التنقيب عن الضمير العالميّ في غزّة هاشم
د.محمد بسام يوسف*
التلوّث الأخلاقي، أشدّ فتكاً من أي تلوّثٍ آخر، والغرب (الأميركي الأوروبي) الذي ينفث سمومه الصناعية الفتّاكة في كلّ أجواء الكرة الأرضية وجهاتها.. لا ينسى أن يتميّز ويتفوّق، بضخّ سمومه، وانحطاطه الأخلاقيّ، في مجال الضمير، والرأي العام!..
الضمير في الغرب (المتصهين) ليس مستتِراً!.. ولا منفصلاً!.. ولا متّصلاً!.. فهو ضمير خاص ظاهر، مصنوع خِصّيصاً لدعم الصهاينة اليهود!.. ومعلوف في أرقى المداجن، الصهيونية الروح والهويّة.. ثم مذبوح على طريقة الشريعة اليهودية الصهيونية!.. والذين يُشبعوننا تنظيراتٍ وأحاديث وخطباً، عن أهمية الرأي العام العالميّ، وذلك الضمير العالميّ، الذي جُلّه غربيّ، وجُلّ الغربيّ يهوديّ صهيونيّ!.. على هؤلاء أن يكفّوا عن هذا التوهّم، فالضمير العالميّ، بمقاييس الضمير الحرّ المعروف، الذي خلقه الله عز وجل، للتمييز بين الحق والباطل، أو بين الرذيلة والفضيلة.. بين القاتل والمقتول، أو بين الجلاّد والضحيّة.. ذلك الضمير السويّ.. مفقود هناك، في بلاد (العمّ السّامّ)، وما جاورها، أو ساندها، أو مالأها، أو ذلّ لها!.. وما يُسمى بالضمير العالميّ، أو بالرأي العام العالميّ.. ما هو إلا خِرقة بالية، مفصّلة خِصّيصاً، لتلميع البسطار الصهيونيّ، ثم للتبرّك بنواتج التلميع، والتعمّد بها، بعد نثر ما تيسّر من الحقد الصليبيّ الغربيّ عليها، المدجّج بمزاعم الديمقراطية والحرّية وحقوق الإنسان!..
نتحدّث عن (هراطقة) الغرب والديمقراطية الغربية، وحقوق الإنسان والحيوان والنبات والحجر!.. فهؤلاء -مع أذنابهم- يتجاهلون أنّ فلسطين والعراق وأفغانستان أوطان محتلّة.. وأنّ احتلال الأرض والأوطان أكبر جريمةٍ يمكن أن تُرتَكَب، وأنّ المحتلّ أكثر المجرمين إجراماً ولصوصيّةً وانتهاكاً لحقوق الإنسان.. وبالتالي فالاحتلال هو الجريمة المستمرّة، والانتهاك الدائم، الذي يُمارَس في كلّ لحظةٍ، ضدّ كلّ مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، التي يتبجّح بها الغرب (الديمقراطيّ الحرّ)!.. فعميان البصر والبصيرة، من المنافقين، وعبيد المال.. المرابطون تحت نِعال اليهود، لا يَروْن في الاحتلال انتهاكاً لحقوق الطفل، الذي تُمارَس عليه، وعلى أبيه وأمه وأشقّائه وشقيقاته.. كلّ أنواع الصلف والعدوان والاضطهاد والجرائم.. وأول ذلك: جريمة الاعتداء على حياته وإنسانيته، واغتيال مستقبله!.. وهؤلاء -مع أذنابهم- من مالئي الدنيا وشاغلي الناس، لم نسمع لهم صوتاً ولا همساً، بعد بدء العدوان الغاشم على الأبرياء من ضحايا العراق العربيّ وفلسطين العربية وأفغانستان المسلمة، من الأطفال والنساء والرجال، ولم نسمع لهم صوتاً اليوم، حول ما يُرتَكَب من جرائم صهيونيةٍ وحشيةٍ في غزّة!.. أما الذين ارتفعت أصواتهم منهم، فقد كانت أصواتاً أعجميةً، تبرّر الجريمة الصهيونية، وتضعها في خانة الدفاع عن النفس!..
متى كانت الخِسّة وقتل الأطفال والمرضى والمصلّين والعجائز.. دفاعاً عن النفس؟!.. متى كان التشفّي والانتقام من الآمنين الأبرياء.. دفاعاً عن النفس؟!.. متى كان تشريد الناس، وبثّ الذعر بينهم، وقذفهم بين أنياب الجوع والبرد والخوف.. دفاعاً عن النفس؟!..
قاتَلَ الله الظالمين، والمنافقين، والحاقدين.. من الذين يحسبون أنّ الله غافلٌ عما يعمل الظالمون!..
إنه جوهر الضمير العالميّ (الغائب)، المصنوع من فطائر صهيون!..
أيها القوم.. قومنا: إنّ ما يسمى بـ (الضمير العالميّ)، أو بـ (الرأي العام العالميّ).. خرافة من خرافات الغرب الاستعماريّ الصليبيّ الصهيونيّ.. فلا تَشغلوا أنفسكم، لإفهام أولئك الأغبياء الجبناء، أو تعليمهم (ألف باء) مستلزمات إنسانية الإنسان، الضرورية لاعتبار مخلوقٍ ما، إنساناً من بني البشر!.. فأولئك القوم أغبى من (الخنازير) التي يلتهمونها، وأذلّ من (بني قريظة) و(بني قينقاع)، وأسخف من (ديدان الأرض الرطبة)، وأحطّ شأناً من (الجنادب).. على الرغم من كلّ هذا الزيف، الذي يَطْلون وجوهَهم وجلودَهم به.. فهو طِلاء خاص، اتخذوه لأنفسهم من أوساخ اليهود، وتلمودهم الإجراميّ.. أفلا تعقلون؟!..
*عضو مؤسِّس في رابطة أدباء الشام.