اتهام السعودية باستهداف أمن سورية
أكاديمي سعودي لـ "قدس برس":
جزء من مخطط لشرعنة نظام لا شرعية له
الرياض ـ خدمة قدس برس
نفى كاتب وأكاديمي سعودي أن تكون لدى المملكة العربية السعودية أي نية للإساءة لسورية على أي المستويات، وأكد أنّ الاستقرار في سورية مصلحة سعودية وسورية وإقليمية وعربية.
ورفض أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السعودية، الدكتور خالد الدخيل، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، الردّ على اتهامات كان عضو حزب البعث السوري والخبير بالشؤون الأمنية في سورية عمران الزعبي، قد وجهها للجانب السعودي في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" اعتبر فيها أنّ الرياض ذات مصلحة في كسر سورية سياسياً وأمنياً. وقال الدخيل "هذه اتهامات أقرب للزعبرة منها للحقيقة، فالنظام السوري الذي جاء للحكم عبر عملية توريث غير شرعية يريد إيجاد غطاء عربي ودولي له، واتهامه للسعودية هو جزء من هذه الخطة، وهو تكرار لذات الاسطوانة العربية المشروخة التي كانت قيادات عربية قد نهجتها ضد السعودية، مثل مصر والعراق وليبيا والسودان، قبل أن تنتهي لإبرام اتفاقيات معروفة الآن للجميع، وبالتالي لا قيمة لهذه الاتهامات على الإطلاق"، على حد وصفه.
واعتبر الدخيل أنّ اتهام السعودية بأنها تمثل "الساق الثانية للمشروع الأمريكي في المنطقة"، يمثل اتهاماً للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وقال "اتهام السعودية بأنها تمثل الساق الثانية لأمريكا في المنطقة، وأنّ هذه الساق قد شلت في الدوحة، اتهام سخيف لا يستحق الرد، لأنّ العلاقات السعودية ـ السورية ظلت طيلة العقود الثلاثة المنصرمة من حياة الرئيس الراحل حافظ الأسد علاقات تنسيق وتفاهم، وبالتالي إذا كانت السعودية تمثل ساقاً للمشروع الأمريكي فمعنى ذلك أنّ حافظ الأسد كان متواطئاً معها". وتابع الدخيل "صحيح أنّ العلاقات السعودية ـ الأمريكية قائمة منذ القديم، وهناك تشاور وتنسيق، لكن ليس من مصلحة السعودية على الإطلاق كسر إرادة سورية لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الأمني، لأنّ أي اهتزاز فيها يمسّ أمن المنطقة بالكامل بما في ذلك السعودية"، حسب تأكيده.
ونفى الدخيل أن تكون لأي جهة عربية، بما في ذلك السعودية، أي يد في الأحداث الأمنية التي شهدتها سورية في السنوات الأخيرة، وقال "لقد سمعت من بعض الكتاب المقرّبين من النظام السوري أنّ الرياض تسعى لإحداث انقلاب سياسي في سورية، وأنا أعتقد أنّ مثل هذه التحليلات هي مجرد أوهام وتعكس رعباً سورياً داخلياً، لأنه لا أحد يستطيع أن يحدث إرباكاً داخلياً في أي بلد آخر إذا كان محصِّناً واقعه الداخلي، فكاسترو مجاور لأمريكا وفشلت المخابرات الأمريكية في إسقاطه، ثم إنّ إحداث إرباك أمني في سوري بمنطق الحسابات السياسية لا يخدم أحداً في المنطقة على الإطلاق، وبالتالي الاستمرار في إطلاق هذه الاتهامات لا أساس له من الصحة في شيء"، وأضاف "على السوريين إذا كانوا جادِّين في هذه الاتهامات أن يعلنوها رسمياً ويقدموا الدليل حولها".
وربط الدخيل بين عودة من سماهم "المقرّبين من النظام السوري" لإطلاق الاتهامات ضد السعودية وبين قرب إصدار تقرير جديد في سياق المحكمة الدولية ذات الصلة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال الدخيل إنّ "الأمر المثير للانتباه أنّ هذه الاتهامات تصدر في وقت قريب من صدور تقرير حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، والاتهامات السياسية في هذه القضية موجهة للنظام السوري الذي كان يسيطر على البلاد طيلة العقود الثلاثة الماضية، لكنهم يرفضون تحمّل المسؤولية السياسية، ولا يريدون مواجهتها، ويعمدون لانتقاد السعودية التي كانوا يريدون لها أن تسوق لمواقفها، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق"، وفق ما ذهب إليه.
ودعا الدخيل سورية إلى الانكباب من أجل توفير "الشروط المناسبة لمصالحة وطنية تقوِّيها" بدل ما أسماه بـ "تصدير أزمة الشرعية إلى الخارج"، وقال "أعتقد أنه من الأهم بالنسبة للسوريين وللنظام السوري تحديداً أن يتصالح مع شعبه، وأن يؤمِّن أساسه من الداخل، وأن يتبنى خطاً إصلاحياً داخلياً، وأن يتخلى عن اعتقال معارضيه، قبل أن يتصالح مع السعودية أو أي دولة أخرى، لأنه إذا استطاع التصالح مع شعبه سيقوى وسيفرض نفسه على الجميع، أما اتهام السعودية وانتقادها فلن يؤدي لإخضاع السعودية أو أي دولة أخرى في المنطقة"، على حد تعبيره.