إنهم هؤلاء: يذبحون المواطن بسيف النظام

ماجد زاهد الشيباني

إنهم هؤلاء: يذبحون المواطن بسيف النظام

وينخرون النظام، بحجّة المحافظة عليه!

ماجد زاهد الشيباني

* معلوم في سورية ، أن رئيس الجمهورية ، يملك الصلاحيات كلها ، والسلطات كلها .. بصفته رأساً للدولة ، وقائداً أعلى للجيش والقوّات المسلّحة ، وأميناً عاماً للحزب ( قائد الدولة والمجتمع !) ، وأميناً عاماً للجبهة الوطنية التقدمية ..!

* عنصر الأمن ، الذي يهين المواطن ، ويقتحم بيته ، ويبتزّه مالياً ، باسم النظام .. ويعذّبه باسم النظام ، ويقتله في التحقيق بسيف النظام .. عنصر الأمن هذا ، يعلم أنه لايجرؤ على ولوج بيت أيّ مواطن ، باسمه الشخصي ، أوبسلطة أبيه وعشيرته .. إلاّ بإذن المواطن ! لكنه يستغلّ سلطته المستمدّة من وظيفته ، للاعتداء على المواطن ! والسلطة ليست مستمدّة من القانون ، بل من سلطة رأس النظام ! وبناء عليه ، تنصبّ اللعنات والأحقاد ، على رأس النظام ، ويكثر المناهضون له ، والمتربّصون به الدوائر! لأن المجرم المنفّذ ، الذي يعتدي على المواطن ، هو نكرة تافهة ، بالنسبة للمواطن ، الذي قد لايعرف حتّى اسمه ! ولاتهمّه حتّى معرفة اسمه ؛ لأن عدوّه الذي يظلمه هو رأس النظام !

* موظّف الأحوال المدنية ، الذي يرفض إعطاء المواطن ، وثيقة من وثائق بلده ، بحجّة أن هذا المواطن معادٍ لنظام الحكم ، أو غير موالٍ له ، أو أن أحد أهله معادٍ للنظام ( أبوه ، أو ابنه ، أو أخوه ..!) ويترك هذا المواطن في حالة من القلق ، لعدم حصوله على الوثيقة .. موظّف الأحوال المدنية هذا ، يستثير أحقاد المواطن ، ضدّ النظام ، وضدّ رأس النظام .. كما يستثير أحقاد أهله وأقاربه ، وعشيرته ، وأصدقائه ، ومحبّيه .. ضدّ هذا النظام ورأسه ، بحجّة الحرص على مصلحة النظام ، أو على كرسي رأس النظام !

* موظّف الحدود ، الذي يعرقل دخول المواطنين إلى بلادهم ، أو خروجهم منها .. تحت ذريعة الشكّ ، أو الارتياب ، بنيّة المواطن ، تجاه النظام ، ورأس النظام .. موظّف الحدود هذا ، دويبّة هزيلة من دوابّ النظام ، تـنخر في جسده ، كما ينخر السوس الخشب ، وتقرض كيانه ، كما تقرض الأرضَة الثوب ، أو الكتاب .. فتجعله رثّـاً بالياً ! دون أن يشعر القيّمون على النظام ، بأن هذا الحريص على النظام ، إنّما هو مخرّب للنظام ، عن حسن نيّة ، أو سوء نيّة !

* ومثل هؤلاء المذكورين آنفاً : موظّف السفارة ، الذي يعرقل مصالح المواطنين ، في سفارة دولته ، في الخارج .. وموظّف البلدية ، وموظّف التموين ، والشرطي .. وكل موظّف عامّ ، تتيح له وظيفته ، التحكّم بمصالح الناس ، وعرقلتها .. بحجّة المحافظة على النظام .. حتّى لو كان صادقاً ، ولم يتّخذ هذه الحجّة ذريعة ، للانتقام من المواطن ، أو لابتزازه مالياً !

* فهل يحتاج سَدنَة النظام الكبار، مؤسّسو النظام ، وصانعو مؤسّسات الفساد والدمار فيه .. هل يحتاجون إلى مزيد من اللعنات والأحقاد ، التي تسبّبها لهم هذه الدويبّات الصغيرة ، من دويبّات السلطة ، ودويبّات الوظيفة العامّة .. إضافة إلى اللعنات والأحقاد التي يجرّها هؤلاء السدنة الكبار على أنفسهم ، بانحرافاتهم ، وشذوذاتهم المقيتة .. !؟

 سؤال مطروح على سدنة النظام الكبار جداً ، ثمّ الكبار، ثمّ مَن يليهم !

* أخيراً : إذا كان من أساليب المكر السياسي ، أن تغري عدوّك ، بالإكثار من أخطائه ، حتّى يلقى مصرعه ، ويجني على نفسه بنفسه ..! أو أن تسعى إلى استدراجه إلى مواطن الخطأ ، التي تزيد عدد أعدائه ، وتقلّل عدد أنصاره .. إذا كان ذلك كذلك ؛ فإن نظرتنا ، نحن أبناء الشعب السوري ، تجاه النظام وسدنته ، تختلف.. وذلك من منطلق إنساني ، وطني ، خلقي !  لأن الأخطاء التي يرتكبها النظام ، أو أيّ فرد فيه .. إنّما تنصبّ على رؤوس المواطنين ، ونتائجها تنصبّ وبالاً على الشعب والوطن ! ومِن هذه النظرة ، انطلق قادة المعارضة السورية ، بسائر توجّهاتهم ، في تأييدهم للأفكار الإصلاحية ، التي جاء بها بشار الأسد ، في بداية استلامه الحكم ! لكن ، يبدو أن بشار الأسد وأعوانه ، ليسوا مؤهّلين لشيء .. ممّا قد يظنّه ، أو يحلم به ، أكثر المواطنين السوريين تفاؤلاً ..!

 وذلك : ( ليقضيَ الله أمراً كان مفعولاً ) .

 ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم !