تدخل أمريكي وقح
تدخل أمريكي وقح
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب
ما أن انطلق قطار الحوار الفلسطيني الفلسطيني حتى بدأت أطراف دولية عدة-- وفي مقدمتها الولايات المتحدة-- بوضع عصيها في دواليبه، كي تعرقل مسيرته وتمنعه من الوصول إلى المحطة التي يريدها شعبنا الفلسطيني ويتوق للوصول إليها، وهي إنهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة وطنية متفق عليها-- تشرف على اعمار ما دمره العدوان الصهيوني على غزة، وتعيد بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية، وتهيئ الظروف لانتخابات رئاسية وتشريعية في مدة أقصاها أواخر شهر كانون الثاني من عام 2010.
ومن المؤكد أن الموقف الذي أعلنته هيلاري كلينتون يعتبر تدخل أمريكي وقح في الحوار الفلسطيني الداخلي، وهو محاولة مكشوفة لتخريب وإفشال الجهود المضنية التي بذلت ( فلسطينيا وعربيا وإقليميا ) لجمع الإطراف المتصارعة على طاولة الحوار، وهو موقف يجب أن يجابه برفض فلسطيني واضح وحازم وقوي، تشارك فيه كل الأطراف الفلسطينية، ولن يكون مقبولا من احد الصمت على هذا التدخل، لان الصمت في هذه الحالة يعني أن تصريحات كلينتون قد وجدت لها صدى داخل الصف الفلسطيني، كما أن جمهورية مصر راعية الحوار-- ومعها جامعة الدول العربية-- مطالبة بإبلاغ كلينتون ومن ورائها اوباما أن الاستمرار بمثل هكذا سياسة لن يحل المشاكل في منطقة الشرق الأوسط، وينظر إليه كاستمرار في سياسة الانحياز للموقف الإسرائيلي.. وكذلك على العرب توجيه سؤال إلى كلينتون يكشفوا من خلاله كيلها بمكيالين.. وهو ( كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع حكومة إسرائيلية ترفض الحل على أساس دولتين.. بل وتعلن بعض مكوناتها برنامجا للترانسفير والتطهير العرقي.. هل ستحاصرها مثلما تهدد أي حكومة وحدة فلسطينية قادمة-- إذا ما كانت تضم بداخلها وزراء من حماس..؟؟ ).