اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالفرج
م.نجدت الأصفري
المرحلة التي تعيشها الأمة في الوقت الحاضر مرحلة مخاض ، والحرب فيها سجال بين كر وفر بوادر الفجر الأغر تنبثق تتلألأ بعد ظلام طويل ، جميع الأحداث تنبأ بمستقبل واعد ، شباب الأمة التي عايشت القضايا الساخنة على امتداد الساحة قطفت المحاصيل التالية
أيقظت مشاعر الأمة ولفت المواطنين حول أهداف نبيلة في الوقوف معا لتحقيق حلم استحق وقته
قسمت المجتمعات بين حكام صنفوا في أحسن حالاتهم بين خونة أو متخاذلين
وقسمت الشعوب بين مندفع بلا تردد للإنخراط مع المجاهدين ، أو رديفا في خدمات أخرى لا تقل قيمة عن المشاركة بالسلاح ، ألا وهو الإعلام وبث روح التضحية والفداء وكونوا خطا دفاعيا خلفيا قدمت فيه أمور عدة منها
توجيه معنوي وإعلامي عالمي ملأت الآفاق وخاصة الشبكة العنكبوتية وصور الأحداث
مساعدات عينية
خدمات انسانية وطبية
وأهمها وأعظمها ، هو الضغط الشديد على حكامهم المتخاذلين ، فصنفوهم بين (خائن ، عميل متواطيء أو بائع كلام وبهورة )هذه المواصفات دفعت بعضهم ليتحرك نفيا للتهمة التي لبسها من مفرقه لقدمه ، حتى أن بعض الشعوب أسفروا عن عدائهم وكراهتهم لحكامهم المارقين حتى أنهم أحرجوهم وحصلوا منهم على مايريدون مع أنها عكس توجهات الرئيس
اليوم تبدوا الأمور تعيد فتح باب الأزمات وتعوسع رقعتها فقد اشتعلت في البحرين على خلفية مذهبية تحركهم (الشقيقة ) إيران ضد مواطنيهم السنة ، كما أنها تفجرت من جديد بين أشاوس غزة والعدو الصهيوني الذي لا يزال يلملم قتلاه ويضمد جراحه الجسدية والنفسية ، ولعل الإشتباك الأخير بين مجاهدي غزة والمعتدي الإسرائيلي الصهيوني يقوي الإعتقاد بأن ما تدعيه إسرائيل من نصر كاذب خلبي لن يغير الصورة التي كتبتها الصحيفة الصهيونية المؤيدة لإسرائيل والتي تصدر في الولايات الأمريكية تحت عنوان ( هل انتصرنا في غزة ) وفند كذب الإسرائيليين كالآتي
ذهبنا لإحضار شاليط فلم نحضره فهل انتصرنا ؟
ذهبنا للقضاء على حماس ولم نقض عليهم فهل انتصرنا ؟
ذهبنا للقضاء على الصواريخ ولم تتوقف الصواريخ فهل انتصرنا ؟
ذهبنا لوقف تهريب الأسلحة عبر الأنفاق فهل أوقفاناها ، فهل انتصرنا ؟
وذهب الكاتب يعدد الفشل الإسرائيلي في حملتهم البائسة على قطاع من الأرض لا تتجاوز مساحته 300 كم 2 مما استدعى اللوبي الصهيوني الفاعل في أمريكا لسحب نسخ الجريدة من الأسواق وطمر حقيقة الفشل المزري للعنصرية الصهيونية
كانت المعركة بطولية بكل مقاييس البطولة ، فارق القوة مرعب ، فارق التعداد مخيف ، فارق النوعية في السلاح كبير بل لا يقارن ( وبالمناسبة فقد استغل حافظ أسد هذا البند من فرق نوعية السلاح بيننا وبين إسرائيل مبررا لإيقاف الحرب بينه وبين إسرائيل ورفع شعار [ فلندع التحرير للأجيال القادمة ]..رغم أنه أهلك البلاد والعباد على عقود من الزمن وهو يملأ الدنيا صياحا لإخماد كل صوت غير صوته النشاذ في شعاره ((لا صوت يعلو فوق صوت المعركة )) هكذا بمنتهى البساطة بعد أن أفرغ خزائن الدول العربية الغنية ابتزازا ، في جيوبه وجيوب أبنائه وأخوانه وأذنابه
اليوم تتغير الأمور على الساحة الواقعية المنظورة ، وينظر المواطن في كل الأقطار أن التحرير والخلاص سواء من الحكام الظالمين أو من الإستعمار اللعين تبدأ بالخطوة الأولى كالسفر إلى الصين ألا وهي القرار والبدء بالنفس ( أي الحركة ) وإلا فلن يتنازل عن عرشهم الطواغيت ولن يرحل المستعمرون ، نحن مدينون للخطوة الجبارة والإرادة القوية لمجاهدي غزة في مواجهتهم لأعتى عدو مر على التاريخ إلا أسلافهم الذين تبعوا تعاليم التلمود الذي يأمرهم في إصحاحه السادس بقتل الأعداء من الأطفال والنساء والشيوخ والشبان وحرق أرضهم وديارهم حتى حيواناتهم من البقر والغنم .فلو لاحظنا كيف طبقوا تعاليم تلمودهم بحذافيرها عندما شاهدنا الحيوانات الأليفة صرعى بفعل قنابلهم من الفوسفور الأصفر والذخيرة المشبعة باليورانيوم المنضب لحرق الأرض وما عليها عدا عن البشر من أطفال ونساء
إن قبول المجاهدين لوقف القتال الذي دعا إليه العدو المهزوم تحت ضربات موجعة كان اقتناصا لفرصة إعادة الانتشار واستراحة محارب وإحراجا للعدو أمام العالم ليظهره على حقيقته مهزوما يستغيث بوقف القتال بعدما تكبد عددا وفيرا من جنوده وآلياته ولم يحقق شيئا مما جاء من أجله ، لكن هذا لم يمنع المجاهدين أن يكونوا بالمرصاد لحبائل العدو وغدره ، حتى إذا لم يف بما قطعه على نفسه سارع المجاهدون إلى تلقينه ما يستحق
لن تنتهي المعركة ، ولن تتوقف الحرب إلا و ( أصدقاء إسرائيل الغربيين والمحليين) بدأوا يحرجون أمام انهزام إسرائيل وصمود المجاهدين وتلك المخازي التي ارتكبها العدو الأثيم مما تحرمه كل الشرالئع والقوانين بينما شعوبنا تموج غليانا وسيعقبها تمردا على حكام متواطئين وجبناء همهم البقاء على الكرسي واستعباد الشعوب ، سواء من كان منهم يلعلع بكلام ظاهره القوة والمساندة وهو لم يفعل شيئا ولم يقدم حتى ولو شمعة يستضيء بها من قطعت عنه الكهرباء والماء والغذاء والدواء ، وكذلك الذين دبجوا البيانات الطنانة ووزعوا التهم والنقد للمجاهدين وحملوهم وزر الحرب والعدوان فاستحقوا نقمة شعبهم وغضبهم وتعالت الأصوات برحيلهم إلى الجحيم ، كل هذه المظاهر هي بدايات ستتبعها فورات حتى تصبح ثورات ، وأتوقع أن أول نظام سيندحر تحت ضربات شعبه من هذه الأنظمة التافهة سيكون حافزا للشعوب الأخرى للقيام بالمثل ، وما حفلة المصالحة التي رأينا فيها تبويس اللحى والشوارب في الكويت إلا مسرحية الهدف منها إعادة تجميع بعضهم إلى بعض ليدعموا ويساندوا بقاءهم في الكراسي على صدور المواطنين الغاضبين ، الأيام قادمة وفيها ما سيظهره الغيب وإن غدا لناظره قريب