التحذير من عودة فلسطين قضية إسلامية
محمد هيثم عياش
ما ان حلت علينا السنة الهجرية الجديدة في يوم الاثنين من 29 كانون أول/ ديسمبر 2008 الا صعد الى السماء ارواح اكثر من اربعمائة قتيل يشكون الى بارئها ظلم ذوي القربى من العرب الذين أعلنوا بأن القضية الفلسطينية قضية داخلية لا دخل لهم بها فعلى الفلسطينيين تدبير أمورهم مع الصهاينة فهم أحرار بمواصلة حربهم ضد هذ المستعمر الشرير أو العيش بع هذا السرطان الخبيث الذي يريد افتراس الجسم الاسلامي وخاصة افتراس الفلسطينيين ، ان اتهام بعض الدول العربية لحماس بأنهم وراء ما وصلت اليه الامور هو ظلم بعينه ورحم الله الذي قال :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
لقد جعل أكثر زعماء الدول العربية ومنذ اتفاقيات اوسلو المشئومة من القضية الفلسطينية قضية داخلية بعد أن كانت عربية ثم أصبحت اسلامية لأن اكثر هؤلاء الزعماء لا يريدون تحرير فلسطين منذ أن تدنيس اول صهيوني لتراب فلسطين في منتصف الاربعينات لقد طالب زعماء الهزيمة المسلمين اعطاء حائط المبكى لليهود والقبول بدولة للمفسدين في الارض الى جانب دول فلسطينية واحتل الصهاينة القدس والجولان وسيناء بحرب خاطفة ثم اعلنت مصر صلحها مع الصهاينة لتضع الحرب اوزارها لتصبح فلسطين قضية سياسية داخلية بعد اتفاقيات اوسلو وهلم جراء . ونحن لا نقول ان كل الزعماء العرب خانوا القضية الفلسطينية بل ان منهم من يرى بأن الصلح مع يهود جائز حتى يستطيع المسلمون اعادة قوتهم لتحرير ذلك البلد كما انهم ليس كلهم بأشرار وقديما قال شاعر جاهلي :
أبا الحارث قد افنيت فاستبق بعضنا حنانيك ان بعض الشر اهون من بعض
وعلينا أن نحسن الظن ببعضهم . الا أن ما يجري في غزة وقيام الصهاينة بقصف المنازل فوق رؤس اصحابها وحصار سكان تلك المدينة الباسلة منذ أكثر من ثمانية عشر شهرا مثل حصار قريش لبني هاشم لنصريتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرة غزة لحركة المقاومة الاسلامية يجعلنا في موضع اتهام الجميع بأنهم راضون على ما يعاني شعب غزة من جوع وفقر ومآسي لا يعلمها الا الله تعالى فخيانة بعض زعماء الدول العربية لفلسطين واصرار جميعهم بأن السلام مع الصهاينة ممكن يجعلهم في موقف الريبة .
هل تعلمون بأن بعض خبراء سياسة الشرق الاوسط من الالمان بدأوا يحذرون من عودة تحرير فلسطين قضية اسلامية من جديد ؟
فقد أوضح خبير شئون سياسة الشرق الأوسط والاسلام أودو شتاينباخ الذي كان يدير مركز الشرق الالماني / غير استشراق / للدراسات الاسلامية والعربية في هامبورج والذي يعتبر مستشارا غير رسمي لوزارة الخارجية الالمانية للمنطقة بأن العدوان الصهيوني على قطاع غزة واستباحته الحرمات والدماء الذكية لشعب ذلك القطاع سيؤدي الى ازدياد النفور من الغرب الذي كان وراء ما يعانيه الفلسطينيون منه جراء عدم اعترافهم بنجاح حماس في الانتخابات التي جرت في الضفة الغربية قبل حوالي ثلاثة أعوام كما ان الغرب وراء انهيار حكومة الوحدة الفلسطينية التي تم الاعلان عنها في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لأن الغرب مريض نفسيا يعتقد بأن الاسلام عدوه مشيرا بندوة صحافية دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية يوم الثلاثاء من 30 كانون اول /ديسمبر الحالي بأن جميع الجهود التي بذلها الغرب للإطاحة بحماس باءت بالفشل كما ان جميع الاعمال العسكرية التي يقوم بها جيش الكيان الصهيوني ضد حماس والمقاومة الاسلامية لن تحقق اي نجاح وستبوء بفشل ذريع والشعوب الاسلامية ترى بأنها مستهدفة منذ اعلان الغرب حربه ضد ما يطلق عليه بمنظمات الارهاب الدولية وانه اذا ما عادت فلسطين قضية اسلامية فان جميع الجهود التي يبذلها الاتحاد الاوربي والادارة الامريكية لاقامة دولة فلسطينية الى جانب الكيان الصهيوني سبتؤء بالفشل مؤكدا الى ان الهدوء في غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية لن يتحقق الا بحوار الاوروبيين مع حماس لأنها تعتبر لب الشعب الفلسطيني وهي وراء انتفاضة الحجارة معلنا بأن أي زعيم من حماس يتعرض للتصفية فان هناك زعيم جديد سيكون بدلا منه . خبير شئون سياسة العالم الاسلامي / السياسي المسيحي / والبرلماني السابق يورجين تودينهوفر أكد أن اجتماع زعماء منطقة الخليج العربي في العاصمة العمانية مسقط حاليا جاء في ضوء سقوط الابرياء من الشعب الفلسطيني وان بإمكان هؤلاء الزعماء إعادة القضية الفلسطينية قضية اسلامية عربية بالرغم من أن بعضهم يوالي سياسة الولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط مؤكدا الى ضرورة بذل الاوربيين جهودهم لوقف اطلاق النار وعدم الوقوف الى جانب الصهاينة بحربهم ضد حماس جراء تعاطفهم مع هذا الكيان من صواريخ المقاومة الفلسطينية لأن اطلاق هذه الصواريخ لها أسبابها الرئيسية فالحصار مستمر منذ اكثر من 18 شهرا والجوع والفقر قد تجاوز حدوده في قطاع غزة عقابا للفلسطينيين الذين انتخبوا منظمة حماس في انتخابات نزيهة تحت مراقبة الاوروبيين مطالبا الى ضرورة ردع الغرب للكيان الصهيوني الذي كان وراء اعلان حماس والمقاومة الاسلامية انتهاء هدنة وقف اطلاق النار جراء سياسة الاعتقالات والتصفية والتدمير مشيرا الى ضرورة تكاثف جميع الجهود لوقف ماساة الفلسطينيين قبل اندلاع انتفاضة فلسطينية اسلامية في العالم الاسلامي برمته على حد رأيهما . ولكن اسمحوا لي بأن أوجه كلمة الى اخواننا في حماس والمقاومة الاسلامية الاخرى الذين يقفون في ثغرة الجهاد ضد الصهاينة ويطلقون صواريخهم ضد المستوطنات الصهيونية بأن يطلقوا صواريخهم ايضا على القاهرة ودمشق ، هل تعلمون لماذا ؟ لأن ضرب القاهرة وخز لضمير المصريين لأن حكومتهم تدعم الصهاينة وغيرهم بحصار شعب غزة وضرب دمشق لأن زعيمها الذي لا يزال يفتأ بدعمه للمقاومة الاسلامية وارادة الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه يختبا في جحر من الجحور عندما يقع اي عدوان صهيوني ضد بلاده وضد الشعبين الفلسطيني واللبناني ، صدقوننا انها ما قصفت المقاومة الفلسطينية دمشق والقاهرة الى جانب قصف المستوطنات فلن ينتطح من أجل تلك العاصمتين عنزان وعلى المقاومة الاسلامية عدم الاصغاء لتحريضات محمود احمدي نجاد لأنها تحريضات جوفاء والمضي بجهادهم من اجل تحرير فلسطين وعدم انتظار اي دعم من سوريا وايران وحزب الله ورحم الله الشافعي الذي قال :
ما حكّ جسمك مثل ظفرك وتولى انت جميع أمورك .