حكومة حماس ليست على المقاس

حكومة حماس ليست على المقاس

د. كمال رشيد رحمه الله

الحكومة الفلسطينية المطلوبة في هذه المرحلة ليست حكومة حماس ، بل هي الحكومة التي تستجيب لمطالب الإسرائيليين والأمريكان والغرب والدول العربية ، وهي الحكومة التي يتمناها الرئيس عباس .

حكومة حماس ليست على المقاس ، ولا تحقق المطالب الإسرائيلية الأمريكية ، وهي تعيق الرئيس عباس رئيس حركة فتح ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية .

الحكومة المطلوبة هي الحكومة التي لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ولا صلاحيات بل يأتي دورها للتوقيع على الإملاءات الإسرائيلية الأمريكية .

وكأن زيارة الرئيس عباس الأخيرة للبيت الأبيض قد أوصلته إلى قناعة أن وجوده ونجاحه واستمراره في الحكم منوط بإقصاء حركة حماس والإتيان بحكومة لا ندري ماذا تريد وماذا تفعل، بل هي واجهة وشاهد لم ير شيئاً .

ويبدو أن الرئيس عباس قد أخذ جرعة من الشجاعة القصوى ، وقرر أن يكسر الزجاج فلا تبدو الصورة واضحة جلية ، قرر أن يصطدم مع حماس ومع الدستور ومع الصلاحيات .

ومن اجل ذلك هو " أطلق " رجاله وأعوانه ومريديه من القيادات الفتحاوية الوحمانة ، التي كانت تنتظر هذا اليوم ، فانبرى أولئك يشجعون ويصفقون ويبررون ويزينون لعباس أنه لم يبق إلا الخطة الأخيرة ، فافعلها وأرح نفسك وأرحنا وأرح العرب ، وقبل هذا وبعده أرح إسرائيل وأمريكا ، بدعوى أن كل الشر والفقر والحصار والهجومات والاغتيالات وحشر القضية الفلسطينية في زاوية معتمة إنما جاء في عهد حماس ، فهي الظالمة والباغية وهي الفاشلة وهي التي تسير عكس التيار عربياً وعالمياً .

الرئيس عباس مع الشروط الأمريكية انتقل من مرحلة التردد إلى مرحلة القرار، قرار الاصطدام مع حماس، سواء أكان اصطداماً في القرارات أو اصطداماً عسكرياً دموياً.

     وإلا فلماذا يصنع الرئيس لنفسه جيشاً وشرطاً وأمناً مقابل لما عند للحكومة ، لماذا يطلب صفقة أسلحة أمريكية لجيش الرئيس وأمن الرئيس ، وهل هذا شيء معمول به في أي دولة في العالم ، هل هناك دولة فيها جيشان وأمنان وميزانيتان ، هل يلزم الرئيس العادل المطمئن أكثر من الحراسة الشخصية .

ولكن الأمر ليس كذلك ، بل ان كان ما يحشده الرئيس من أسلحة وجيش إنما هو رصيد لحركة فتح ، ليوم المواجهة المشهود مع حماس ، وليس مع إسرائيل .

ولماذا لم يفعل الرئيبس عرفات هذه الفعلة ، ولماذا ظل معزولاً تحرسه دبابة صدئة في مكان حصاره ، ويومها كان الرئيس عباس حيناً والرئيس قريع حيناً آخر ، يقارعان عرفات وينازعانه الصلاحيات ، حتى إذا مات أو قتل أسدل الستار بسرعة وأغلق الملف بسرعة ووزعت تركته بسرعة . ولم يبق أحد يجيب على الأسئلة الحائرة .

الآن لم يعد الاحتلال الإسرائيلي مشكلة ولا قضية ولا عدواً ، وإنما هم نائمون مطمئنون بينما الفلسطينيون وبعض العرب والامريكان يعدون لهم الوجبة ، وما عليهم إلا أن يصبروا قليلاً ليفرحوا كثيراً .

ولا ندري إلى أين تتجه حماس التي قال لها الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل 0