نداء إلى أحرار العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

ورجالات العرب والمسلمين

حول المحاكمات الجائرة لقادة إعلان دمشق

وحملات الاعتقال المتصاعدة في سورية

بينما يغرق النظام السوري في تسوية أوضاعه الدولية، عبر انفتاحه المباشر على (تل أبيب)، من خلال مفاوضاتٍ مباشرةٍ وغير مباشرة، ليس الهدف الأول منها استعادة الجولان السوريّ المحتلّ.. يُمعن النظام في سياسة الظلم والعسف والاضطهاد، بعد أن وجد في الغطاء الدوليّ الذي استمدّه من مفاوضاته مع الإسرائيليين، شرعيةً لا محدودة، في ممارساتٍ خارجةٍ على كلّ المعايير الإنسانية والقانونية، فكانت أولاً مجزرة سجن (صيدنايا) التي تم خلالها إهانة المصحف الشريف، واستباحة دماء السجناء العزل الأبرياء، تحت لافتة اتهامهم بالتطرّف.

ويستمرّ سياق العسف والاضطهاد ويتصاعد، لتقوم أجهزة النظام بملاحقة المواطنين والتنكيل بهم، واعتقال كلّ من تطاله أيديها من النشطاء المطالبين بالحد الأدنى من الحرية، واحترام حقوق الإنسان.

إنّ ما شهدته سورية منذ أشهر، من اعتقال قادة إعلان دمشق وناشطيه، في حملةٍ ما تزال مستمرّةً ومستعرة، وما تشهده هذه الأيام من محاكمات جائرة لهؤلاء القادة.. إنما هو محاولة لوأد كل جهد وطني، يفتح نافذةً في الأفق المظلم، الذي تشارك في صنع ظلماته قوى الهيمنة في الخارج، وقوى الاستبداد والفساد في الداخل.

وتستمر بالتوازي (كوميديا) المحاكم الاستثنائية، الفاقدة أصلاً للشرعية المدنية والدستورية والقانونية.. تستمر في إصدار الأحكام الجائرة في حق شباب الوطن رجاله ونسائه. فمنذ استلام بشار الأسد زمام السلطة، وراثةً عن أبيه، وبمباركةٍ دوليةٍ.. ما تزال السجون السورية تعجّ بآلاف المعتقلين، من السوريين واللبنانيين والأردنيين والفلسطينيين..

لقد ابتدع بشار الأسد وسيلته المدنية الخادعة المزيّفة، بملاحقة الناشطين والمخلصين، وتقديمهم لمحاكم استثنائية، وبتهمٍ مثيرةٍ للسخرية، ليدمّر حياتهم الفردية والوطنية في أعماق الزنازين.

إن جماعة الإخوان المسلمين في سورية، التي تعتبر نفسها فصيلاً أصيلاً ومؤسّساً لإعلان دمشق.. إذ تعلن تضامنها مع قيادات هذا الإعلان، وإدانتها لكل الممارسات القمعية اللاإنسانية التي تنفّذ عليهم.. لتتوجّه بهذا النداء إلى كلّ أحرار العالم، وإلى رجالات العرب والمسلمين، وإلى جميع المنظّمات الإنسانية والمدنية.. للوقوف إلى جانب أحرار سورية، ومساندة قضية الحرية والعدل والمساواة.

31 تموز (يوليو) 2008

جماعة الإخوان المسلمين في سورية