باعتراف كل أهل الأرض
د. محمد يحيى برزق
كل أهل الأرض يؤيدون حماس, كل أهل الأرض يلعنون الأنظمة العربية و على رأسها محمود عباس و محمد حسني مبارك..
لقد باتت حماس تمثل آمال الشعوب, بات عباس يمثل النظام العربي... نظام الهزيمة والدجل و التفاهة و الخيانة..
إن الذي يحدث في كل عواصم العالم الإسلامي و العالمي هو استفتاء حقيقي يؤكد شرعية المقاومة التي تقودها حماس من جهة و تدين نهج الذلة و الخيانة الذي يريد عباس و مبارك أن يغرقوا لنا الدنيا فيه.
مازالت مصر ماضية في نهجها من خلال الالتزام باتفاقية كامب ديفيد التي أقرت فيه بشرعية وجود اليهود في أرضنا فلسطين و ما يستدعيه من ضرورة وجود طرف فلسطيني يؤيد هذا النوع من الخيانة حتى لا يتم هلاك مبارك على يد اسلامبولي ثاني في منصة ثانية مثل ما حدث للسادات..
إن التحالف النكد بين أوسلو عباس و كامب ديفيد فرعون لن يهدم طوعا بل بالعمل المتواصل من قبل الشرفاء بكل ما أتاهم الله من قوة...
هؤلاء الفراعنة يعترفون بدولة الاحتلال لكنهم يعلنون على لسان أحد التافهين (إن مصر لن تسمح بإقامة إمارة إسلامية في غزة.)
يسمحون لأنفسهم بالتدخل في شئوننا و يهددوننا و يخذلوننا ثم يقولون أنهم مازالوا إخوتنا و أشقاءنا في الوقت الذي يريدون منا أن نبصم على كامب ديفيد و أوسلو و شرم الشيخ و أنابوليس و المبادرة العربية حتى لا يقال أنهم خونة بل نحن الذين رضينا بالتنازل و نبيع الأرض و العرض..
لن يرضى عنا هؤلاء الفراعنة حتى نتبع ملتهم و طريقهم في الخيانة و آه لكم يا شعب مصر.. أي فرعون سلطه الله عليكم... لا رحمة و لا شفقة و لا إحساس..
هذه هي مكافأة مصر الأزهر لشعب غزة بعد الحصار الأبشع في التاريخ (مبارك لن يفتح المعبر إلا في وجود المراقبين الأوروبيين "صهاينة" و حرس الرئاسة "خونة" و القرار الإسرائيلي)
و يقول "لا أحد يزاود على مصر"..
و أظن أنه يوجه كلامه لليهود..
فما يفعله بنا يستحق شكر بوش و أولمرت, فالدور المصري في هذه المعركة أعظم من دور باراك و ليفني و بوش..
لكن.. و رغم كل ذلك.. يجب أن نشكر أولمرت و طاقمه و مبارك و زبانيته..
فلقد كفانا هؤلاء عناء فضحهم في الأمم.. فلقد أخرج الله ما في بطونهم من قيح الحقد فهال الأمة ما ترى و تسمع من زعيم العروبة "الفرعون الأكبر" فقامت تعلي كلمتها تبايع حماس ضد كل أعدائها من يهود و فراعنة و صعاليك الحاج عباس...
و لسان حال المشهد يصرخ في وجه التاريخ و المستقبل "حماس ليست حركة إرهابية بل مقاومة شرعية."
و حماس لا تريد أكثر من هذه الكلمة لكي نعلن لكل أهل الأرض..
لن نعترف بإسرائيل و لن نعترف بكامب ديفيد التي أعطى فيها السادات لليهود الحق في أرضنا بغير حق.. و هو ما نعتبره تدخلا فاحشا في شأننا الفلسطيني... فنحن لم نعترف لإسرائيل بحقها الذي تدّعيه في الأرض بين الفرات و النيل...
لن نقبل بأوسلو و لو باسم الوحدة الوطنية و الأخوّة في الدم.
لن نقبل و لن نحترم قرارات شرم الشيخ 1995 التي تقول بأن المقاومة إرهاب.
نرفض المبادرة العربية حتى و لو تحولت إلى مبادرة عالمية.. هل يرضى العرب أن نتبنى مبادرة فلسطينية تفضي بأن يعطي كل نظام عربي 80% من أراضيهم لإسرائيل حتى نرضى بمبادرة نعطي فيها اليهود 80% من أرضنا التي هي أقدس من أرض الكويت التي جيشت لها كل الجيوش؟.. نحن الشرعية باعتراف كل الأمم و على كل من يعاندنا أن يخرس و إلا فلينتظر أن نخرسه نحن على طريقة منتظر الزيدي... بالحذاء.