العراق

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

العراق:هل هي بداية للتغيير؟والرجوع إلى الوضع الطبيعي؟ونهاية المعاناة والدماء؟

 الانتخابات المحلية الأخيرة في العراق كانت مختلفة عن كل سابقاتها – وخصوصا في عهد الاحتلال – وقد أدت إلى اشتراك نسبة أكبر من الناس في الانتخاب ..وبالذات من الأوساط السنية .. حيث قد كانت عوامل – سبق أن تعرضنا لبعضها – قد حالت دون اشتراكهم الفعلي المكثف في الانتخابات .. وأدت إلى إعراضهم وعزوفهم عنها ؛

   هذا إضافة إلى تفكك التكتلات الطائفية عموما والشيعية خصوصا .. وخسارة كثير منها مما يعكس قناعة شعبية غالبة بعبث تصرفاتها الدموية السابقة خصوصا وأن المبرر الأكبر لردود فعلها – وهو خطر القاعدة – قد زال تقريبا ..أو ابتعد وخفت حدته .. وبدأ الناس يعون ضرورة التعايش في وطن واحد مع وجود الاختلاف والتنوع !

لقد قامت القبائل العربية – والشيعية بالذات – بدور بارز في ذلك التغيير .. مقدمة مصلحة الوطن وتلاحم الشعب ودرء الأخطار الخارجية – على المذهب والطائفة !

  لا شك أنه قد حصلت بعض التجاوزات في بعض المناطق – ومنها بعض المواقع التي يكثر فيها الأكراد ..مع أنه كان للحكومة والرقابة حضور مفيد !

وإذا وضعنا في الاعتبار استمرار قلة المشاركة السنية – نسبيا – وخصوصا في الأنبار ..إضافة    ( لتشرد) مئات الآلاف في الخارج .. – أو داخل العراق نفسه – فيمكننا أن نتصور الوضع إذا حصل استقرار في المستقبل وتخلص العراق من الاحتلال وأذنابه وعبثه حيث يمكن عودة المهجرين وعودة المياه إلى مجاريها – ولو بالتدريج – وعودة العراق إلى و ضعه الطبيعي قبل عهود الميليشيات الدموية الانتقامية الحاقدة ، وعهود الدكتاتوريات العسكرية العفنة البائدة  !

 .. ولا يفوتنا أن نسجل للحكومة العراقية الحالية – على علاتها – دورها الواضح في تحسين الأوضاع وتحجيم بعض التكتلات الطائفية بل وتقليم بعض أظافر بعضها كالجيش الصدري وميليشيات بدر الذين أساءوا كثيرا للعراق وللإسلام والمسلمين أكثر مما أحسنوا بكثير ؛ هذا إن كان لبعضهم حسنات أو إحسان !

..لقد عاد بعض أهل البصرة وبغداد إلى ديارهم وبيوتهم التي كانوا قد هُجِّروا منها تحت التهديد أو خطر الاعتداءات الطائفية .. وبدأ وضعهم يستقر نسبيا والمياه تعود إلى مجاريها .

.. والأمل أن يعود سائر – أو معظم المهجرين العراقيين من الخارج ومن المحافظات الأخرى ... ويزول كل حرج ..

..كما يؤمل أن يجد الفلسطينيون – اللاجئون للعراق - حلا عاجلا وعادلا لمعضلاتهم .. وقد اضطرهم الحقد والقتل والتنكيل الطائفي الظالم ..إلى مغادرة بيوتهم ومصالحهم  (والهيمان) على وجوههم في كافة أنحاء الأرض ..ومكثت أعداد منهم على حدود الأردن – سنين – آملين أن ينضموا إلى الملايين من مواطنيهم وأقاربهم الذين تزخر بهم الأردن .. ولكن دون جدوى ..فقد ضاقت الدنيا بالعشرات ..أو المئات منهم .. وتجمع عدد منهم في مخيمات صحراوية شديدة القسوة في جانبي الحدود السورية والعراقية .. في مخيمات الهول والوليد والتنف ..إلخ.. وأخيرا أنذرت سوريا كذلك بؤساء مخيم التنف في صحرائها القاحلة بالرحيل  والبحث عن أماكن أخرى تؤويهم !!فقد ضاقت بهم بادية الشام ! وصحراء (سوريا العربية الصامدة)!! فكأنهم ليسوا عربا أو ليست هي عربية !!          وكأن تشيلي والبرازيل وقبرص والسويد ونيوزيلاندا .. وغيرها التي (ضمت ) أشلاء منهم ..أكثر عروبة من :

بلاد العرب اوطاني               من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن               إلى مصر فتطوان