مسعود البرزاني ينصب نفسه مفاوضا (أوحدا) للأمريكان
مسعود البرزاني ينصب نفسه مفاوضا
(أوحدا) للأمريكان
حامد نصار
الكاتب والإعلامي العراقي
"إن لم توقع الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة فإننا مستعدون لمنح قواعد عسكرية دائمة للولايات المتحدة في كوردستان". من تصريحات لمسعود برزاني في واشنطن حول الاتفاقية الأمنية .
هذا جزء من المشهد العراقي اليوم ، إنها أفواه المسؤولين الجدد عندما يقترب منها "المايك"، تقول ما تشاء ولا تخشى في (مصالحها) لومة لائم.
صحيح إن إقليم كوردستان يتمتع بحكم ذاتي فعلي ولكن من قال لكم إن كوردستان دولة ثانية مجاورة للعراق؟ من الذي منحكم صلاحيات اللعب بأراضٍ عراقية هي ملك للشعب العراقي أجمع؟. هل كوردستان ورث ورثه المرحوم ملا مصطفى البرزاني؟.
يا أخ مسعود أتمنى أن تقرأ مقالي هذا. ما هكذا يا أخي تورد الإبل أبدا ولا هكذا تكون المواقف، عندما تتكلم تكلم على قدرك، ولا تتكلم وكأن العراق ملك يمينك تفعل به ما تشاء. أليس في العراق رجال؟ أليس فسه سياسيون وعلماء ومثقفون، أليس فيه شعب عمر حضارته آلاف السنين؟. كيف تصرح هكذا تاركا كل أولئك وراء ظهرك؟؟؟.
أحد الرجال في صدر الإسلام كان يتمنى أن تكون رقبته كرقبة البعير ، وعندما سُئل عن السبب أجاب حتى استطيع رد كلمتي اذا خرجت قبل نطقها. وما دمت قد قلتها وانتهى الأمر، أتمنى منك أن تعتذر أمام الملأ للعراق أتمنى إذ سيكون الأمر حينها أهون مرارة.
أنا أعرف أن كلامك ليس له قيمة لا سيما أن الرئيس طالباني ونائبه طارق الهاشمي كلاهما رفض التصريحات بشدة ولم يتركا قيمة لهذه التصريحات، الا أن هذا الموقف يجب أن يكون لك ولغيرك من المسؤولين درسا قاسيا كي لا يتكرر اللغط فسمعة العراق قبل سمعتكم ولا يحق لكم أن تتكلموا كلمة واحدة باسم العراق – وإن كنتم مفوضين- الا بعد تدقيقها ومناقشتها بين الشركاء في العملية السياسية جميعا لأنها - وأكرر – باسم العراق.
العراق أسمى من توجهات حزبية وعرقية وطائفية، العراق وطن الجميع وليس وطن طائفة أو قومية بعينها، يكفي ما تعرض له شعب العراق وسمعة العراق على خلفية صراعات حزبية ومعارك فاشلة بالقياسات كافة بين ميلشيات وتنظيمات وعصابات تنادي هي أيضا – من المضحك- باسم الشعب!!!.
القاعدة تدعي حماية الإسلام والمسلمين من العملاء والمرتدين ولا يمنع حين يفجرون سيارة على شخص واحد أن يموت معه مئة لأنهم (سيحشرون على نياتهم)، وميليشيا جيش المهدي تدعي إنها تحارب أعداء آل البيت ولا يمنع كذلك من ذبح أي شخص على الهوية ما دام من المذهب الفلاني وقد ارتكبوا أشنع الجرائم في تاريخ الإنسانية على الإطلاق، ومنظمة بدر تتبع أسلوب الاغتيالات الهادئ المنظم بعيدا عن الشبهات وغالبا ما تقتل باسم جيش المهدي ...
وفوق كل هذه المآسي تأتون أنتم لتتكلموا بدون موازين وبدون أخلاقيات؟. العراق بحاجة إلى شخصيات متحضرة مثقفة لا تؤمن بغير الوطن الواحد والشعب الواحد برنامجا سياسيا، بحاجة إلى مسؤول يثبت قولا وفعلا إنه يعمل لكل العراقيين دون تسميات.
في العراق الآن أكثر من أربعة ملايين مهجر وأكثر من أربعة ملايين أرملة وملايين الأيتام، وآلاف المعتقلين بدون مبالغة في الأرقام، وهناك اقتصاد منهار وسياسة توافقية شكلا طائفية فعلا، وعلاقات مع دول الجوار والعالم لا ترقى الى علاقات بلد ذي سيادة. فمتى سيصلح كل ذلك . متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ....
كونوا بقدر المسؤولية وأنا هنا ناصح لكم من موقعي كمواطن عراقي أنتم مسؤولون عني ومن موقعي ككاتب أحمل أمانة الكلمة.