المستور والمكشوف في تحول الغني إلى منتوف

د.مراد آغا *

[email protected]

من الطبيعي وخير اللهم اجعلو خير أن لانترك الحدث العالمي الاقتصادي  الجلل أن يمر مرور الكرام  بعدما ماأحدثه من تأرجح وخلل

 والذي أدى  تزحزح وتلحلح جزئه الأكبر أي أمريكا الى تمايل واهتزاز الاقتصاد العالمي عامة والعربي منه خاصة

ولعل قوله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

 ونقول تباعا الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه

ان الحقيقة الدقيقة والتي نرى تتابعها يوما بعد يوم هي أن كل ماسمي بالنظريات الاقتصادية الانسانية  في عالم الانسانيات وبعيدا عن الالهيات أثبتت فشلها الذريع والذي أذهل الكهل والرضيع وجعل ثروات وعقول العباد تضيع

فبعد انهيار الشيوعية كنظام اقتصادي وتحكم النظام الرأسمالي الراهن بالعالم والذي رهن ثروات الأنام تحت مشاريع من الأحلام  وجعل البشرية في البلاد الغربية تعيش فوق مستواها متباهية على ماعاداها في استعراضيات للقروض والمنح متناسية الحجم الحقيقي في سباق أعمى للثراء بتحويل العباد ولو نظريا واستعراضيا من معترين وفقراء الى أغنياء ولو الى حين بما اقترضوه من ألوف وملايين

ولعل في  صدمة سوق المال وانهيار النظرية الرأسمالية درسا فيه تمنياتنا أن ينتهي معه تعلق ولهثان العربان خلف نظريات الأمريكان وكان ياماكان

ولعل  بديهية أنه ان أردت أن تحكم مجتمعا ما فماعليك الا أن تحل هذا المجتمع ماديا وأخلاقيا هي مانعاني منه حتى اللحظة من مناورات وهجمات أثمرت الى حد اللحظة عن فقر وتشرذم وتفكك اجتماعي غير مسبوق في عالمنا العربي

ولعل قصف بلاد الأعراب بنظريات القروض والديون العقارية والاستهلاكية ناهيك عن تسونامي قنوات ومؤسسات الهشك بشك أو ما اصطلحنا تسميته اصطهجوا حتى تنفلجوا أو أفسدو وتمددوا تسعدوا والتي بدأت تفعل فعلها في العديد من الدول العربية والتي تتبع الغرب بمسيرة عمياء دون النظر الى قدرتها الحقيقية على تحمل الهزات والصدمات 

لذلك فان التفكك المادي والموازي للتفكك الأخلاقي وانشقاق الأسر والمجتمعات ناهيك عن ضخ المليارات في تفعيل الانشقاقات الدينية والمذهبيات المرفق بتجاهل أو حتى مشاركة حكومية رسمية غير مباشرة وغير علنية على مبدأ طنش وحشش وافترش تعش تنتعش قد زعزعت ماديا وأخلاقيا العديد من بلاد العربان والتي تسير نيقة عن الخليقة خلافا لمايسمى اليوم بالديمقراطيات الغربية حيث تعمل الحكومات في خدمة شعوبها أما في بلاد الأعراب فان الشعب كاملا من كبير وصغير ومقمط بالسرير يعمل من أجل الحكومة أو النظام المصمود كالعود في عين الحسود مروض النعام والأسود

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

لعل انهيار النظريات الغربية وعدم الاعتراف علنا بظواهر وحالات الاقتصاد الموجه الأخلاقي أو الايثيكال ايكونومي

ETHICAL ECONOMY

كما هو الحال مثلا في ازدهار ومتانة البنوك والمصارف اللاربوية أي التي لاتعتمد نظام فوائد متوحش على غرار الحالي المنهار

مثل تلك الأمثلة موجودة في البنوك والمصارف الاسلامية المعتمدة في دول الأعاجم مثل ماليزيا واندونيسيا وحتى في انكلترا وغيرها والتي بدأت تشهد رواجا كبيرا لأنها أكثر أخلاقية في التعامل لكن الاعتراف بها كمشروع بديل غير موجود ليس لقلة كفاءتها ولكن مايشير الى النظام الاقتصادي الاسلامي الحقيقي البعيد عن نفاقيات فلان وعلان -كما يحدث في بلاد العربان- هو نظام مخيف لأنه سيقلص حجم الجشع والطمع وسيزيد مشاركة العباد في عملية صنع الاقتصاد بدلا من حصرها كما هو الحال اليوم في بعض من  الأنفار من مصاصي الدماء وخاربي البيوت والديار من حيتان هذا الزمان وكان ياماكان

ولعل الخسارة المالية والاخلاقية التي قد بدأت تنتشر وتزدهر في عالمنا العربي خصوصا والاسلامي عموما نتيجة الهجوم الموجه والمبرمج لحل مجتمعاتنا اقتصاديا عبر رهن البلاد والعباد لاقتصاد الديون والفوائد وحله أخلاقيا وتفرقته دينيا ومذهبيا يجب أن تكون هذه الخسارة أو الصدمة مقدمة لتأمل عميق ودقيق في السيبرة والمسيرة خشية من البهدلة والشرشحة والجلوس  على الحصيرة

هذا والله أعلم

              

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

www.alhurriah.blogspot.com

[email protected]