الألغاز والأسرار في سيرة الإغاثة والاعمار

الألغاز والأسرار في سيرة الإغاثة والاعمار

د.مراد آغا *

[email protected]

 

من غرائب وعجائب عالمنا العربي بالصلاة على النبي هو أنه ما ان تنتهي أية مأساة انسانية مهما كانت مؤلمة ووحشية  حتى تبدأ اهتزازات مايتبعها من وحشية وهمجية في تقاسم والتهام قوت من تبقى وكل مايليه من مساعدات وهبات لاغاثة ضحايا ماسبق واعمار ماتم هدمه وفعسه ودعسه

الحروب الضروس التي تتلو نهاية الحرب على غزة بين ضواري وحيتان ومتعهدي  تقسيم وتقاسم ماسيتم التبرع به لاعمار غزة تحت مختلف المسميات والذي لايختلف وخير اللهم اجعلو خير عن قصص علي بابا  الاربعين متعهد وحرامي والتي تنتشر وتتناثر وتتبع وتظهر وتنصمد وتنجعي في كل ركن يحتاج لاعادة بناء أو تأهيل أي جدار يتهاوى ومايرافقه من أدعية وتداعيات ودعاوى

فمن اي زلزال أو فيضان أو اعصار تخرج الضواري كالأمطار ليس اغاثة للمتضرر والملهوف انما لمقاسمته قوته وفتات مايلقى اليه لنصب  عوده النحيل ومايرافق العراضة من آهات ومواويل

كما اشرنا سابقا فان ماصرف ويصرف على القضية الفلسطينية نظريا ويشفط معظمه عمليا  يكفي لجعل دخل الانسان العربي اجمالا هو الاعلى في العالم 

مايعني القضية الفلسطينية والتي كما نوهنا هي أكبر بكثير من مجرد صراع فلسطيني يهودي والتي ذهب ضحيتها المباشرة وغير المباشرة الملايين في العالم العربي اجمالا ناهيك عن المهجرين والطافشين والفاركينها من أنظمة الطوارئ وحظر التجول والمظاهرات وأنظمة حظر النشر  ووحدة الامر والنهر  الممتدة قلم قايم  وبشكل مستمر ودائم بحجة القضية ومانجم وينجم عن ذلك من مآس  تهدف كلها تقريبا لترسيخ واقع مرير وهو أن القضية يتم التلاعب بها وعليها بكل ماتيسر من مناورات تهدف الى التهام كل مايسير ويطير من خيرات في هذا العالم العربي الكبير

وان كان مؤلما الفساد الكبير والذي يأكل الكبير والصغير والمقمط بالسرير في حالات السلم فان المظهر يصبح مؤلما الى حد القرف  عندما يتم التلاعب بأرواح ودماء الأطفال والنساء واليتامى من الشهداء والمشردين في البراري والخلاء عبر استعمال كل أنواع الدهاء للاثراء غير المشروع في مشاريع وهمية تهدف الى اعمار ماهدمته الحرب وتعويض ضحاياها

ولعل مناشدتنا لمن يقدمون تلك المساعدات من عرب وعجم أن يتوخوا مراقبة وملاحقة مسار ومسيرة الأموال والمواد الأساسية المقدمة بغية توخي الحقيقة في استلامها من قبل من ارسلت اليهم

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنحجعي

وعليه فان شفط وشحط قوت الفقراء والمعذبين الممنهج والمستمر في عالمنا العربي بمختلف أشكاله وألوانه وبيع القضية عالناعم وعالواقف والنايم وتهافت الحيتان والضواري والغربان في مختلف الأصقاع والاركان بحثا عن قوت الغلبان لهي من أكبر مظاهر الهوان هوان المكان والزمان في بلاد العربان والتي دخلت فيها الانسانية الرسمية منها  تحديدا من زمان غينيس في طي النسيان

ولعل مناداتنا في حزب السلام في اسبانيا مؤخرا  للمنظمات الأهلية ولأهل الاغتراب لانشاء مايسمى بنك الغذاء والدواء والكتب التعليمية هو خطوة نعتقد أنها ضرورة ملحة في سبيل ايصال مكونات الحياة الأساسية الغذاء والدواء والتعليم الى مختلف أصقاع العالم العربي الكبير عبر مشروع أهلي غير حكومي يتم الاشراف عليه عن طريق الأمم المتحدة وخبراء دوليين يهدف  لايصال المساعدات الأساسية لمن يحتاجها في كل مكان

وان كان لغزة البطلة وأهلها الكبار كل الفخر في وحدة البشرية حول همجية الهجوم الاسرائيلي على غزة واظهار الفرقة العربية وازالة الأقنعة أو بقاياها من على وجوه الكثيرين ودفع الحكام العرب بعد مناورات ماراتونية من فئة عالوحدة ونص لتوحيد آرائهم ومحاولة التقارب في وجهات النظر ولو مؤقتا لامتصاص غضب الشارع العربي

لكن لغزة الفضل الأكبر في كشف أكبر أقنعة الفساد وخاصة في بيع القضية والتلاعب بها كسبا للمال على مبدا كيف تصبح مناضلا مليونيرا في خمسة أيام من دون معلم

أو كيف تحرر فلسطين بعد شفط الملايين

متمنيا لاهل غزة الجريحة كل شفاء وعافية من مصابهم الجلل  أولا في أحبائهم وثانيا في تخاذل ونفاق الأعراب وآملا السرعة في اعمار الدمار والخراب  الذي خلفته آلة القتل الاسرائيلية ومترحما مجددا على ارواح كل من سقط في غزة فداءا للوطن والقضية حقا وحقيقة أسكنهم الله جميعا فسيح جنانه آمين يارب العالمين

              

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

www.alhurriah.blogspot.com

[email protected]