أرحام النساء في غزة تقلب التاريخ والديمغرافيا

محمد حسن العمري

روائي وكاتب أردني مقيم بصنعاء

في عام 656 هـــ  كان الحقد التتري يواجه بغداد بالنار والذبح  ، ودليلهم الى الذين احتموا بالبيوت المهجورة الوزير ابن العلقمي و الى المكتبات والوثائق والدراسات العالم الطوسي ، فما خرجو منها بعد اربعين الا وقد ابادوا البشر والشجر  والاسواق والكتب والخليفة ..!

كان عمر بغداد يومها 500 سنة بالتمام ،بينما لا يعرف عن عمر التتار شيئ يومها ، واليوم بغداد اذ خاضت عشرات الحروب فان عدد سكانها يزيد عن السبعة ملايين نسمة فيما انزوى التتار بعد اسلامهم في دول الاتحاد السوفييتي تحت القمع والتجهيل والتهميش ولا تشير اي دراسة مسحية الى ان تعدادهم قد وصل المليون حتى اليوم,,,,!

منذ اكثر من عشرين سنة ودولة اسرائيل مشغولة بغير الحروب التي خاضتها ضد الفلسطينين –وخلال هذه الفترة لم تخض اي معركة عربية سوى جنوب لبنان- مشغولة بما يؤرق بالفعل مستقبلها ووجودها بالكامل ، فامام الة الموت التي تشغلها ضد الفلسطينين ، فان ثمة الة اخرى لا تملك لها سلاحا ولا حليفا دوليا واقليميا ، خصوبة هذا الشعب الحي الذي يتكاثر بضعف او يزيد عن الضعف مما يتوالد به اليهود...

تبلغ نسبة الخصوبة بالمجتمع الفلسطيني بالكامل نحو 5,9 لكل امراة وهي اعلى نسب مسجلة في العالم اذ استثنينا مجتمعات لا تخضع لدراسات مسحية في مجاهل افريقيا و اسيا..

يذكر ان نسبة المواليد بقطاع غزة اعلى منها حتى في الضفة نفسها ، فوفق دراسات وزارة الصحة الفلسطينية منذ سنتين فان معدل المواليد في قطاع غزة يزيد عن الالف مولود شهري بواقع 28-36طفلا يومياً

وفي دراسة فلسطينية اخرى تتراوح نسبة الخصوبة بين 4,2 لكل امراة في الضفة و 5,4 لكل امراة في قطاع غزة ،

وفي كلتا الدراستين فان نسبة  الخصوبة المتوسطة اعلى من ضعف نسبة الخصوبة بالمجتمع اليهودي..!

هذا رغم ان قطاع غزة هو الاسوأ بالنظام الصحي في منطقة الشرق الاوسط

وتعتبر الحوامل اكثر عرضة للاسقاطات والاجهاض بفعل عدم الرعاية الصحية والامكانات المتوفرة لدى المستشفيات..

جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني توقع وصول عدد العرب بعد سنة واحدة اي عام 2010 الى 6,2 مليون مقابل 5,7 مليون يهودي لتكون اول هزيمة

ديمغرافية ليهود فلسطين بالكامل..!

تعتبر المدن العربية والاسلامية هي التي تتنافس على نسبة الخصوبة  الاعلى عالميا ،وفي كثير من الاعوام تدخل غزة في صدارة هذه المدن اذ اعتمدت على نسبة الخصوبة وليس على نسبة الهجرة من الارياف كما في مدينة الرياض السعودية مثلا ، وهذا ما تشير اليه ايضا نسبة تكاثر اهل غزة حتى خارج غزة في السعودية والخليج ومصر ،حيث يقيمون من غير جنسيات ويبقى وجودهم فيها حتميا لان اية دولة ترفض استقبالهم اذ خرجوا من هذه الدول ، وعلى هذه الدول بفعل المسؤولية الملقاة عليها تجاههم ان ترحب بذلك وقد رفدوها بالعلم والخبرات طوال سنوات تواجدهم فيها ،وحالهم حال تلك الام التي خرجت من غزة برضيعها قبل اكثر من اثنا عشر قرنا بوليدها ليصبح ربع العالم الاسلامي على منهجه الفقهي اليوم....!

في اسبوع واحد حصدت اسرائيل 450 شهيدا ، وتستطيع ان تحصد مثلهم في يوم وربما اكثر كما فعل التتار من قبل ببغداد ،وعلى مدار سنتين حصدت في انتفاضة الحجارة قريبا من الفي شهيد ربعهم من الاطفال ، وفي مخيم جنين حصدت عددا ظل مجهولا حتى اليوم ، ومن قبل حصدت من ربيع الارحام الفلسطينية في مذابح مختلفة مثل : مذبحة الدوايمة ومذبحة بلدة الشيخ ومذبحة دير ياسين ومذبحة قبية وقلقيليه وكفرقاسم وخانيونس والقدس والخليل ما تراوح بين الخمسين والالف ، وظلت الارحام تثمر بما يهدد ديمغرافيا اسرائيل بالكامل..

هل تولد النساء في غزة وفلسطين كي  تثكل ابناءها ، هل تصنع الارحام الرجال والنساءالاطفال كي تهبها والدموع يوما ما ..

نعم،

،في معركة مسرحها الارض والانسان،

 نعم ،

 فلا تحت عجلات السيارات ولا بخناجر الصراع القبيلي الذي يملأ العالم العربي  تذرف نساء غزة الدموع اذ تودع ثمرات الارحام ، لتقدم جيلا يتفوق بالحياة على من يسابقون الزمن بالتهجير والتدمير على التفوق الذي يأبى الا ان يقاوم...!