النصر لحماس و للمتواطئين الحجر

أحمد الفلو /فلسطين

[email protected]

في كل يوم تطلُّ علينا عبر الفضائيات وجوه دايتونية تغشاها قَتَرة في الدنيا قبل الآخرة , وجوه يقطر منها الأسى والحسرة بسبب انتصارات المقاومة الإسلامية الفلسطينية, يذكرنا منظرهم بقوله تعالى{ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118 , تعددت أقوالهم و تنوعت لكنها دارت حول محور الولاء لبني صهيون , و ترجمت رعبهم و هلعهم من انتصار الإسلام على الصهيونية وما سيتلو ذلك من اقتلاع سكان القصور في كثير من عواصم العرب عن مراكز تسلُّطهم و تجبُّرهم على رقاب الشعوب العربية عموماً والشعب الفلسطيني خصوصاً , ولن نخوض في تفاصيل أقوالهم بل نوضح أهداف هؤلاء وأساليبهم : 

تقزيم هذا الانتصار العظيم و تسخيفه و تصويره على أنه مغامرة غير محسوبة النتائج ذهب ضحيتها أكثر من 1300 شهيد من المدنيين الأطفال و النساء و الشباب و أنها في أحسن أحوالها مقاومة تقتل الشعب , و هذا ما ورد على لسان حاكم رام الله (لانريد مقاومة تقتل الشعب ) , و يبدو أن الرجل مسالم لا يحب إراقة الدماء , ويتناسى عباس أن عشرين عاماً من ممارسة أزلام فتح و أتباعهم اليساريين و انتهاجهم سياسة المصافحات و الابتسامات و الأحتضان و الضم والتقبيل لأيدي الصهاينة و وجناتهم , نقول أن هذه السياسة أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الفلسطينيين , كما أن سياساتهم التي انتهجوها في اختلاق الصدامات المسلحة لزعرانهم ضد الدول العربية في شوارع عمان وبيروت قد أدَّت لفقد أرواح الآلاف من أبناء شعبنا , وكل ذلك بنظر الأوسلويين حروب شرعية يستحقون على هزائمهم فيها الشكر والتحية و على تلطيخ سمعة القضية الفلسطينية من خلالها المديح , أما الخوض في معركة لم تبدأها حماس ولكنها انتصرت فيها ...فإنه في المنطق الفتحاوي و معه جبهات اليسار فيبدو عملاً عبثياً فاشلاً .

محاولة تشويه ذلك الشموخ و الشرف الذي زيَّن وجه العروبة والإسلام و رفع شأن القضية الفلسطينية بعد النصر العظيم الذي حققته المقاومة الإسلامية , إذ لا يستحي محمود عباس و أزلامه من ترديد الأكاذيب مرة من خلال الادعاء الكاذب بأن نظام مصر هو صاحب الفضل بإنقاذ الشعب الفلسطيني بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان , بينما يعلم الجميع بأن مصر شاركت بشكل مباشر في قتل الفلسطينيين عبر الحصار الظالم من جهة و الدعم السياسي والإعلامي لإسرائيل من جهة أخرى بل وصل الإمر أن يقوم الفتحاوي دحلان بالاشتراك مع مسؤولين مصريين في بيع مواد الإغاثة في السوق السوداء بعد الحؤول دون وصولها إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح , وبعد ذلك يطل علينا أحد لصوص سلطة عباس و يدعى الوزير هباش ليتهم حماس ببيع تلك المواد الإغاثية في الوقت الذي يقوم الهباش وبقية العصابة بهبش ونهب 1300 شاحنة وصلت إلى الضفة الغربية من سوريا وتركيا و أوروبا  حتى أن إسرائيل سمحت بعبورها إلى غزة ولكن الهباشين في رام الله قاموا بهبشها.

تشبث و تمسُّك عباس و أعوانه بالمطالب والشروط الإسرائيلية و جعلها أساساً لأي مصالحة مع حماس و استخدام إغلاق معبر رفح كورقة ضغط على حماس مضافاً لذلك التنسيق مع نظام قصر عابدين لتشديد الحصار ومنع دخول المواد التموينية للشعب الفلسطيني , و الأدهى من ذلك أن الطرف الفتحاوي يطالب حركة حماس و بإلحاح الاعتراف بإسرائيل والإذعان لشروط اللجنة الرباعية , وكأنهم بعد سقوطهم في المستنقع الإسرائيلي النتن و وقوعهم في فخ العمالة والتجسس لصالح العدو يطالبون حماس بالانغماس في ذات المستنقع وهذا هو المستحيل.

لقد قامت الصحف الإسرائيلية بنشر كل التفاصيل المتعلقة بتعاون الكثير من الأنظمة العربية مع القيادة الإسرائيلية و مباركتهم لما تقوم به إسرائيل من مذابح بل وحتى مطالبة العديد من تلك الأنظمة إسرائيل بالتعجيل بسحق حركة حماس , كما أن تلك الصحف و التصريحات كشفت أهداف الحرب و أن إعادة سلطة عباس إلى غزة و تدمير حماس كان أهم أهدافها , ليتم بعد ذلك إجراء تسوية مجحفة للقضية الفلسطينية , وربما كان قيام بعض الجواسيس من حركة فتح بإرشاد الطائرات الإسرائيلية إلى مكان تواجد المجاهد سعيد صيام , ربما كان من الأدلة الساطعة على استماتة هؤلاء على العودة لحكم غزة و لو كان ذلك عبر العمالة لإسرائيل .

و يمكننا أن نجزم بأنه لا يوجد أي أرضية مشتركة بين حماس و فتح مطلقاً ولا يمكن بحال من الأحوال أن تجتمع المقاومة مع الاستسلام , ولا الشرفاء مع اللصوص , ولا يلتقي أبداً من كانت مرجعيته القرآن الكريم مع الذين يتخذون من مخططات دايتون مرجعية لهم , أما النصر فله أب واحد هو حماس و أما جماعة دايتون فأطفالنا في الضفة يلقموهم الحجر.