لا يا مالكي أنت واهم
عصر الانقلابات لم يولِّ ولن
كلشان علي
كنت أتوقع من نوري المالكي عفوا دولة نوري المالكي أن يخرج على الملأ بتصريحات تغطي فضائح وهشاشة حكومته التي لم تترك شبرا من أرض العراق الا وأخلت فيه الفساد بأنواعه المالي والإداري، فبعيد الحديث في وسائل الإعلام عن وجود مخطط للانقلاب على حكومته أسرع نوري بالقول إن عصر الانقلابات ولّى ونحن نعرف أن عصر الانقلابات يولّي لسبب واحد أوحد هو أن حكومة جديدة أتت أعطت كل ذي حق حقه وحكمت بالعدل وحافظت على أرواح وأموال شعبها فهنالك نستطيع وبعالي الصوت أن نقول إن عصر الانقلابات ولّى بل سنكون نحن السور الذي يصد أي فكرة من هذا القبيل.
أما أن تأتي حكومة بهذا السوء والقبح بالظلم والإرهاب الحكومي والفساد المالي والإداري ونهب ثروات الشعب وكتم الأصوات وكبت الحريات وتزوير أرادة الشعب ثم نقول إن عصر الانقلابات ولّى؟ أيكون ذلك منطقيا يا ابن الـ (....).
على أية حال تناهي إلى أسماعنا قبل حادث اعتقال مجموعة من الضباط في وزارة الداخلية بتهمة التخطيط لانقلاب ضد الحكومة تناهى إى أسماعنا أن ما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق يخطط للإطاحة بحكومة المالكي وأنه أعدّ العُدة لذلك تحت مبرر ساقه المجلس مفاده أنه هو من له الحق في رئاسة الحكومة والحكم الفعلي للعراق كون الميليشيات التابعة له المسماة بتنظيمات بدر هي التي لعبت الدور الأكبر في إدخال القوات الأجنبية إلى العراق واستطاعت القضاء على المقاومة التي تصفها بـ (الإرهاب) دون التمييز بين الإرهاب والمقاومة.
وما يهمنا في الموضوع ليس الجهة التي تقف وراءه بل الانقلاب ذاته إذ أن حكومة المالكي التي أصرت على نهج سالفتها حكومة الجعفري التي عاثت في الأرض فسادا وذبحت وأزهقت أرواحا بريئة لا يمكن أن تبقى الى نهاية 2009 في الحكم الا بمعجزة حقيقية فالعراق فيه من النجباء ما لا تستطيع حكومة المالكي ولا غيرها مهما استخدمت من وسائل القمع والإرهاب الحكومي أن تقضي على الأنفة وروح التحرر وعدم القبول بالضيم.
فعلها منتظر الزيدي وما حذاؤه الذي علا رأسي الطاغيتين نوري وبوش الا انقلاب كبير لم يكن يمثل جرأة منتظر وحده ولا رأي منتظر وحده بل هو تقييم الشعب العراقي لقدر حكومته علما أن الحذاء يمثل أعلى مستوى من الإهانة يمكن توجيهه.