أبطال دراما الأسد.. شهود الزور على القسم الباطل
أبطال دراما الأسد..
شهود الزور على القسم الباطل
جابر المر
بمهزلة كبيرة، وضمن استعراض كبير لمدى طغيانه، يؤدي الأسد قسم رئاسة الجمهورية وكأنه لم يكن مدمرها أو قاتل أبنائها. لكن اللافت في الموضوع هو الحضور الهائل لفنانين تشدقوا بحبهم للوطن، بمشهد يذكرنا بخلفاء عصر الانحطاط حين كان الشعراء والأدباء يتمسحون ببلاط الطاغية.
" كان لي شرف كتابة موسيقى دخول سيد الأمة" هكذا يلخص الملحن طاهر ماملي إخلاصه للوطن، وهو ابن مدينة حلب التي دمر النظام بنيتها وأبنائها، مختصرا شرفه على كتابة موسيقى الدخول التي شكلت خلفية دخول بشار الأسد إلى قصر الشعب، الأخير الذي دخل مارا عبر من يطلق عليهم اسم حرس الشرف، وبين تصفيق طويل من مريديه، وخدمه المعتادين الذين غلب عليهم هذه المرة عدد الفنانين السوريين المصفقين.
يشعرك الحضور الكثيف لكتاب الدراما وملحنيها وممثليها، بأنك فعلا في موقع تصوير لأحد المسلسلات السخيفة التي باتت تغالي في الابتذال في الموسم الرمضاني الأخير، حيث لا شيء لديها لتقدمه سوى أن الأسد دمر البلاد، لكن كيف تقول الدراما السورية ذلك وجل صناعها يحتفون بتتويج الطاغية ولا يتوانون عن التملق حتى على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان من الحضور والذي اعتز بتصويره مع أسماء الأسد الممثل أيمن زيدان، والممثل دريد لحام، والممثلة رغدة، والممثل مصطفى الخاني، والممثل زهير رمضان، والممثل وائل رمضان، والكاتب حسن م يوسف، والملحن طاهر ماملي.
ومن اللافت أن معظم الفنانين مشاركين في مسلسلين يثور السوريين عليهما اليوم، بقعة ضوء 10، الذي يصور السوريين وكأنهم مجانين بلهاء، ويصور الجيش الحر على أنه عصابات، دون أي تجسيد فني حقيقي لما يدور في البلاد، إذ لا هدف لهذا المسلسل سوى الطلب من السوريين أن يترحموا على أيام ما قبل الثورة، هذه الثورة التي كانت سببا في دمارهم. أما باب الحارة فقد بلغ به الابتذال حدوده القصوى، حيث منعت الحكومة أبطاله من ذكر كلمة ثوار الغوطة على سبيل المثال، كما مُنعوا من رفع علم الاستقلال أو الإشارة لوجوده، بعد أن اتخذته الثورة السورية علما لها.
يدرك السوريين جيدا وأكثر من أي وقت مضى من وقف معهم من الفنانين وعبر عن آلامهم، وتحمل تبعات موقفه، ومن التزم الصمت في أضعف الإيمان، ومن تسول على عتبات الطاغية وبارك تتويجه مشاركا إياه في قتل أبناء البلد، والسوريون اليوم يعرفون تمام المعرفة أن بداية الفنان ونهايته تكمن في أخلاقه ومواقفه، لا في وسامته وقدرته على التهريج.