من قال إن العراق اليوم ديمقراطي فهو واهم أو كاذب

سامي الحمداني

[email protected]

كانت إحدى أهم الشعارات التي رفعتها الأحزاب العراقية القادمة من وراء الحدود في العام 2003 هو شعار الديمقراطية والذي – كما زعموا- سيكون لصيقا باسم العراق ( العراق الديمقراطي) وقد طربنا فرحا، وكيف لا وكنا نرى ديمقراطية الدول الأوربية وغيرها حلما بعيد المنال وها نحن اليوم سنتحول إلى دولة ديمقراطية نقول فيها ما نشاء ونعمل ما نشاء (طبعا ضمن حدود القوانين والأخلاقيات العامة).

ويا لها من ديمقراطية حين أتتنا ... الأردن وسوريا والسويد وووووو...وحتى الصومال ودول جنوب أفريقية منهكة! استقبلت 4,4 ملايين عراقيا .

ففي آخر تقرير نشر على موقع قناة الشرقية عن أوضاع اللاجئين العراقيين داخل وخارج العراق فإنه " نزح 4،4 ملايين عراقي من ديارهم هربا من العنف بعد الاجتياح الاميركي للعراق العام 2003. ويعيش نحو مليونين منهم في البلدان المجاورة ومعظمهم في سوريا والاردن، في حين نزح نحو 5،2 مليون داخل البلاد".

ولم ينتهِ الأمر إلى هذا الحد فحسب بل إن بقية العراقيين – عدا إقليم كوردستان- يعيشون مع شبح الخوف والرعب في ظل تحسن غير مستقر وتهديدات مستقبلية، نعم تقول لك الأحزاب الحاكمة تكلم بحرية فأنت في بلد ديمقراطي وما أن تتكلم – بحرية حقيقية- تصبح إرهابيا مطلوبا أو تلاحقك العصابات والميليشيات التابعة لتلك الأحزاب.

وحسبك التقرير السري الذي حصلت عليه بعض وسائل الإعلام الصادر من الأمانة العامة لمنظمة بدر الإرهابية بقيادة رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي هادي العامري.

التقرير في خطاب موجه إلى عناصر المنظمة الإرهابية بمراقبة قيادات سياسية عراقية قبل انتخابات مجالس المحافظات، والقيادات التي وجه الكتاب السري الموقع من قبل شخص يدعى "هشام الأحمدي" بمراقبة تحركاتها هي قوى مناهضة لتوجهات المجلس الاعلى الإسلامي الذي ما زال يرتبط بعلاقات وطيدة مع إيران، وهذه القوى هي قيادات التيار الصدري ومثال الآلوسي وعلاوي والمطلك والعليان ومن يلتقي معهم في اجتماعاتهم تحركاتهم.

وإذا كانت تلك قيادات سياسية فإن الأكثر سوداوية في توجهات بعض الأحزاب الائتلافية الحاكمة هي إنها تقوم بإصدار قوائم بأسماء كتاب وفنانين ينتقدون توجهاتهم، وهي طامة كبرى فأية ديمقراطية في العراق وأي ديمقراطيون ...إنها الديمقراطية التي جعلت العراقيين يلتجئون ويبحثون عن فرصة عمل في الصومال !!!!!!!.

 بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الإئتلاف الشيعي الحاكم إلى لجانها الأمنية الخاصة بمراقبة تحركات ونشاطات قوى وقادة سياسيين، فيما وصف بأنه إجراء يدخل ضمن حمى التنافس السياسي بين القوى العراقية استعدادًا للانتخابات المحلية المقبلة المنتظر إجراؤها أواخر العام الحالي إضافة إلى مراقبة ومتابعة الإجتماعات والإتصالات التي يجد المجلس فيها تحركات مضادة له. وفي هذا الخطاب الذي بعث المصدر بنسخته الأصلية إلى "إيلاف" توجه قيادة منظمة بدر وبناء على تعليمات صادرة من رئيس المنظمة العضو البارز في المجلس الاعلى رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي هادي العامري تقضي بمراقبة تحركات وإجتماعات قوى وسياسيين قياديين يصنفون بأنهم من المتقاطعين مع سياسات المجلس أو المتنافسين معه في إنتخابات مجالس المحافظات المقبلة.

وشملت قائمة منظمة بدر للقوى المطلوب مراقبة تحركاتها التيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر الذي يخوض معه المجلس الاعلى صراعًا سياسيًا مريرًا تفجر في اكثر من مرة صدامات مسلحة في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية اخرى خاصة البصرة وكربلاء والديوانية والعمارة ادت الى سقوط العشرات من انصار الفريقين. وتركز التعليمات على مراقبة نشاطات ما اسماها بـ "الشخصيات المطلوبة للعدالة والتي عادت منذ ايام" في اشارة الى المعلومات التي راجت مؤخرًا عن وصول عناصر من ايران تدربت هناك  على اغتيال شخصيات وقادة امنيين وسياسيين. وتوجه التعليمات بمراقبة بيوت قادة التيار الصدري وخصت بالذكر النائب الصدري رئيس اللجنة القانونية بمجلس النواب بهاء الاعرجي. واشارت الى ان مراقبة نشاطات التيار هذه مطلوبة لانها تدخل ضمن الاستعداد لانتخابات مجالس المحافظات والحملة التي يقودها التيار ضد قيادة الائتلاف الشيعي والحكومة وتحريض الجماهير ضدهما.

 يذكر انه منذ صيف العام الماضي تنفذ القوات العراقية والاميركية عمليات مسلحة برية وجوية ضد عناصر التيار الصدري وجيش المهدي التابع له في مناطق جنوب العراق والعاصمة خصوصًا تقول انها تستهدف الخارجين على القانون في اشارة الى مسلحي الجيش الذي يقوده الصدر او المنشقين عنه. وعادة ما تتهم تلك القوات عناصر جيش المهدي التي تصفها بالمجاميع الخاصة بعلاقة مع ايران وتلقى دعمًا عسكريًا وسياسيًا وماليًا وتدريبيًا منها.

اما قائمة الشخصيات المطلوب مراقبة نشاطاتها والعناصر التي تتعاون معها او التي تشكل جزءًا من تنظيماتها فقد ضمت رئيس الوزراء العراقي السابق زعيم كتلة القائمة العراقية بمجلس النواب رئيس حركة الوفاق الوطني اياد علاوي الذي تتقاطع سياساته مع مواقف المجلس الاعلى . وعادة ما يتهم علاوي وهو سياسي علماني القوى المشتركة في الحكومة بممارسة سياسة المحاصصة الطائفية التي يقول انها سبب المشكلات التي يعاني منها العراق . واتهم علاوي اكثر من مرة ايران التي يحتفظ المجلس الاعلى بعلاقات ستراتيجية معها بمحاولة اغتياله.

 كما يوجد النائب صالح المطلك رئيس جبهة الحوار الوطني ضمن قائمة الشخصيات المطلوب مراقبة تحركاتها . ويعرف المطلك الذي تتهمه اوساط شيعية بالتعاون مع البعثيين والارهابيين بأنه من اكثر المنتقدين لسياسات القوى الشيعية محملا اياها مسؤولية التعاون مع الايرانيين في الهيمنة والتدخل في الشؤون العراقية الداخلية. ولدى تصويت مجلس النواب مؤخرًا على حظر نشاط منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في العراق اتهم المطلك القوى الشيعية في المجلس الاعلى بالعمل لصالح ايران وتنفيذ تعليماتها. وخلال صيف العام الماضي انفجرت سيارة مفخخة امام منزل المطلك في بغداد مما ادى الى مصرع شخصين واصابة خمسة اخرين بينهم عدد من حراس المنزل الذي لم يكن المطلك موجودًا فيه انذاك.

 أما النائب رئيس حزب الامة العراقية مثال الالوسي والمعلقة عضويته في البرلمان اثر زيارة قام بها الى اسرائيل مطلع الشهر الماضي فهو من ضمن المطلوب ايضا مراقبة نشاطاته ومتابعة تحركات الشخصيات والافراد الذين يجتمعون معه في مقراته. واشارت التعليمات الى ان الالوسي والمتعاونين معه هم من المتعاملين مع "المحتل وإسرائيل".

 وكان الالوسي قال لدى رفع الحصانة البرلمانية عنه ان هذا الاجراء تم اتخاذه لانه هاجم ايران في تصريحات له . واشار الى انه حين قام بزيارته الاولى لاسرائيل قبل 3 سنوات استقبلته معظم الكتل السياسية ولم تعترض على الحدث لكنها في هذه المرة ولانه تعرض لايران واتهمها بالتدخل في شؤون العراق فانها سارعت الى التصويت على رفع الصحانة عنه الامر الذي ترتب عليه منعه من السفر واتخاذ اجراءات قضائية وتاديبية ضده .  

وفي نص الخطاب السري للغاية لمنظمة بدر الذي حصلت "ايلاف" على نسخته الاصلية: 

بسم الله الرحمن الرحيم

الامانة العامة لمنظمة بدر

سري للغاية

العدد / 1703

التاريخ/17.9.2008

الى الاخوة مسؤولي اللجان الخاصة للمنظمة

السلام عليكم

بناء على أمر الاخ الحاج العامري حفظه الله ورعاه

يتم متابعة الامور التالية وبدقة :

1 . مقرات وبيوت النائب المدعو مثال الالوسي والمتعاملين معه والذين يؤيدون نهجه وتعامله مع المحتل واسرائيل خصوصا هذه الفترة الحرجة واخبارنا عن الشخصيات والمجاميع التي تقابله يوما بيوم .

2 . لقاءات قيادات التيار الصدري خصوصا لهذه الايام حول مسائل الانتخابات المقبلة وتحريضهم الجماهير على قيادات الائتلاف والحكومة واخبارنا عن الشخصيات المطلوبة للعدالة والتي عادت منذ ايام وتلتقي معهم هذه القيادات خصوصا بيت النائب بهاء الاعرجي وغيره من قيادات التيار .

3 . مقرات واجتماعات مجموعات اياد علاوي ومجموعات المدعو صالح المطلك .

  ويتم تزويد المفتش العام بالتقارير مباشرة .

التوقيع

أبو هشام الاحمدي

 ومعروف ان منظمة بدر هي الجناح العسكري للمجلس الاعلى الذي تأسس في طهران عام 1982 تحت إسم "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" وهو الحركة السياسية التي يترأسها عبدالعزيز الحكيم لكنه غير اسمه في ايار (مايو) عام 2007 الى "المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"  ليعكس الواقع السياسي الجديد في البلاد كما اعلنت قيادته انذاك.

 وقالت مصادر عراقية ان تغيير اسم المجلس جاء محاولة منه لاشعار الاخرين بالابتعاد عن ايران التي شهدت ورعت تأسيسه من قبل زعيمه الراحل محمد باقر الحكيم الذي قتل بإنفجار سيارة مفخخة بمدينة النجف في اب (أغسطس) عام 2003. وقال شقيقه عبد العزيز الذي خلفه بزعامة المجلس إن التخلص من كلمة "الثورة" في اسم المجلس جاء ليؤكد حقيقة ان نظام الرئيس السابق صدام حسين قد اطيح به. واضاف في تصريحات للصحافيين إن الثورة تعني التغيير "وهو الامر الذي توخيناه من تأسيس الحركة." وقال "لقد اسهم المجلس في إحداث التغيير السياسي في العراق ولذلك فقد اصبحت عبارة الثورة غير ضرورية."