بكاء المرتزقة على فضائح السلطة المحترقة

أحمد الفلو /فلسطين

[email protected]

بُعَيد كشفه لبعض الوثائق و ليس جميعها على قناة الجزيرة و التي تحتوي على وثائق رسمية تثبت تورط الكثير من القيادات السياسية والأمنية الفتحاوية بأعمال استخبارية على حماس و على دول عربية وإسلامية لصالح العدو الإسرائلي, تعرَّض القيادي محمد نزال و حركة حماس لحملة إعلامية شنيعة قوامها الشتم و التأنيب و التقريع على شخصه وعلى حركة المقاومة الإسلامية حماس, وقد ركَّزت هذه الحملة الحاقدة على نقاط يكتنفها إقحام لأمور لم يثرها السيد نزال مطلقاً و بعيدة تماماً عن الموضوع المثار أو الدفاع عن شخصيات فتحاوية اشتركت في نشاطات الإخلال بالأمن في غزة أو مناقشة الموضوع من زاوية التستر على الجريمة وعدم فضح الفاعلين وعدم نشر الغسيل القذر أمام الآخرين حرصاً على السمعة الفلسطينية.

فيما يتعلق بإقحام أمور ليس لها صلة بالفضائح فهو من اللغو الذي لا طائل تحته ولا فائدة كالتحدث عن التاريخ النضالي لحركة فتح وعن الشهداء, أو الغمز واللمز على حركة حماس الشيخ احمد ياسين و الرنتيسي و التي انحرفت بعد استشهادهما , وأظن أن البث على هذه الموجة فيه الكثير من المغالطات خاصة عندما يكتب هذا الكلام من هو جاهل بمنهجية حماس في التربية الإسلامية والتعبئة الجهادية و التي تقوم أساساً على مبدأ إصلاح الفرد أولاً وتهذيبه و التزامه الديني و ولائه الكامل لمباديء الإسلام , وبالتالي فإن القيادة الحمساوية الحالية ليست سوى نتاج تربية وتأهيل الشيخ الشهيد احمد ياسين و خلال حياته وبإشرافه الشخصي وكانوا ضمن قيادات الصف الأول والثاني, و تمارس حركة حماس هذه المنهجية الإسلامية على النقيض تماماً من الطريقة التنظيمية الفتحاوية البعيدة كل البعد عن ذلك النهج الإسلامي والتي قامت على أساس الولاء التام لشخص عرفات و تقديس كوفية الختيار, والإستزلام و استرضاء الجميع و تفشي مبدأ من يملك المال يملك الرجال .

ألم يكتب الكثيرون من شرفاء فتح التقارير عن فاسدي فتح ولكن عندما كانت هذه التقارير تصل إلى مكتب عرفات كانت تتلاشى في أدراج مكتبه, أم أن هؤلاء المتباكون على الفضائح يريدون إفهامنا أن فضائح الإسمنت و الطحين و الموبايلات و التعاون الأمني السافر و الاعتقالات التي طالت المئات من أبناء حماس, كل هذه وغيرها لايعلم بها عباس مثلاً, ولماذا لم يقم أدعياء النزاهة والشرف الفتحاويون حتى الآن بإزالة كل هذه الموبقات أو على الأقل التبرؤ منها ومن مرتكبيها أو طرد مرتكبيها , أم أنهم يخشون على وحدة حركة فتح ؟ وهل أصبحت وحدة الحركة أهم من إصلاحها بل وأهم من مصالح الشعب الفلسطيني ؟ ولماذا لا يلتفت هؤلاء الشرفاء إلى إصلاح حركتهم بدلاً من بذل جهودهم في الكيد السياسي والتشنيع المستمر على حركة حماس والتي هي دائماً على خطأ بنظرهم ؟.

ما أن تذكر لهم ثلاثين قيادياً فتحاوياً فاسداً حتى يذكروا لك اسم أو اسمين أحدهما يكون فعلاً من الشرفاء والآخر تعتريه الشبهات من بين يديه ومن خلفه, أو يتم إنكار كل هذه الفضائح و يدَّعون أنها فبركات حمساوية ضد فتح لدرجة أن كثير منهم ينكر الوثيقة التي وقع عليها عرفات بالتنازل عن أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين, وفي أحسن الحالات يقولون أن الاعتراف بأحقية اليهود في فلسطين أو السرقات أو تقبيل يدي أرملة رابين أو التعاون الأمني مع العدو أنه تكتيك ذكي لا تستوعبه مداركنا, ربما كانت هذه نماذج من العقلية الفتحاوية بشقيها الفاسد و الشريف وكيفية تعاطيها مع مختلف القضايا, أما اجتماع النقائض في الذهنية الفتحاوية فحدِّث ولا حرج, فمثلاً يطل علينا أحد قيادييهم بكل بساطة ليخترع قصة عن اجتماعات و اتفاقات بين حماس و العدو الإسرائيلي وفي ذات الوقت يستشهد أحد أبناء محمود الزهار فيما يقوم قريع بطلب الهوية الإسرائيلية لإبنته أو يقوم محمود عباس بمعانقة وتقبيل ليفني أو أولمرت, ليستنتج الفتحاويون من كل هذه الوقائع أن الزهار الذي قدم اثنين من أبناءه شهداء هو صتيعة إسرائيلية بينما لصوص فتح مخلصون لفلسطين .

والأغرب من ذلك هو دفاع قسم كبير من الفتحاويين الشرفاء عن فضائح الفاسدين بحجة الخوف على سمعة فتح, وهذا ما يدعونا إلى التساؤل عن جدوى هذا النهج الفاشل فلماذا ترتدي قيادة فتح و شخصياتها الغسيل القذر ثم يطلبون من الشعب الفلسطيني والعربي أن يمتنعوا عن إغلاق أنوفهم و عدم شم روائح هذا الغسيل النتن, وننوه في هذا المجال إلى الماركسيين وأهل اليسار ممن تلوثت أيديهم بالرشاوى الفتحاوية و كيف أساءهم حديث محمد نزال وأرَّقتهم الفضائح خشية سقوط سلطة أوسلو و ما يعقبها انقطاع المدد المالي الذي كان يصلهم مقابل تخاذلهم و وقوفهم ضد حركة حماس والتشويش عليها, ولا ننسى من يقال عنهم شرفاء فتح مثل حلس صاحب المربع الأمني وقاطع الطريق في غزة أو تراهم يعتبرون اعتقال زكريا الآغا جريمة نكراء فيما اعتقال وسجن وتعذيب المجاهدين من حماس ومن ضمنهم أعضاء في المجلس التشريعي عن حماس هو أمر عادي بل إن اعتقال المجاهد عوني توفيق الشريف أخيراً بعد تخفّيه عن أعين الإسرائيليين خمس سنوات لا ندري لمصلحة من, و يمكن تفهم موقف هؤلاء فليس من الممكن أن يتخلوا عن كل هذه المتع و الأعطيات وراتب آخر الشهر بوظيفة فتحاوي متفرغ التي تغدقها عليهم سلطة أوسلو بسخاء من أموال دايتون , حماس الآن تقود المعركة في غزة بينما يقوم عباس وأزلامه بالتآمر مع العدو الإسرائيلي لعله يعود إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية, فضلاً شرفاء فتح كفاكم دفاعاً عن الجواسيس والعملاء , فالمدافع عن الباطل كمن يفعله.