عوّامة العراق لممثلي الاحتلال
عوّامة العراق لممثلي الاحتلال
جاسم الرصيف
لاخلاف بين إثنين من عقّلاء هذا الزمان أن الإنتخابات ممارسة إنسانية راقية ودليل تحضّر إذا رافقتها شفافية مشهودة في بلد حرّ ، ولكن لاأظن أن عاقلين في هذه الدنيا يختلفان أيضا على أن قوات الإحتلال الأجنبية في أي بلد محتل ستفرط بأعوانها ( خاسرين ) في إنتخابات تجري تحت حمايتها العسكرية وتحت وصايتها الفكرية ،، كما لايختلف حتى مجنونان في هذا العالم على حقيقة أن ( ما يبنى على باطل هو باطل ) ، خاصة وأن منظّر إحتلال العراق الأول عميد تجار الحروب العنصرية الخاسرة ( بوش ) قد إعترف صراحة ببطلان أسباب غزوه للعراق .
واذا كانت حكومة ( العراق ) قد أعلنت أن عديد المؤهلين للإنتخابات هو ( 15 ) مليون عراقي وعراقية ، فهذا هو أوّل الباطل ، وليس نهايته ، على دلالة أن نفوس العراق لاتزيد عن ( 28 ) مليون فرد في أفضل الحالات ، منهم ( 3 ) ملايين هارب من ( جنة الديمقراطية ) في بلدان الجوار ، فضلا عن حقيقة معروفة في كل الشعوب التي تصنف ( شابّة ) ، في الشرق والشرق الأوسط ، تشير الى أن نسبة البالغين فيها أقل من نسبة غير البالغين ، ولكن أحدا لم يسأل حكومتنا من أين إقترضت زيادة ( 2-3 ) ملايين ( عراقي ) !! .
وحتى اذا سلمنا جدلا بمصداقية خبراء العلس والنهيبة في رابطة حرامية بغداد بأن هذا الرقم ( صحيح ) فقد صفعت صناديق الإنتخابات مصداقية ركّاب دبابات الغزو الأمريكي ولم يشارك غير ( 5.5 ) مليون ، مع الأوراق المزوّرة طبعا وطبعا ، حسب معلومات وردت من مصادر رسمية تكتمت على أسمائها رعبا من ( ديمقراطية ) المعممّين من آل البيتين والثلاث ورقات ،، وهذا يعني ببساطة : ثلث الرقم المأمول في حسابات ( ملا ّ بلبول ) ، وهو إهانة علنية غاية في التهذيب لهكذا حكومة تقودها رابطة جواسيس علنيين تباهوا علنا بعلاقاتهم مع كل مخابرات الدول الطامعة بنفط العراق قبل غزوه .
وقد أسفر حراك الأحزاب المنضوية تحت جزم الإحتلالات المركبة للعراق عن جملة من المؤشرات تؤكد أن هكذا ( ديمقراطية ) ، في ظل هكذا إحتلالات ، لن تؤسس لغير إرث لصوص ومجرمين سيواصلون جشعهم بتواصل جشع الدول التي تحتل العراق ، وعلى قاعدة ( القرش المسروق الأبيض ينفع في الوضع الهش الأسود ) ، لأن حمّى الرحيل عن البلد طالت الجميع ولكنهم يكابرون حتى للحظة الأخيرة من اليوم الذي سيضطرون فيه لمواجهة الشعب العراقي ، بسيارات مصفحة أو غير مصفحة ، ولكن بلا ( بودي كارد ) أمريكي :
أولا : صعّدت الأحزاب التابعة لأيران ، وعلى رأسها ، مجلس الحكيم المسرطن من رشاها حتى وصلت سيارة مصفحة وعشرات ألوف الدولارات لوجهاء ومفاتيح إنتخابية ، بعد أن شعرت بأن الطرف المنافس الأيراني الآخر: حزب الدعوة ( الإسلامي ) المهجن في معامل دجاج واشنطن يتقدم بفضل دعم أميركا لنوري المالكي ،، وفي ذات الوقت زوّر المجلس ــ الذي لا أدري لماذا يصر ّ على أنه ( إسلامي ) وقد ضم أكبر عدد ممكن من مجرمي اطلاعلات الأيرانية ( منظمة بدر ) مع أكبر عدد من لصوص المحافظات الجنوبية ــ كل ماطالته أياديهم من أوراق وأدلة في دوائر المحافظات يمكن تزويرها لأغراض الإنتخابات .. ثم .. فشل " مجلس " اطلاعات في نيل القيادة مع أنه أعلن ، لابل إحتفل على إدعاء أنه نالها قبل فرز الأصوات في نوع من المراهقة السياسية التي تلازم هذا النمط من التشكيلات البشرية .
ثانيا : مايستولد الضحك حقا أن معظم الأحزاب التي شاركت في الإنتخابات ( إسلامية ) ، سنية وشيعية ، قد مارست التزوير!! .. يا سادة قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم ( من غشنا ليس منّا ) !! .. فكيف بالله تدّعون أنكم ( إسلاميين ) وتغشون المسلمين علنا ؟!.. لانقول قليلا من الخجل من ( 27 ) مليون عراقي ولكن أخجلوا من التسمية أمام أكثر من ( 1.5 ) مليار مسلم في العالم يحمّلونكم الآن مسؤولية تشويه جديد للإسلام والمسلمين في عراق ( كوندي ) الجديد ، هذا اذا كنتم حقا مسلمين . لايمكن أن يستأمنكم المرء على مجرد ورقة وصندوق ، فكيف يستأمنكم هذا الشعب على مصيره وثرواته ؟؟ !! .
و زاد مسلمو ( كوندي ) طينتهم بلّة بتقديم الرشى السخية من ورقة ال ( 100 ) دولار لكل ناخب يقسم ( بقبر العباس أبو حزامين ) الى من يقسم ( بروح أبو ريشتين ) مرورا ( بذكرى رأس الأمين تحت بسطالين أمريكيين ) ، وكأن شعبا من عبدة الأوثان يستعد لأداء إنتخابات أمراء حرب ورؤساء عصابات خيوطهم تتدلى من المضبعة الخضراء علنا وصراحة رغم إدعائهم بأنهم ( مسلمين ) !! .
ثالثا : أثبت أكراد كوندي مرة أخرى أنهم يثقفون للإنفصال فلم يشركوا المحافظات التي إحتلوها بقوة السلاح ، مع ( قدس الأقداس ) كركوك ، في هذه الإنتخابات التي شملت العراق ، وكأنهم شعب آخر لاعلاقة له بهذا الشعب ( العراقي ) ، لابل ووصلت الوقاحة بزعماء أكراد كوندي أن طالبوا بعدم إجراء إنتخابات في المناطق ( المتنازع عليها ) التي تمتد من شمال الموصل الى جنوب بغداد ، وكأنهم ، في ( تقيّتهم ) هذه ، يضحكون على أنفسهم ، بدلا من الضحك على الآخرين ، كلما وصفوها بأنها عراقية .
ومن بين كل هذا الحراك البائس لركّاب دبابات الغزو الأمريكي تعلن نتائج الإنتخابات فإذا ( بالفائز الأول ) هو ربيب الإحتلالات المركبة للعراق : ( الزعيم ) نوري المالكي الذي يتمتع ( بالبركات القيادية ) التالية :
أولا : قادم مع دبابات إحتلال غير أخلاقي .
ثانيا : الأول ، والوحيد ، الذي وقع على إعدام رئيس لبلد عربي بأوامر أجنبية .
ثالثا : شريك فعال في جرائم فرق الموت الطائفي الأسود .
رابعا : شريك فعّال للشركات الأجنبية التي تنهب ثروات العراق .
خامسا : خادم مطيع في حضرة الحوزة الفارسية .
سادسا : أول وأهم المستقتلين على إستبقاء العراق محتلا من قبل أميركا وأيران وعصابات كوندي الكردية .
حسنا !! .
كل هذا جرى في عوّامة العراق المحتل ، ولكنني أراهن بأن ( الفائزين ) في هذه الإنتخابات سيكونون من ذوي الحظ الحسن اذا وجدوا طائرات يهربون بها من ( الديمقراطية ) التي شاركوا بصنعها تحت إشراف الإحتلالات المركبة قبل مرور عامين قادمين .