الممانعة الأسدية
(2/ 8)
د. عبد الله السوري
دخلت مذبحة أهلنا في غزة أسبوعها الثالث ، ثم توقف إطلاق النار، ونظام الصمود والتصدي ، نظام الممانعة والمقاومة ساكت بل أخرس ، تمنينا لو حشد قواته على حدود الجولان ، ليخيف العدو الصهيوني فيخفف ضغطه على أهلنا في غزة ، ولكن حتى هذه الحركة الرمزية لم يفعلها النظام الأسدي نظام الممانعة والمقاومة ....
نظام الممانعة في دمشق ، نظام الصمـود والتصدي في زمـن الأب ، ونظام الممانعـة والمقاومـة في زمن الابـن ، تـذلل اليوم علناً للصهاينـة ، وطلب بشار منهم أن يقبلوا المفاوضات معـه ، من الصفر ، بدون الجولان ، وصرح على لسـان وزيـر خارجيته ( وليد المعلم ) أن تحرير الجولان غير مهم ، المهم المفاوضات والمصالحة والسلام ...ففي الوقت الذي حث فيه الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولـمرت على استئناف المفاوضات والتأكد مما إذا كانت دمشق تمارس أي خدعة، أعلن وزير الخارجيـة السـوري وليد المعلم أن دمشق لا تضع استعادة الجولان السوري المحتل كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل .
المعلـم لايهمـه الانسحاب من الجولان :
ونسبت صحيفة ( واشنطن بوست ) الأمريكية للمعلم قولـه : إن النظام السـوري لا يطلب من إسـرائيل أن تلتزم بإعادة الجولان كشرط مسبق لبدء المفاوضات ، المهم أن تبدأ المفاوضات ، وكل شيء يهون بعدها.
[ لأن الأهم هو بقاء النظام الأسدي في الحكم ، وليس تحـريـر الجولان ، كما يريـد النظام الأسدي أن يكسب نصيراً آخـر قوياً يحميـه من المحكمة الدولية بعد النظام الإيراني الصفوي ، وهو النظام الصهيوني بعيـنه .
والجولان ليس على قائمة الأولويات الأسـدية ، التي يهمها أولاً البقاء في الحكم ، وثانياً رضى أمريكا عنها وإعادتها إلى وظيفتها التي داوم فيها الأسـد الأب بضعة عشر عاماً ، وفشل الابن في الاستمرار بتلك الوظيفة فطردته الإدارة الأمريكية من وظيفته في دائرة عملاء أمريكا ] ...
وقال المعلم في حديث للصحيفة
الأمريكية: "ليس هناك من شروط مسبقة. أي حوار بناء
يجب أن يبدأ بدون شروط مسبقة"،
مضيفاً في الوقت نفسه أن الهدف لا يزال "استعادة كل
الأراضي السورية
المحتلة".
وقال المعلم رداً على سؤال؛ أن بلاده ليست ضد الولايات المتحدة وعلى العكس فإنها تريد أن تكون جزءاً من حوار إقليمي سيخدم مصالح واشنطن في المنطقة. واعتبر المعلم، وحسب مقتطفات نشرتها صحيفة "الشرق الأوسـط" اللندنية ؛ أن الـولايات المتحدة والمنطقة في مفترق طرق فإما أن نذهب نحو الاسـتقرار أو ستنهار المنطقة كلها وتسيطر عليها الحروب الدينيـة والمتطرفـين.
النظام الأسدي يبعث وثيقة للصهاينة تؤكد جديته في التفاوض :
وعلى خط
العلاقات بين سوريا وإسـرائيل، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي
أن القيادة السوريـة أرسلت وثيقـة رسـمية مكتوبة إلى الحكومة الإسرائيلية بواسطة
ديبلوماسي أوروبي،أكدت فيها استعدادها الفوري لإجراء مفاوضات سلام بصورة سرية
للغاية وغير رسمية، وتضمنت أربعـة بنود.
وجاء في البند الأول من الوثيقة التي حصلت
عليها القناة من مكتب رئيس الحكومة أيهود أولمرت، أن سوريا تتعهد أمام إسرائيل،
بعدم شن حرب عليها في الصيف المقبل (2007) ، وأن وجهتها إلى السلام فقط.
وفي البند الثاني، تؤكد الحكومة السورية أنها تستطيع السيطرة على "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس)، وتحديداً على رئيس مكتبها السياسي ( خالد مشعل !!!! ) الذي يتخذ من دمشق مقراً له، وأنها قادرة على إحراز تقدم في صفقة تبادل بين "حماس" وإسرائيل في ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وعلى تطويع "حزب الله" اللبناني، وأنها ستزود اسرائيل بمعلومات مؤكدة حول مصير الجنديين الإسرائيليين ( الداد ريغف وايهود غولد فاسر لدى الحزب.
لانريد الانسحاب من الجولان :
البند الثالث يشير الى أن سوريا مستعدة لان تكون هضبة الجولان منطقة منزوعة السلاح، ولإقامة المصانع والمشاريع الاقتصادية الأخرى بمشاركة الإسرائيليين والأميركيين في المنطقة.
ويتطرق البند الرابع من الوثيقة إلى مد سكة حديد من مدينة حيفا إلى إسطنبول في تركيا عبر الأراضي السورية .
النظام السوري يوسط عمير بيرتس وتسيبي ليفني :
وأفادت القناة الثانية استناداً إلى مصادر سياسية اسرائيلية وأوروبية رفيعة المستوي، بأن السوريين بدأوا بإرسال رسائل السلام إلى وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، لأن القيادة في دمشق " توصلت إلى اقتناع بأن هاتين الشخصيتين على استعداد لدراسة الأفكار والمقترحات السورية". ولفتت إلى أن أولمرت، الذي التقى مع الشخصية الأوروبية، رد على الوثيقة بالقول أن سوريا ملزمة أولا ً بأن تثبت لإسرائيل بالأعمال وليس بالكلام، بأن وجهتها إلى السلام.
في سياق متصل، أكد أولمرت في المؤتمر الصحافي مع بلير أن "إسرائيل ترغب بتحقيق السلام مع كل دولة عربية ومن ضمن ذلك بالطبع سوريا، ومن المؤكد أننا نريد تحقيق سلام معها. ونأمل أن تمكننا الشروط التي ستولد في المستقبل، من القيام بعملية تؤدي الى تحقيق سلام أيضاً مع سوريا.
هذا ما يقوله النظام الأسـدي للإدارة الأمريكيـة ، وللعصابات الصهيونية ، بينمـا يقول للشعب العربي ، وخاصة في شوارع بيروت أنه نظام الممانعـة والمقاومـة ضـد أمريكا وعملاء أمريكا ....
وقد استجاب أولمرت أخيراً ، وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين النظام الأسدي وإسرائيل في تركيا ، وقبيل حرب غزة أعلن بشار أنها ستتحول قريباً إلى مفاوضات مباشرة ، هذا وقد وقف الصهاينة علناً إلى جانب النظام الســـوري ، وطلبوا من ( ساركوزي ) دعم النظام السوري ، وتسويقه في أوربا ، كما يبذل الصهاينة جهوداً لإقناع أمريكا كي تعيد ثقتها وصلتها بالنظام الأسدي ... وهذا مايريده ( المعلم ) من المفاوضات أما إعادة الجولان فليست مهمة كما قال .