جلعاد شاليط صلى التراويح في غزة
جلعاد شاليط صلى التراويح في غزة
نافز علوان
لا نكاد نستيقظ على واقع وحقيقة معينة زجتنا أو تزجنا بداخلها إسرائيل حتى تفاجئنا بما هو أدهى وأعظم. من منكم شاهد مشاهد التوعية والإرشاد لجيش الدفاع الإسرائيلي وهي تبث مشاهد الإفطارات التي تقيمها للجنود الإسرائيليين العرب الصائمين أو مشهد ذلك الجندي الإسرائيلي من أبناء عرب الثمانية وأربعين وهو يصلى؟؟
أين نحن من إسرائيل ومن العقلية الإسرائيلية الصهيونية؟ نسبة أبناء فلسطين من مناطق الثمانية وأربعين المنخرطين في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي والمشاركين في الحرب على قطاع غزة تزيد على الثمانين بالماءة. فلسطينيون يقتلون فلسطينيين. كم هي جبارة العقلية الصهيونية الإسرائيلية، موت فلسطيني في قطاع غزة على أيدي أبناء فلسطين من أراضي الثمانية وأربعين.
يتضح لنا، من حالة عدم الاكتراث الإسرائيلية بموت الجنود الإسرائيليين والإعلان فقط عن أسماء الجنود الإشكيناز من الأمريكيين اليهود الذين سقطوا في الحرب على غزة ولا ذكر على الإطلاق لأسماء بقية الجنود الإسرائيليين الذين تم القضاء عليهم في قطاع غزة، ونكتشف كذلك ونعرف الفرق والكم العددي لأبناء الفلسطينيين من مناطق الثمانية وأربعين بالمقارنة بأعداد أبناء الصهاينة المشاركين في هذه الحرب و نجد أن هناك أرقام هائلة من المنخرطين في جيش الدفاع الإسرائيلي من أبناء مناطق الثمانية وأربعين يقبضون الألفان وخمسمائة شيكل شهرياً بدلاً من جلوسهم على المقاهي في الناصرة وعكا وحيفا ويافا وكل مناطق أبناء الشعب الفلسطيني في العمق الفلسطيني والذين غدوا لا هوية لهم ولا يعلمون لمن هم حقاً ينتمون.
تخطيط صهيوني رهيب. حتى عندما قاموا بخرط هؤلاء العرب والدروز في جيش الدفاع الإسرائيلي جعلوا كل أفراد المشاة والدبابات، والذين هم دائماً في مواجهة الموت المباشر، جعلوهم من أبناء الدروز ومن أبناء الثمانية وأربعين، أما سلاح الطيران الإسرائيلي فهو بكاملة من أبناء اليهود الأوربيين وذلك للمكانة والحظوة التي يحظى بها كل منسوبي سلاح الطيران الإسرائيلي ولأن احتمالات الموت فيه بالمقارنة بتلك التي تقع بين صفوف القوات البرية تعتبر ضئيلة جداً بل وأحياناً معدومة تماماً.
تتسلل اسرائيل إلى أعماقنا وحتى إلى صميم ديننا، وتبدي من الحرص على إفساح المجال للممارسة الدينية لأفراد جيش دفاعها من مختلف الأديان، نعم ونقول من مختلف الأديان فهناك المسيحيون وهناك الدروز والعلويين وأرجوا أن تربطوا أحزمة مقاعدكم لكيلا تسقطوا من على مقاعدكم عندما أقول لكم أن هناك شيعة بين أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي.
لقد استوعب الصهاينة ما عجزنا عن استيعابه، قبلوا وأدخلوا في منظومتهم من هم لا ينتمون حتى إلى دينهم ورغم ذلك هم مسيطرين على كل هؤلاء يعلمون كيف يدخلون إلى قلوبهم ويتعاملون معهم بدهاء يعي ويستوعب احتياجات كل هؤلاء الدينية والعقائدية والدنيوية.
يجب علينا أن نعيد النظر في استراتيجية التعامل مع إسرائيل. علينا أن نكف عن التركيز على قدرات إسرائيل العسكرية فقط وننظر من خارج إطار الصورة ونرى كيف تتعامل إسرائيل مع واقعها ومحيطها وكيف استطاعت كسب الكثير من المعارك على الساحة الدولية السياسية والتي أخفقنا فيها كعرب إخفاقاً سحيقاً. يؤسفني ويؤلمني أن أقول لكم أن هناك ما يمكن أن نتعلمه من بني إسرائيل.