أيها العرب أنتم غثاء
محمد هيثم عياش
ربما سمعتم عن المؤتمر الاوروبي المعادي للاسلام الذي عقد بمدينة كولونيا الالمانية بمشاركة بعض زعماء الاحزاب القومية الاوروبية التي تعادي الاسلام مثل الهولندي المعروف جيرت فيلدريز وأرسل رئيس الحزب القومي الفرنسي جان كلود دو بان من ينوب عنه في المؤتمر اضافة الى النمسا وبلجيكا وبريطانيا ، ومدينة كولونيا تعتبر رابع أكبر مدينة في المانيا ولعلكم لا تعرفون أن أول حملة صليبية انطلقت لغزو العالم الاسلامي وقامت بتدنيس بلاد الشام كانت من هذه المدينة التي تعتبر مقدسة لدى طائفة من النصارى لما تحويه كنيستها على ثلاثة قبور يقال ان أصحابها كانوا من أتباع تلامذة المسيح عليه السلام ، ولا أقول لكم ذلك من مخيلة صحافي انها حقيقة اذ انني أحد أبناء هذه المدينة فقد عشت فيها حوالي ثمانية عشرة عاما أعرف مداخلها ومخارجها وأزقتها الضيقة وشوارعها الواسعة كما عاشرت فيها الصعاليك والجهال والوضيعين من أمثالي والإغنياء والعلماء والوجهاء من أمثالكم . لقد عقد المؤتمر في الفترة ما بين 19 و 21 أيلول/ سبتمبر الحالي والهدف منه إبداء آراء المشاركين فيه بعدائهم للاسلام ومعارضتهم لبناء المساجد وتحت شعار / لا لإسلامية المانيا وأوروبا ولا لبناء المساجد / والدولة الوحيدة التي طالبت الحكومة الالمانية بمنع هذا المؤتمر كانت ايران ،هذه الدولة الشيعية التي نحن نعاديها لتشيعها ونشرها التشيع اضافة الى محاولتها فرض هيمنتها على دول الخليج الا أن قلوبنا معها جراء تهديدات الغرب لها ، والتزمت الدول العربية والاسلامية الأخرى الصمت تجاه هذا المؤتمر الذي كان أول مؤتمر مفتوح افصح منظموه عداوتهم للاسلام بشكل جلي ، والعرب لا يثورون الا أن عندما ينتهي الأمر نشرت بعض الصحف الدانماركية صورا تستهزأ بالرسول عليه الصلاة السلام في تموز/يوليو عام 2005 فثار العرب أوائل عام 2006 ، قلت لأحد سفراء دول الخليج وهو رجل اشهد له بالاسلام والاليمان والتقوى هل قمتم بتقديم احتجاج ضد هذا المؤتمر سعادة السفير ؟ فالتزم الصمت وسألت القائم بأعمال السفارة المصرية فقال لي نخشى على العلاقات الالمانية المصرية . ثم أردف قائلا ان منظمي المؤتمر متطرفون وأغلق الهاتف . لقد خرجت مظاهرات معادية لذلك المؤتمر وقامت الشرطة بمنع بمظاهرة معادية للاسلام كان منظمو المؤتمر المذكور قد أعدوا لها العدة ، ولكن هل تعلمون أن عدد المتظاهرين الذي وصل عددهم الي 10 آلاف شخص وصل عدد العرب منهم الى حوالي خمسة أشخاص كنت من بينهم اذ سافرت من برلين الى تلك المدينة بصحبة مناوئين لهذا المؤتمر في حافلة كبيرة ووصل عدد الاتراك الى حوالي ثلاثة آلاف شخص والباقي كلهم من الالمان . نعم خمسة عرب شاركوا في هذا المظاهرات . هل تعلمون بأن مؤتمر كولونيا المعادي للاسلام يعتبر الاخطر من نوعه واكثر ايذاء للاسلام والمسلمين من صور الصحف الدانماركية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأن لهذا المؤتمر نتائجه السياسية على الوجود الاسلامي في اوروبا ومستقبل الاحزاب القومية الاوربية ولا سيما ان معركة انتخابات البرلمان الاوروبي التي ستجري في شهر حزيران/يونيو من عام 2009 المقبل تعتبر مفترق طرق اذ ان شعبية الاحزاب القومية في اوروبا وصلت بآخر استطلاع جرى يوم الخميس من 18 أيلول/ سبتمبر الحالي الى 26 في المائة الامر الذي يجعلهم يحتلون حوالي 40 مقعدا من مقاعد البرلمان الاوروبي . لقد اعتاد المسلمون على خيبة الامل من العرب ، شعب غزة محاصر منذ اكثر من ثمانية عشرة شهرا أصبح الغزاويون بسبب تأييديهم لحماس مثل بني هاشم عندما حوصروا بشعبهم بسبب نصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمهم كافرهم ، خرجيت سفينتان من قبرص لفك الحصار ولم يفكر العرب بإرسال مثل هذه السفن لنجدة أهالي غزة ولا يزال اهل مصر يفكرون بإرسال مثل هذه السفن ربما لأن حكومتها لا تريد ايضا تدهور علاقتها مع الصهاينة . لقد أصبحت خيبة الامل من العرب المسلمين معتادة لنا ، في عام عام 1998 كانت المانيا تعيش بأجواء انتخابات حامية الوطيس فالحزب الديموقراطي الاشتراكي والخضر يسعيان للإطاحة بحكومة المسيحيين والفيدراليين الذين حكموا المانيا لمدة وصلت الى ستة عشرة عاما تامة وكاملة وكان الاسلام والحجاب وكسب ثقة الاجانب في المانيا معركة الانتخابات وفي أحد أيام شهر تموز/يوليو الحارة رأيت لائحة على طريق بيتي بمدينة كولونيا قبل الانتقال الى العاصمة برلين تدعو لأمسية استماع الى قراءة في كتاب / التحذير من اسلامية المانيا – المسلمون على ضفاف الراين / لكاتبه رولف شتولتس وصاحب الدعوة فرع الحزب الديموقراطي الاشتراكي في المدينة المذكورة وقمت بتقديم طلب عاجل لرئاسة الحزب لمنع أو تأجيل هذه الامسية لأن الكاتب معاد للاسلام الا أنهم رفضوا لأن ذلك يعتبر ضمن حرية الرأي وسافرت الى العاصمة القديمة بون وانتظرت رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي وكان وقتها اوسكار لافونتين في مكتبه وأعطيته رسالتي وطلبت منه اجتماعا فوريا لرؤساء الحزب من أجل الضغط على حزبهم في كولونيا لمنع الامسية المذكورة ، الا أنهم اتخذوا قرارا يكمن أن تكون هناك مناقشة علنية بيني وبين الكاتب بدل إلغاء الامسية ، وطلبت من المسلمين وخاصة العرب بدعمي أثناء المناقشة ، هل تعلمون لقد امتلأت القاعة والشوارع المحيطة بها عن آخرها ولم يشارك في تلك الندوة عربي والذين قاموا بدعمي من الالمان الغير المسلمين كما كان أكثر الحاضرين في تلك الندوة متعاطفين مع الاسلام واعترف شتولتس بنكسته وهزيمته أمامي ، وقال لي أحدهم أين العرب يا دكتور ؟ قلت له عليكم الاعتياد على خيبة الامل من العرب فانهم غثاء .
انتهى مؤتمر كولونيا المعادي للاسلام وبالرغم من أن منظيمه لم ينالوا خيرا الا أن نتائجه ستبين لكم خطر انعقاده فوز المعادين للوجود الاسلامي في المانيا واوروبا بالانتخابات النيابية التي ستجري في ولاية رينانيا الشمالية التي تعتبر كولونيا مدينتها الرئيسية وفوزهم في انتخابات البرلمان الاروبي التي ستجري في حزيران/يونيو عام 2009 والايام بيننا .