زرازير وقحة

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

كُتب على العراق, منذ زمن بعيد, ان يكون هدفا لغارات الغربان السوداء, وهجمات الخفافيش الرعناء, ووقاحة الزرازير الحمقاء, وقلة أدب العصافير الصفراء. كان آخرها تلك الصفاقة التي اظهرها عصفور كويتي خبيث. هو اللئيم (سعود العصفور). في سلسلة مقالاته, التي يؤلب فيها الشارع الكويتي ضد العراق وأهله. نشرتها له جريدة الرأي. أذكر منها مقالة بعنوان ( لست مجبراً يابو صباح على زيارة أرض الفتن!.). تطاول فيها بشكل سافر على سيد اقطار الشرق والغرب. ومهد حضارات الكون كله. وأقوّم البلدان قبلة. وأوسعها دجلة. وأقدمها تفصيلا وجملة. ورحم الله صفي الدين الحلي, ولله دره حينما قال في هذه العصافير المريضة, من أمثال (سعود العصفور), الذي تنمر, وتنسّر, ونفش ريشه بالشر:

ان الزرازير لما طار طائرها ــــ توهمت انها صارت شواهينا

فقد تجاوز (العصفور) كل حدود الأدب واللياقة. ووصلت به الخسة ليصف بلاد الفراتين, وأرض الرافدين بأرض الفتن. بينما يعلن اعترافه بخط يده, قائلا : ((وفتحنا معبراً للقوات التي اجتاحت العراق)). ثم يتطاول (العصفور) على الكويت نفسها, فيجردها من خصائصها ومزاياها كلها, واصفا أياها بـمجرد (محفظة نقود) لا أكثر. قائلا : ((وليس لنا في داخل العراق من مصلحة تذكر. ولهم هم كل المصالح في أن يعيدوا بناء الجسور مع «المحفظة» التي يريدون استلاب ما تبقى بها)). ويبدو ان غبار الحقد الأسود أصاب عيون هذا (العصفور) القبيح بالرمد المزمن. فلم يستطع رؤية أكبر الجسور التجارية في الشرق الأوسط. وهو الجسر المتنامي حاليا بين الكويت والعراق. وتشهد عليه اساطيل الشاحنات الزاحفة برا عبر بوابة (صفوان). ومن المؤكد ان مصلحة دولة الكويت في تسويق منتجاتها الوطنية إلى العراق, ومصلحتها الإستراتيجية في التحكم بتجارة الترانزيت عبر منافذها الحدودية الشمالية اكبر بكثير من مصلحة العراق نفسه. وان حركة النقل البري بين البلدين تعود على الكويت بالمنافع والفوائد الجمة, وتفتح أمامها آفاقا مستقبلية واسعة ومثمرة. وربما يتعاظم حجم التجارة البرية فيتحقق الحلم القديم بمد خطوط السكك الحديدية من (كاظمة) إلى أوربا. فهل يريد هذا (البوم) المشئوم, المتستر بزغب (العصفور) حرمان الكويت من هذه النعم والخيرات ؟؟. فتصبح من الدول الجاحدة لنعمة الله ؟. أم إنه يريد لها التقوقع والانغلاق فتكون من الأقطارالمعزولة عن جيرانها وأشقائها ؟؟. وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ. . فلماذا هذا الأصرار على تبني الأسلوب العدواني المقيت ؟. ولمصلحة من يثير هذا (العصفور) زوابع الحقد والكراهية؟. ثم ألا يكفي ما تكبده العراق وشعبه من تضحيات, وخسائر فادحة بالأموال والأرواح ثمنا لغزو الكويت. ومتى تتوقف الصحف الكويتية عن إيذاء الشعب العراقي. وتكف عن المطالبة بالانتقام منه. وتتجنب التعامل معه بمفهوم القبيلة والثأر. لكننا, وللأسف الشديد, مازلنا نقرأ بألم ونفور تلك التصريحات الغبية لزرازير الكراهية, وشخبطاتهم في المنابر الاعلامية, التي يفترض أن تحمل رسالة التسامح والمحبة إلى العالم. وتترجم عن طريقها السياسة الخارجية المتعقلة. فالصحف والفضائيات هي اللسان الناطق, والروح المعبرة عن أهداف الدولة وتطلعاتها المستقبلية.  فلم أسمع, ولم أر صحيفة تحترم عقلها الثقافي تعطي مجالاً للمغرضين والحاقدين, لكي  يعتدوا على الشعب العراقي المنكوب. ولم أر فضائية تفسح المجال بهذا الشكل المنفلت للموتورين والمعاقين عقليا في أن يسيئوا إلى أعرق شعب على سطح كوكب الأرض. اللهم العن كل من يسيء للعراق وأهله. والعن كل القوى المعادية له. والعن كل من تجاسر على أرضه ومياهه وحقوقه, والعن من ساندهم وساعدهم وشجعهم وسايرهم . ولعنة الله على جميع الوسائل الاعلامية التي أسست أساس الحملات المغرضة للعراق. ولعن الله كل صحيفة وفضائية كتبت وتكلمت وتلفظت بالباطل ضد أبناء العراق, وتعمدت النيل منهم, وتشويه صورتهم. وحرضت وشجعت على قتلهم وتدميرهم, اللهم العنهم جميعا. .