إذا ضاعت سورية ، فمن يحرّر فلسطين

ماجد زاهد الشيباني

لابدّ من إعادة طرح السؤال:

ماجد زاهد الشيباني

هذا السؤال طرح من قبل ؛ طرحه بعض الإخوة الكتّاب ، بصيغة.. وطرحه بعض المتحاورين المهتمّين ، مشافهةً ، بصيغ متعدّدة .. وهو يطرح نفسه ، أبداً ، بصيغ مختلفة ، حسب الظروف والأحوال ، وتطوّرات السياسات والمواقف ، في منطقتنا ، والعالم !

·  أسرة أسد ، التي احتلّت سورية احتلالاً عسكرياً ، وأذاقت شعبها من الويلات ، مالم يذقه في أيّ عصر من عصوره ، عبر التاريخ .. ودمّرت جيشها واقتصادها ، وأخلاقها وثقافتها ، وزيّفت كل شيء فيها .. وما تزال تذبح ، من شعب سورية ، كل يوم ، ما يحلو لها ذبحه ، بشتّى أنواع السكاكين .. أسرة أسد هذه ، هي التي ستحرّر فلسطين ، من الاحتلال الصهيوني !؟

·  الزحف الفارسي الرهيب ، المتسارع ، في السيطرة على سورية ، واحتلالها ، بأسوأ صنوف الاحتلال ، عقدياً ، وسياسياً ، وأمنياً ، وعسكرياً ، وثقافياً ، واقتصادياً ، بالتحالف مع آل أسد .. هذا الزحف الفارسي على سورية ، ثم على سائر العالم العربي والإسلامي .. هو الذي سيحرّر فلسطين ، من احتلال الصهاينة !؟

·  سورية كلها : وطناً ، وجيشاً ، وشعباً .. إذا غرقت في الذلّ والهوان ، والهزيمة والفقر، والرعب المزمن ، على أيدي آل أسد وأجهزة استخباراتهم .. هل تستطيع أن تحرّر شبراً من أرض الجولان السوري ، فضلاً عن الأرض الفلسطينية !؟

·  إذا كانت سورية مدمّرة من داخلها ، عاجزة عن ردّ فصيلة صهيونية عن أراضيها ، أو التصدّي لطائرة صهيونية واحدة ، تحلّق فوق قصر رئيس الجمهورية .. وهي : أيْ سورية ، أولى الدول بالنهوض لتحرير فلسطين .. فمن يفكّر بتحرير فلسطين !؟ وكيف !؟ ومن أيّة نقطة يواجه دولة الصهاينة !؟ وحتّى لو فكّرت أيّة دولة أخرى ، بتحرير فلسطين .. فهل تأمن الجيش الأسدي ، الحارس لحدود الصهاينة ، من أربعين عاماً !؟ وما معنى أن يؤكّد قادة الصهاينة ، أن وجود النظام الأسدي الحالي ، ضروري ، لأمن إسرائيل القومي !؟

·  إزاء شعارات آل أسد ، وحلفائهم الفرس .. وجوقات الهتّافين والمطبّلين ، لهم ولممانعتهم ، وحماسياتهم الفارغة ، التي يخدعون بها عقول السذّج من أبناء أمّتنا .. وتنسيقاتهم الخفيّة والمعلنة ، مع الصهاينة والأمريكان .. إزاء هذا ، كله ، لا يسع العاقل ، إلاّ التمثّل بقول الشاعر:

هذا كلام له خَبيء       معناه : ليست لنا عقول !