مابين الطالب والمطلوب في سيرة الزول الحبوب

مابين الطالب والمطلوب في سيرة الزول الحبوب

د.مراد آغا *

[email protected]

أبدأ مقالي بتحية شعب السودان الآمن المطمئن في بلد يراد له أن يكون على غرار من سبقوه من متصرفيات العربان مرتعا لكل من هب ودب من كل حدب وصوب

ولعل مسيرة تقسيم متصرفيات العربان ومهاجمتها الواحدة تلو الأخرى بحيث يعتبر السودان مع شديد الأسف  الأكبر حجما والأكثر غزارة في مجال الموارد المائية والزراعية والحيوية والمواد الخام سواء في مجال الطاقة أو مختلف المواد الأولية لتصنيع كل شيء

ولعل ردود فعل العربان وخير اللهم اجعلو خير والتي لم تكن ولن تكون على الأقل لحد اللحظة بأفضل حالا من ردود أفعالهم عند الاعتداء على العراق أو لبنان أو غزة

لذلك فان عراضات وهوبرات وقفزات الأعراب من باب الاستنكار لاتلبث أن تخبو بعد أن تتبعها موجات من الاستقرار والاستهتار وصولا الى أقصى درجات الاستحمار تمهيدا وخير اللهم اجعلو خير وخير ياطير لوصول الاستعمار نط من نط أوطار من طار

عند اشارتنا في مقال سابق الى أن وحدة السودان ومصر سابقا كانت لوحدها أهم بعشرات المرات من لملمة ماتبقى من شراذم وومتصرفيات بقايا الخلافة العثمانية لأن بلاد أعالي النيل أو السودان هي أكبر مخزون غذائي ومائي وهو كنز عائم عرفه الغرب منذ القدم لكن وعلى مبدأ كل شي بوقتو حلو آن الأوان لتفكيك السودان اطباقا على ماتبقى من قوة وذخر في بلاد العربان وكان ياماكان

ناهيك عن تساؤلنا والسؤال لغير الله مذلة عن لماذا وكيف ولعل وحيثما تم تحويل أكثر البلاد العربية قربا من اسرائيل وأكثرها حيوية وتأثيرا في العالم العربي وهنا نشير الى بلاد الرافدين والشام وحوض النيل من ملكيات الى جمهوريات ومن ثم التحول الى ملكيات من جديد في منظر أدهش المترنح والسكران وأغرق تلك البلدان في صراعات داخلية ماكانت لتظهر لو استمرت على سيرتها الملكية على الأقل من نتاحية استتباب الحكم في شخص وذات واحدة بعيدا عن تناطح وتباطح الضواري على الكراسي في مآسي يعرفها الكبير والصغير والمقمط بالسرير

ولعل للسودان أهمية عرفتها  وتعرفها جيدامجمل الدول المهيمنة ولم يكن فك ارتباط السودان عن مصر الا خطوة أولى ويمكن اجمال أهمية السودان في مايلي

1-هو الأكبر على حوض النيل وهو أكبر بلد افريقي حيث تبلغ مساحته 2 مليون كيلومتر مربع بعيون العدا

2-تحكمه في مجرى النيل يجعل من السيطرة عليه تحكما مباشرا في دخول المياه الى مصر

3-قربه من المقدسات الاسلامية فمن السواحل السودانية الى المسجد الحرام في مكة المكرمة وبخط مباشر لاتزيد المسافة عن بضع عشرات من الكيلومترات

4-تطويق الجزيرة العربية ومصر ومداخل ومجرى البحر الأحمر سيكون تحت سيطرة كاملة من قبل من سيتحكم في السودان وبالتالي فان مصير الأمة العربية ومصادر طاقتها وحتى تواصلها سيصبح بالكامل تحت السيطرة

طبعا لايجب أن ننسى أن فتيل الفتنة في السودان تم اشعاله من زمان عبر دب الخلاف وزجر الآلاف في حروب ثقال وخفاف مابين مايسمى اليوم بالقسم الجنوبي ذو الغالبية المسيحية والوثنية مع القسم الشمالي ذو الغالبية المسلمة

وان افترضنا أن التحكم المطلق في منطقة الجزيرة العربية ومصادرها تم بعد القضاء على القوة العسكرية العراقية مما أدى الى تحويل تلك الجزيرة الى ملطشة تتناوب فيها القواعد العسكرية مع منتديات الفرفشة بينما يتسرب ويتسحلب الذهب الأسود في طريق سهل ومعبد الى المخزون الاستراتيجي الأمريكي والأوربي بأسعار هي اليوم أقل ثمنا من أسعار الشوربة والمهلبية

بلاد تم تحويلها من زمان الى شعاركم في الحياة هو الثلاثة كاف أي كبسة وكورة وكابريبس بينما تتراكم الترسانات والمتاريس ويتلملم المتاعيس مابين الباحثين عن اللقمة والخدمة والسرفيس في بلاد تأبى التجنيس حيث تصول وتجول البدون في كل شكل وصنف ولون لاهية وملتهية عن مايحاك وممن يدخل من الطاقة والشباك

احكام القبضة على السودان ستكون فيه الضربة القاضية على العربان من بدو وحضر من موريتانيا الى جزر القمر

وما قصة علي بابا والأربعين قرصان وأزعر وفلتان التي تم اختراعها في آخر زمان حول تمكن بعض أنفار من أهل الصومال من تحقيق المحال بايقاف الملاحة العالمية من والى البلاد العربية وبخاصة منها الخليجية لايزيد عن كونه نوعا من أفلام التوم وجيري تهدف أصلا وفصلا الى احكام القبضة على مدخل البحر الأحمر الجنوبي

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

أما أن يقول ويدعي البعض بأن دارفور هي موطن الداء وهي سبب أن يقوم النشمي الارجنتيني أو كامبو باصدار مذكرة اعتقال بحق البشير فان مايضحك في المسلسل المذكور أمران

1-دارفور كما هو معروف يتحكم  شرقا بالحدود الليبية والتشادية وهنا تكمن الخطورة وتحديدا على الطرف الليبي تذكيرا باحتياطي ليبيا من النفط

2-حقول نفط دارفور المحاذية لحقول نفط تشاد على الطرف الغربي والتي يتم اسنتخراجها من قبل الفرنسيين من زمان ويتم ارسالها عبر خطوط نفط الى المحيط الأطلسي

وعليه فان كحش ودفش الصينيين من سباق استخراج نفط دارفور سيؤمن موارده ناهيك عن اليورانيوم الى فرنسا وأمريكا ودقي يامزيكا من حقول دارفور الى المحيط الأطلسي وفي حال السيطرة على السودان من البحر الأحمر شرقا الى الأطلسي غربا

ناهيك عن أنه من مدينة الفاشر الى السد العالي المصري هناك بضع كيلومترات يعني لحشة حجر وبالتالي تهديد أمن مصر المائي سهل جدا من ولاية شمال دارفور

وعليه فان تطاير العصافير والطيور أمام الضواري التي تتربص بدارفور سيؤدي في حال تهاوي السودان الى شرشحة العربان على الفور بضراوة تزيد بعشرات المرات عن ضراوة وطراوة وعد بلفور

كنا لنتمنى أن يتم تقديم من قتل أطفال غزة الى المحكمة الدولية بل وكل من ارتكب مجازرا في بلاد العربان وحتى في بلد أوكامبو نفسه الأرجنتين حيث عانت البلاد والعباد من مآسي الحكم الديكتاتوري العسكري السابق وبخاصة ساحة مايو الشهيرة ناهيك عن الفساد المستشري في كل حدب وصوب

تمنياتنا على أهل السودان جميعا حاكما ومحكومين أن يكونوا فوق الخلافات والمهاترات لأن أعراب الجوار كما جرت العادة ستصدح كالغربان في خراب مالطا وان لم يعتمد البلد على أهله وجهوده وعلى أصدقائه من الأعاجم بدءا من الصين وروسيا مرورا ببلاد المسلمين من اندونيسيا الى ماليزيا وتركيا  وباكستان حيث قد يجد تجاوبا أكثر وأعمق من جوقات متصرفيات العربان والتي أثبتت وبجدارة كما حصل في الحال العراقي وقوفها موقف المتفرج والمهرج في مشهد أدهش الحشاشة وأهل الكيف والبشاشة وجعل من مصائبنا وخلافاتنا مضربا على كل محفل ولون وشاشة

حما الله السودان وأهله من غدر الزمان والحيتان ورحم الله أيام خلافة بني عثمان وأعان الله العربان على ماهو آت من هوان وكان ياماكان.

              

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

www.alhurriah.blogspot.com

[email protected]