أعراب الدفوف ما بين المقصوف والمكتوف
أعراب الدفوف ما بين المقصوف والمكتوف
د.مراد آغا *
مترحما مجددا على أرواح شهداء غزة وعلى الضمير والناموس العربي أقول أنه قد أثلج صدري في غمرة أحزان ونكبات ووكسات عارنا العربي منظر أطفال غزة يعودون الى مقاعد الدراسة بعد أقل من اسبوع من انتهاء العدوان الاسرائيلي في عنفوان من يريد أن يحيا ويعيش في فييتنام العرب غزة رمز العزة ومنار ثقافة الدراويش والمحاصرة ببحور من الظلام والتحشيش وعصية على سياسات التهجير والالغاء والتطفيش في منظر يفوق بهجة ونشوة انشاء الجامعة العبرية والتي أعطت اشارة البدء لدولة اسرائيل في منتصف القرن الماضي
ولأن الثقافة وخير اللهم اجعلو خير هي الأساس والعماد الأول لقيام أية دولة قوية وضمانة لاستمرارها لأن اللغة والثقافة المرتبطة ارتباطا مصيريا بالدين والتي تقوم عليها اسرائيل والتي حاولت الصهيونية العالمية وأتباعها من أعاجم وعربان خلعها وقلعها من مدارسنا وحلقات الدراسة والعلم والكتاتيب وحلقات الذكر ودور العبادة وغيرها تحت مختلف المسميات والتسميات والغاء مجانية التعليم في العديد من الدول العربية ومحاربة أي عالم أو علم قد يقوض أو على الأقل هذا مايتم تصويره اي نظام في متصرفيات العربان من بدو وحضر من موريتانيا الى جزر القمر
عندما تصبح اللغة العربية ويصبح الدين الاسلامي غريبين بل ومهاجمين بشكل منمق حينا وهمجي أحيانا بينما تبنى اسرائيل من الالف الى الياء على أساس ديني ولغوي هما أساس بقاء الدولة قشة لفة مع كم نغم وناي ودفة
وقد يكون من أكثر المناظر ايلاما أنه عندما يثبت أي عربي تفوقه ومكانته العلمية واللغوية والفقهية في بلاده تتكاثر وتتكاتف الأنظار اليه ليس خوفا عليه انما خوفا منه وتتم قصقصته وتنعيمه وتنتيفه عالطالع والنازل وعالواقف والمايل في الخفاء بعد تكريمه نفاقا أمام العباد بحيث يتم دفعه قسرا وجرا اما الى منفى داخلي على مبدأ عزله وتهميشه بل وحتى سجنه بعد فبركة اي من التهم المسبقة الصنع وثنائية الدفع والبلع
أو يدفع الرجل الى منفى خارجي بعد أن يفركها ويطفش من بلاده تاركا الشقا لمن بقى
أما من ينجحون في الخارج ويصلون الى مصافي العظماء علما وفهما هنا يحاطون بالرايات وغابات من الهتافات والهوبرات ويتم تأليههم في بلادهم وطبع صورهم على العلم الوطني ولصقها على الجدران شرط أن لاتغطي صور سلاطين البلدان من متصرفي العربان وكان ياماكان كل هذا بعد أن يكرمهم الغرب بما يستحقونه ولو كان أحدهم في بلاده لماكرمه أحدهم حتى ولو خرجت عيونه
لذلك فان حصار الأمة في دينها ولغتها أولا وماتبقى من عوامل النهوض ثانيا والذي نرى شراسته كلما اقتربت المسافات من اسرائيل بحيث تتضاعف الجدران والقيود كمايحصل في مناطق الحكم الذاتي حيث يمتزج منظر شعب الضفة المكتف والمكتوف مع منظر شعب غزة المحاصر والمنتوف والمشلوف والمقصوف محاطا بأنظمة النغمات والحكايا والدفوف في منظر مخز وغير مألوف أدهش الملايين والألوف وجعل حضارتنا وعزتنا في متاهات الدروج والرفوف
وباعتبار أن قيمة الانسان العربي تتبع الأهواء والمناسبات وتختلف قيمته وتسعيرته طردا حسب من يقف خلفه أو من يتولى دفعه لأن الدفع الذاتي غير موجود في عالمنا العربي وبالتالي فان خير سند وكفيل في ظلامنا الطويل هو الله سبحانه وتعالى ومن يسخره من المعارف والواسطات مع مايرافقها لتبادل قصف للقبل والبوسات وبالتالي فان أي جهد ومجهود تأكله القوارض والدود وصبراياعبد الودود
نفس المنظر مخلق منطق عندما تشتعل أي حرب بين اسرائيل ومقاوميها حيث تتولى أنظمة العربان خنق المقاوم وعصره ودعسه وفعسه وطعنه بمختلف أنواع الخناجر المسمومة وحشره في مختلف المسارات الملغومة في مناورات غدر مفهومة أذهلت الغراب والبومة لتمكين الأعداء وبقفزة دهاء بحيث يمهد الطريق للتمكن من ذلك المسكين كما حصل تماما قبل وأثناء الحروب في جنوب لبنان وفلسطين
وان كنت نوهت في بداية المقال الى درجة ومكانة العلم والمبادئ اللغوية والدينية في بناء الدولة العبرية فان نظام الجهل المدقع والمفزع في محيطها العربي يجعل من أية محاولة مقاومة لهذا الواقع علما وتقنية وفعلا أمرا غير مفهوم لأنه يتناسب عكسا مع سياسات الجهل نور والعلم ظلام المطبقة والممنهجة طوعا وكرها في بلاد العربان وكان ياماكان
ماميز المقاومة اللبنانية والفلسطينية والتي استطاعت وتحت جنح الظلام بالتسلح وتعلم تقنيات الحرب وتقنيات التمسك بالدين واللغة تماما كما تفعل اسرائيل هو ماميز أداء هذه المجموعات المقاومة عن أداء أربع جيوش عربية بعين الحاسد تبلى بالعمى والتي أصيبت بالشلل والكساح والعمى في حرب الستة أيام وتقهقرت مسابقة الطيور والحمام في منظرفوضى واستسلام أدهش الحشاشة وأهل البشاشة والأنغام
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
مايؤلم أنه حال انتصار العلم والعقيدة في أي سجال أو حرب بين المقاومة واسرائيل فانه وبقدرة قادر تسلط عليهم جحافل المهرجين والمهوبرين والنطاطة والحطاطة والكركوزات وخبراء التنويم المغناطيسي ومحللي النفس البشرية تحت مسميات الوساطة والمبعوثين الخصوصيين والمفاوضين والتي تهدف جميعها الى شمشمة الأخبار والأسرار ومعرفة لماذا وكيف ولعل وحيثما أنه يمكن لفئة قليلة أن تواجه وتنتصر على رابع أقوى جيش في العالم وكيف بل ويجب معرفة نقاط الضعف تمهيدا لضربها ودعسها وفعسها بتقنية أكبر في المرات اللاحقة
يعني أن مناورات خنق وسحق هؤلاء الصابرين الأولى والتي لم تنجح يتم الآن اكمالها عبر جحافل الوسطاء والمبعوثين وحملة الشعارات والعواطف والدموع وحماسيات الأخوة في الدين والعروبة من فئة زوبه اللهلوبة التي تبيع الشعارات الأخوية بكرة وعشية بنصف مجيدية أو بصحن مهلبية بغية تنويم هؤلاء الصابرين مغناطيسيا أو سرمديا ان نجحت المساعي في شمشمة الأخبار والأسرار تحت مسميات الوحدة الوطنية والاعمار
عندما ناشد السيد حسن نصر الله وزعماء حماس متصرفي العربان وحسنا فعلوا بقولهم أنه ان لم يريدوا أن يمدوا يد العون لهم في سجالهم مع العدو فان أضعف الايمان أن يتركوهم وشأنهم يعملون بحرية يعني بالمشرمحي بلا خناجر مسمومة ومسارات ملغومة ولاداعي لتطبيق فنون العربان في طعن الاخوان والخلان تماما كما فعلوه في خلافة بني عثمان وكان ياماكان
رحم الله شهداء غزة والأمة آمين
*حركه كفى