتهام كان , امني او جنائي او اخلاقي او سواه
نحن في تيار الوسط , اكدنا مرارا , للقاصي والداني , اننا نعتمد الوسطية في الرؤى والاعتدال في المنهج , اساسا ثابتا وراسخا ,في التعامل فيما بيننا كسوريين , سلطة ومعارضة, كاحزاب ونقابات وهيئات اجتماعية وافراد وأسر وحتى بين الفرد وذاته ,
اننا في تيار الوسط نرى , ان طريقة اعتقال تلك المراة , بغض النظر عمن تكون , مواطنة ام زائرة , عربية ام اجنبية , اعتقالها حصل بطريقة تعسفية لا قانونية , وليس هذا فحسب بل لم يسمع عنها شيء , ولا يعرف مصيرها منذ اسوعين ونيف , انه لامر نستنكره وندينه , ونطالب الجهات المعنية وعلى راسها السيد الرئيس بشار الاسد في التدخل لعدم تكرار ذلك الامر , والافراج عن تلك المرأة والاعتذار لها وتعويضها , ومعاقبة الجناة وذلك باحالتهم الى القضاء حتى ينزل بهم العقوبة التي يستحقون .
نطالب بذلك من منطلق حرصنا على بلدنا الحبيب سوريا وعلى مواطنه وزائره ,عربيا كان ام اجنبيا , فاننا ننظر الى ما تقوم به الاجهزة الامنية امر شنيع , امر يضر بمصلحة الوطن والمواطن , يضر بثقة المحكوم بالحاكم ويزعزعها , ومن ثم يجعل عرى النسيج الوطني الداخلي بالية , انه امر يضر بسمعة بلدنا الحبيب عالميا .
من منطلق حرصنا اللامحدود على بلدنا الغالي سوريا شعبا وارضا ودولة تذكر بين دول العالم المتقدم , فاننا نتساءل ويصحب تساؤلنا الدهشه ……….
اي عدالة اجتماعية لشعوب العالم , تلك التي نادى بها سيادة الرئيس بشار الاسد في مؤتمر القمة العربية التي عقد في الدوحة مؤخرا ,هل كان يعني السيد الرئيس بالعدالة الاجتماعية لشعوب العالم كافة بما فيها حتما شعبه السوري ؟ ام فقط لشعوب العالم ويستثني شعبه السوري ؟ والا فما حال شعبه , من جراء مايحصل لشعبه من الاجهزة الامنية ؟ التي تمارس الاذلال والتحقير والاختفاء القسري والتعذيب بكافة اشكاله وفنونه .استمعنا وبأنصات الى خطاب السيد رئيس الجمهورية بشار الاسد , وكيف نادى العالم وخاطب الاقوياء قبل الضعفاء , مناشدا الجميع لتحقيق العدالة الاجتماعية بين الشعوب , فكان حينها بمثابة المصلح الاجتماعي , بل المصلح الاجتماعي ذاته
لا عذر لك يا سيادة الرئيس . ان كنت تدري ام لا تدري ,عما تقوم به الاجهزة الامنية وعما تمارسه مع ابناء شعبك ومع زائري بلدك الحبيب سوريا , ستسأل عن كل صغيرة وكبيرة امام الله , فانت راع لهذا الشعب , وستسأل عن رعيتك , ورضيت ان تحمل هذه الامانة , فعليك ان تكون اهلا لحملها , والا اتق الله في نفسك اولا, ومن ثم اتق الله في شعبك المسكين , الشعب الذي روضته الاجهزة الامنية على الذل والخنوع , روضته على الفساد بكل اوجهه ومستوياته.