جحا وفضل أمريكا

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

استغربت زوجة جحا منه جلوسه في ارض الدار وهو يشكر الله ويحمده , وهنا سالته زوجته : اراك تشكر الله على غير عادتك ياجحا ؟؟ فأجاب : لقد سقط قميصي عن حبل الغسيل واني احمد الله واشكره اني لم اكن بداخله لحظة السقوط , والا لكنت الان محطما مكسرا .

 وهذه الطرفة عن جحا ذكرتني تماما بطرف غزو العراق من قبل القوات الامريكية , حيث ان عملاء الاحتلال يحمدون الله ليلا ونهارا, ان القوات الامريكيية الغازية لم تبد العراق بكامله بالاسلحة النووية , والاكثر ضحكا انهم لم يكونوا لحظة سقوط قميص جحا في العراق وانما كانوا في المخيمات الامريكية , والفنادق الامريكية, وفي المؤتمرات التي تآمرت على العراق العربي المسلم.

 ويشترك في تلك الجريمة القذرة كل من ساعد او ساهم او سهل الدخول الامريكي , ولعله من المضحك المبكي ان هناك من يطالبنا بشكر القوات الامريكية , وعلى راس ذلك قسم لابأس به من الاعلام العربي , هذا الاعلام الامريكي الصهيوني القلب والعربي اللسان والذي باع نفسه رخيصا وبابخس الاثمان لاعداء الامة , وكل مايريده منا هو عملية غسيل المخ العربي والاسلامي , من اجل تحويل المفاهيم وقلبها , وكأن هؤلاء الصهاينة لم يشاركوا في جرائم العدوان على امتنا , وكانوا ومازالوا حراب الغدر التي توجه الى قلوب واعين المشاهد العربي والذي كان فرحا لتزايد حركة الاعلام العربي , واذ بهذا الاعلام يقدم كؤوس السم المر العلقم لاخوانه في العروبة والدماء والدين ,وما زال هذا الاعلام يصف حتى اليوم شهداء العراق بالقتلى , وابطاله الميامين بالارهابيين , وتفبرك مئآت البرامج من اجل وصم هذه المقاومة التي اذلت دولة امريكا الظالمة ومرغت سمعتها ووجوهها بالمزابل والوحل , ومع ذلك وبالرغم من اعلان الاحتلال عن هزيمته , فان الاعلام العربي مازال يصف هذا الاحتلال بالتحرير , ومازال الاعلاميون من عملاء الاحتلال اكثر اخلاصا لسادتهم , ودماء اكثر من مليون شهيد لم تحرك في قلوب هؤلاء الا العمالة والخسة واللؤم , وتشريد اكثر من ثلث اهل العراق لم يزد هذا الاعلام المجرم ومعه الاحتلال وعملائه الا نذالة , واكثر من خمس ملايين من النساء العراقيات في مظلة الترمل مع الايتام والتشرد , ويضاف الى ذلك تدمير البلد بأهله وخيراته , ومع ذلك يطلب منا هؤلاء العملاء ان نشكر الله على نعم الاحتلال , بما فيها نعم اغتصاب شرف الماجدات العراقيات , واغتصاب الرجال في سجون الاحتلال وعملائهم من مجاميع الخونة الاراذل , والذين اثبتت الايام انهم من احط اهل الارض معدنا واكثرهم اجراما وشذوذا وهذا مااثبتته اعمالهم في السجون التي يديرونها , والتي هي بعض انماط السجون العربية الاكثر اجراما في تاريخ الكون , وهذا الشكر لله على نعمة الاحتلال يشمل كذلك مشاريع هدم الاقصى وتشريد ماتبقى من اهل فلسطين ومؤآمرات ترحيلهم , وما يجري في ام الفحم اليوم لهو ابلغ مثال على هذا التآمر على اهل فلسطين , وتضامن شعب فلسطين في الداخل مع ام الفحم هو مايثير غضب الآلة الاعلامية العميلة المجرمة , واذا كان لنا ان نقول شيئا فهو اننا نحيي صمود اهل فلسطين في كل فلسطين وخاصة عرب الداخل , وان نحيي الجهاد العظيم المشرف لأهل العراق الصابر , وان نشد على ايدي كل الاحرار في هذا العالم المستغل من عصابات السياسة العالمية وكلابها, ومع هذا المقال اهدي القراء مقال الاخت العراقية هبة الشمري وهو بعنوان نعم انا انتحارية ليكون رسالة الى الاعلام العربي.