كلنا في الهوا سوا

أحمد عدوان

[email protected]

توقفت اآلة الحرب الإسرائيلية علي غزة من طرف واحد بعد أن أشبعت غرائزها ،بقتل الأطفال واكتملت نشوتها في تحويل القطاع إلي منطقة منكوبة ،بتقدير المجتمع المدني وجميع منظمات حقوق الإنسان .

وبينما تحدث تهدئة ماكرة بإعلان وقف لإطلاق النار من قبل إسرائيل ،تشتعل حرب كلامية وارتفاع من حدة الملاسنة والتشدق بين الدول العربية المعارضة لمبادرة قطر (الدوحة).

بهجوم علي قطر وجميع من شارك في القمة واتهام النظام القطري ،بتكريس الانقسام ،وتعزيز القوة الإيرانية في المنطقة ،ولم تلبس حملات التحريض ضد قطر فانقلبت بمهاجمه أمير قطر واتهامه بخلع والده لسيطرة علي الحكم .

ولم تكتف الصحف المصرية والسعودية الرسمية بوصف قطر ،بأفظع الألفاظ بل وزادت حده التشويه محمله حماس تبعات الحرب علي غزة من قبل إسرائيل متهمة الصواريخ والمقاومة بقتل الشعب الفلسطيني ومسانده قطر ،وسوريا ،وإيران في دعم الانقلاب ، وتعميق الانقسام .

وكأن تلك الأنظمة تنسي أو تتناسى دعمها الواضح ،والمعلن للتصريحات والمواقف الإسرائيلية،وتتجاهل المواقف والقرارات التي اتخذتها من اجل إفشال قمة عربية موحدة بعدم اكتمال النصاب الشرعي لعقد قمة عربية .

تتزايد حملات أبواق النظام الإعلامية الرسمية ، ضد قمة قطر وكأن دولة قطر ومن شارك في القمة هم من قصفوا مدارس وكالة الغوث والآمنين فيها ، وهم من يعبثون في قطاع غزة خرابا ودمارا وكأنهم هم من يستبيحون الحدود المصرية .

يبدو أن قمة الدوحة كانت بمثابة صدمة ، وفضيحة لمن قاطعها وعلي رأسهم محمود عباس حين برر عدم حضوره بعذرين برفض الاحتلال صدور تصريح له بالسفر، وأخري حجة عدم اكتمال النصاب الشرعي للقمة ،ويعزز من مفهوم الانقسام الواضح في الرؤية العربية المشتركة لتخطي الأزمات التي يمر بها المجتمع العربي ،ويؤكد مدي الضغوط التي تشهدها الحكومات العربية .

لكن ما يسعنا بالذكر ، أن التظاهرات والفعاليات الجماهيرية العربية والشارع العربي الحي ،كان له الدور البالغ في تحريك الجمود السياسي العربي ، ودفع الحكام لاتخاذ مواقف بشان ما يحدث في غزة ، وتدل المؤشرات علي أن الشعوب العربية ما زالت يقظة وبيدها ورقة الضغط والتأثير علي حاله الركود والجمود السياسي العربي في اتخاذ قرارات ولو كانت فردية .

تبقي الكلمة الأولي والأخيرة للشعوب بالرغم من التراشق الإعلامي وإخراج البعض نفسه من المسئولية وتحميل تبعات الموقف لفصيل أو جه ما فالاولي أن تنظر تلك المنظمات والحكومات العربية ، لشعوبها نظرة صائبة تعيد فيها تقييم الحسابات بدلا من الاستعانة بألد الأعداء لنا .

تبدو الأنظمة العربية الرسمية كمن يستجير من( الرمضاء بالنار ) ،فالأولي لهم أن تستقوي تلك الأنظمة بشعوبها الحرة ،في مواجهة الأزمات بدلا من تحالف لا يلحق بها إلا المذلة والمهانة بألد أعداء الأمة العربية والإسلامية،و الاستقواء بهم فأمريكا وإسرائيل لا تبحث إلا عن بقاء لسلطانها فأين مواقعكم أنتم إن هم زالوا .

أخيرا تنازل النظام المصري عن دور مصر ، التاريخي بعد تصدرها وقدرتها علي إدارة لحل المشاكل العربية ووساطتها المميزة التي بدأت تفقد مصداقيتها لانحياز النظام للمواقف الأوربية وإرضاء إسرائيل وأمريكا ،هي السبب في مبادرة قطر وغيرها لقيام قمة عربية طارئة ، لم ترق مسارها للبعض ،أنا لست مع أو ضد قطر ولكن لماذا الهجوم علي حكومة قطر وحماس ونحن جميعا في الهوا سوا !!.